صنعاء 19C امطار خفيفة

نصف قرن من حياة أحد رجال الدولة المخضرمين

نصف قرن من حياة أحد رجال الدولة المخضرمين
احمد الخاوي في مكتبه 2008 (النداء)

على امتداد قرابة نصف قرن من مراحل الحياة النيابية في اليمن، ظل أحمد الخاوي ثابتاً كأحد أبرز وجوه هذه المؤسسة وأكثر كوادرها كفاءة.

نشاط وقامة فارعة لرجل دولة مخضرم من ذلك الجيل الذي تأسس في زمن القاضي العرشي، حيث كانت الوظيفة مسئولية وأمانة وانضباط.

ظل أحمد الخاوي شعلةً من النشاط داخل المؤسسة على امتداد خمسة عقود، ضمن قائمة طويلة من أخلاق وصفات ومزايا الموظفين العموميين.

عرفته في مجلس النواب في 2006 عندما كان أميناً عاماً مساعداً مناوباً في مكتبه داخل جناح المبنى القديم، لا يكل عن الحركة.

مع الأيام تعززت علاقتنا أكثر، حيث أنني من ذلك النوع الذي يجل أي موظف قديم، وهو خدوم ومهذب ويبني علاقات متينة.

يأتي مبكراً وفي مكتبه يستقبلك واقفاً كالرمح، ثم إنه رغم انشغاله بمتابعة تفاصيل شؤون الإدارة، يقدم لضيوفه كأساً بارداً من عصير العنب.

انتمى أحمد الخاوي إلى مجلس الشعب التأسيسي أواخر السبعينات، وتدرج في الوظيفة ضمن انتقالات الموظف المتميز الذي بدأ مشواره محرراً في إدارة شؤون الجلسات.

وطوال عقد الثمانينات، تنقل بين لجان مختلفة داخل المجلس، فمن سكرتير عام للجنة الشؤون الاقتصادية والمالية إلى سكرتير للجنة الثقافية والخدمات، إلى مدير عام للجنة العامة لمجلس الشعب التأسيسي.

أثبت جدارته حيث انتقل وكان متميزاً في إدارة الشؤون الإدارية للمجلس طوال عام 1989، الأمر الذي دفع برئاسة برلمان الوحدة أن توكل إليه مهمة الإدارة العامة لشؤون اللجان.

أمضى أحمد الخاوي في موقعه هذا ـ مديراً عاماً لشؤون اللجان ـ إلى عام 1996، ثم انتقل إلى مركزٍ جديد: مديراً عاماً على كامل الشؤون الإدارية.

وخلال عام واحد على رأس هذه الإدارة، أنجز الخاوي ـ بالاشتراك مع آخرين وتحت إشرافه ـ عدداً من الأعمال التوثيقية للمجلس، كان أبرزها: إصدار وطباعة عدد من المطبوعات القانونية والكتيبات الوثائقية الصادرة عن المجالس النيابية المتعاقبة من عام 1988 وحتى 1996.

ويمكن القول تأسيساً على هذه الخبرة المتراكمة، إن الأستاذ أحمد الخاوي كان أحد ركائز التطوير الإداري والتنظيمي لمجلس النواب، الذين يستحقون التكريم والشكر، حيث كان للخاوي دوراً فاعلاً وأساسياً في إعداد الخطط واللوائح الإدارية والتنظيمية الداخلية.

لم تقتصر خدمة هذا الرجل على العمل من موقعه ضمن طواقم المؤسسة التشريعية والرقابية في البلاد، وإنما كان الدينامو المحرك الذي أدار انتخابات مجلس الشورى في تموز/ يوليو 1988 بجدارة.

وفي أول انتخابات نيابية للجمهورية اليمنية، كان الخاوي رئيساً لسكرتارية رئيس اللجنة العليا للانتخابات (1993).

عام 1997، صدر قرار رئيس الجمهورية بتعيين أحمد محمد الخاوي أميناً عاماً مساعداً لمجلس النواب، وكان جديراً بهذه المهمة الكبيرة أيضاً.

المسئولية الوطنية والأخلاقية تقتضي الإشادة وتكريم مثل هذه الكوادر العظيمة التي عملت بدأب وساهمت في تطوير الإدارة العامة للدولة، الذين يطلق عليهم الراحل محمد حسنين هيكل "المشاة" الذين تُشيّد بهم الدول وبفضلهم تستقر الأوطان.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً