قال لي رجلٌ بلا ظلّ:
"السلام عاد بالأمس،
لكنه جاء بلا وجه،
كقمرٍ نسي ملامحه في جيب الليل."
ثم أشعل جمرةً باردة،
وسألني بصوتٍ مكسور:
"هل بقي لديك قلبٌ،
أتقاسم معه رماد الهدوء؟"
في الطريق،
كانت الأشجار تمد جذوعها للعدم،
والريح تسأل التراب:
"هل من أجنحةٍ تسعني؟"
لكن التراب صمت،
مثل قبرٍ مليء بالكلمات.
جلستُ قرب رجلٍ يصنع قهوته
من رماد صاروخٍ لم ينفجر،
نظر في وجهي وقال:
"حين انتهت الحرب،
اكتشفنا أننا نسينا ملامحنا،
صرنا ندخّن أصواتنا،
ونبني بيوتاً من غبار الأحلام."
وفي المساء،
حدّقتُ في الماء،
رأيتُ وجهاً،
لكنّه لم يكن لي.
*اللوحة المرفقة للصديق الفنان باسل المقوسي