صنعاء 19C امطار خفيفة

ابن الطين الفلسطيني

إبراهيم جابر (منصات التواصل)

 

إلى إبراهيم جابر إبراهيم 

 
لم يُسرَق المسيح.
إنه هنا،
في وجوه الفلاحين،
في أكفّ العمّال الخشنة،
في أكتاف الرجال
التي حملت صليبه آلاف المرّات
ولم تنحنِ.
 
المسيح ليس شاحبًا،
ليس أزرق العينين
ولا تقطر من شعره الثلوج.
المسيح فتىً أسمر،
يمشي حافيًا بين أشجار الزيتون،
يأكل الخبز المغمس بزيت الأرض،
ويحكي في المهد
كما يحكي الطفل الفلسطيني
عن غده الموعود.
 
الناصرة تعرف وجهه.
تعرف عينيه.
تعرف الخطوات الأولى التي مشاها
حين كان يبحث عن شجرة تظله
من نيران الحصار.
 
المسيح لا يعيش في الصور،
ولا ينام في كنائس الغرب.
إنه هنا،
يقطف الليمون من بساتين غزة،
يأخذ حفنة ترابٍ
ويقول: "هذه الأرض لي."
 
المسيح ابن المخيمات.
له أخوة في جنين،
وأخوات في القدس،
له أبناء عمومة
يحرسون اسمه بأجسادهم.
وإن كان صليبه ثقيلًا،
فقد حملوه عنه،
وحملوا معه ذاكرة الطريق.
 
هنا في فلسطين،
كل صخرةٍ هي إنجيل.
كل حبة رملٍ ترنيمة.
وكل طفلٍ يولد،
يحمل في عينيه
سرّ الفداء.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً