مساء أمس الاثنين، تناول الجندي عبد الحكيم محمد علي، الملقب بـ "عبده سليط"، وجبة العشاء الأخيرة في إحدى البوفيهات وسط مدينة تعز قبل أن يُقتل بسلاح زميله إثر عراك على دفع ثمن وجبة العشاء.
دفع حكيم حياته ثمنًا وهو يواجه من يوصفون بـ "المتهبشين"، تحدث أحد أهالي حي وادي المعسل لـ "لنداء".
بحسب مصادر "النداء"، فإن خلافًا وقع بين محاسب إحدى البوفيهات في حي وادي المعسل وأحد المسلحين الذي رفض دفع ثمن وجبة العشاء، مما دفع الجندي حكيم، الذي لم يكن مسلحًا، للتدخل والتأكيد للمسلح على ضرورة عدم الإساءة للجيش وسداد الحساب.
لطالما وقف الجندي القتيل حكيم مع المظلومين في الحي ولطالما تصدى للمتهبشين، يقول أهالي الحي وتغريدات نشرها زملاؤه على منصات التواصل الاجتماعي عقب حادثة مقتله.
أصبح وصف "متهبشين" لصيقًا بموظفين حكوميين يستغلون وظيفتهم العامة لفرض إتاوات بصورة غير قانونية، وجنود يستخدمون بزاتهم العسكرية لتناول وجبات في المطاعم والبوفيهات ويرفضون سداد الحساب.
ذكر مصدر أمني للنداء أن جريمة القتل كانت نتيجة خلاف على دفع مبلغ زهيد لا يزيد عن ألف ريال.
الشاب الثلاثيني حكيم، 35 عامًا، دخل في مشادة مع زميله الذي قالت المصادر إنه ينتمي للواء 22 ميكا، وتدخل مواطنون لفض العراك قبل أن يلجأ الجندي للاستعانة بمسلحين آخرين، مما انتهى بقتل زميلهم حكيم وسط الشارع ولاذوا بالفرار.
ذكر مركز الإعلام الأمني في بلاغ صحفي أن شرطة الدوريات وأمن الطرق تمكنت من ضبط المتهم في قتل "عبد الحكيم" بعد ساعتين فقط من وقوع الجريمة، ولم يشر البلاغ الأمني إلى انتماء القاتل والقتيل إلى ألوية الجيش.
تشهد مدينة تعز حوادث قتل وحوادث أمنية تسجل الجهات الأمنية كثيرًا منها ضد منتسبين لألوية في الجيش. وقبل أسابيع قليلة، سقط المواطن سيف الشرعبي قتيلًا أمام باب منزله بسلاح جندي، ونجحت الضغوط الشعبية في دفع الجهات العسكرية لتسليمه للشرطة.
صباح الثلاثاء، وضع أهالي حي وادي المعسل صورة كبيرة للجندي القتيل حكيم وعليها عبارة "شهيد الغدر"، فقد ترك ابن حارتهم ضحايا آخرين، أسرته الصغيرة المكونة من 5 أفراد، أصغرهم طفل خرج إلى الحياة قبل فترة قصيرة.