متواتر حديثك
يا زمن
متوثب يلامس المقل
يحدثنا عما جرى
للبلاد من أيام... أيام
سيل العرم..
حديثًا ما رواه البخاري...
لكن روته أمهات الكتب
نرجسي حديثك إن تكلمت بعمق
عن مأساتنا... مأساة اليمن
عندليب غرد من زمن
زاملًا... يفلق الحجر ردده
من ليس لحنجرته وتر
أقلق الحي
أزعج البشر
إذن حدث حديثك يا زمن
قل بحرية القول من أهلك الوطن؟
سيل العرم أم فجأة اعتلى صخر شمسان
الجبل ديناصور به منقار له أزلام
له ألف ألف شنب
أم البحر قد هاج موجه أغرق السفن
رمتها القذائف تتلو في
طريقها حديث شيلوك
نبيًا تاه بين صحراء
أغلقت أبوابها فهاجم غزة خلسة
لكن طائرًا حاملًا طفل غزة
رماه بالحجر... أرداه قتيلًا
غاب... غاب طويلًا
ادعى السفر
طفلنا طفل غزة
نما عقلًا... بات مالكًا
خرائط الزمن
نحو ربوة النصر
تنامت عزيمته...
ارتوت جذورها... عشقًا سكبتها..
دموع من سكنوا القدس
من سكنوا الوطن
صانوا لهما المقل
سكبوا الدمع... رخيصًا
أينعت آخر الدهر وطن
غزة التي خلفت شبلًا
في مخاضات الوغى
صار صنديدًا بطلًا..
صانعًا نصرًا أذهل البشر
حير شيلوك
أولجه جيتو العدم..
هكذا قدر الله وما شاء فعل
غزة أيقونة الدهر
طفلها صبرا صمد
صبره يفعل العجب
صبر من يمتلك
الفكر والقلم
فصيح قوله
قوي فعله
يقنع البشر
طريق شيلوك ترياق سموم
سممت أجواء البشر
شيلوك... تاجر البندقية
حكاياته دامية سوداء
صاغها شكسبير
من زمن
وغزة عزيمتها طوعت
جبروت البندقية
فلت الزمام على دمشق
ودومًا كانت دمشق على الدمع عصية
غزة أبلت بلاءً
أحرقت خرائط شيلوك الدعية
قوم شيلوك إيمانهم
مال... زيف... بندقية
كذبوا نبي الله...
قالوا نبيهم عجل..
تلك آيتهم..
صاغها شيلوك
يدفع لمن يزيف التاريخ.. رشوة
شكسبير أعماق حروفه سبرت أغوار شيلوك
كتبت عن تاجر البندقية
صدق الرواية
كان شيلوك مرابيًا
كان يذبح بالبندقية
يذبح جسد الضحية
حكاية شيلوك ليست كما رواها
بل كما رواها شكسبير
شيلوك مصاص دماء ما كان ضحية
كان يبحث عن ضحية
أبت غزة وعيًا صمودًا
أن تكون لشيلوك مجرد ملهاة ضحية
مجرد ملهاة مسرحية
غزة باتت ملحمة أمة
ملحمة لمن يهتف
للحق... يهتف
يدعم صمود غزة
مع الحق
يدعم غزة
