صنعاء 19C امطار خفيفة

أصوات من الماضي للأديب عمران الحمادي

أصوات من الماضي للأديب عمران الحمادي
أصوات من الماضي للأديب عمران الحمادي

الكتاب الصغير الحجم الكبير في الجهد والتوثيق والتجميع لألوان من الإبداع الشعبي: الملالاة والمهاجل في ريف الحجرية، إصدار مهم، وهذا اللون من الإبداع الشعبي ذخيرة حية وزاد روحي وجداني وثقافي قل نظيره.

 
الأدب الشعبي كنز من كنوز الإبداع الإنساني، وهو الجذر الأساس والمادة الخام لكل الروائع العالمية، والملاحم الكبيرة.
الاهتمام اليمني بالأدب الشعبي قصة وحكايا وشعراء وشعر، رائع، وقد بدأ مبكرًا منذ الدولة الرسولية، وربما يعود إلى بدايات التدوين عند وهب بن منبة في كتابه "التيجان".
 
في العصر الحديث اهتم حمزة لقمان، وعلي محمد عبده، وحسين سالم باصديق، وآخرون، بهذا اللون الأدبي، واهتم الأديب الشاعر والآثاري مطهر علي الإرياني بمعجم العامية، وكانت رسائل الدكتوراه لجعفر الظفاري، ومحمد عبده غانم، وعبدالعزيز المقالح، عن شعر العامية (الحميني اليمني) من الإنجازات العلمية، وجهود الباحث عبدالله خادم العمري، وعلوان الجيلاني، وعلي المغربي الأهدل، في هذا الجانب، للعامية التهامية، أهمية كبيرة.
 
احتوى ديوان حاتم الأهدل على العديد من المواويل، وهو اللون الذي برع فيه عمال البحار، الاحتفاء الرائع بملالاة والمهاجل والزوامل والعامية الحجرية مباحث عظيمة، ومجهود زاكٍ.
 
جهود الباحث أحمد شرف الحكيمي في موسوعته "في لهجة المعافر وتراثها"، ومباحث الأستاذ الجليل عبدالله محمد حزام المقرمي "ذاكرة المعافر"، والجهد الرائع للباحث الفقيد عارف الحيقي "ديوان الأغاني الريفية اليمنية، وجهود أخرى لمهتمين أشار إليها الأستاذ عمران الحمادي كمراجع.
 
يقع الكتاب في ٢٣٩ صفحة، قطع صغير، يضم الكتاب المدون مئات الأغاني الملالاة والمهاجل، قدم الكتاب "أصوات من الماضي" الأستاذ عبدالهادي العزعزي، وخيران نشوان العزعزي، وكلمة شكر وتوطئة للباحث، واجتزاء خاص من الإهداء موجه لأمه، إضافة إلى إهداء عابر حسب وصفه.
 
في البداية يعرف الملالاة، ويعتبرها محقًا الأغنية التي توفرت قديمًا لدى أفراد المجتمع، والواقع أن التتبع والتوثيق والتدوين لهذا الإرث الإنساني العظيم، مهم، ويقينًا فإن القنوات الفضائية مهمتها عظيمة، ومسؤوليتها كبيرة في حفظ هذا التراث اللامادي، إلى جانب الرقصات الشعبية، والحكايات، والقيم والعادات والتقاليد الشعبية، وقد لعب الفنانون والشعراء دورًا عظيمًا في استلهام هذه الأغاني الخالدة في إبداعاتهم.
 
يقسم الكتاب إلى قسمين: القسم الأول الملالاة التراثية، ويشتمل على العناوين: الغزل، الحنين والشوق، ثم فهرسة المفردات، وهو مطرد في كل العناوين الفرعية، ومن أفضل ما في الكتاب، الملالاة الألم والحزن، ملالاة الغربة، ملالاة التنفيس والتهديد، ملالاة العاطفة، وتندرج في عنوان الغزل والحنين والشوق، وملالاة ريفية للرجل، ملالاة العتاب، وهناك ملالاة باسم القرى والأماكن. ويتناول المهاجل التراثية، وهي القسم الثاني، مقدمًا إياها بما كتبه الأستاذ عبدالله البردوني، وتدوينه لها، يتناول مهاجل الزراعة، ومهاجل المساء، وعند الفقح، والجلب والصراب واللبيج، ويسمى في تهامة الخبيط، وللمفردتين جذر لغوي فصيح.
 
وقد وشى الأستاذ عمران كل العناوين الفرعية بفهرس للمفردات العامية.
ويختتم كتابة بالمراجع، وإن غاب عنه مرجع مهم هو "ديوان الأغاني الريفية اليمنية" للباحث عارف الحيقي، وجهد القاص عمران الحمادي لا يقتصر على المراجع التي أشار إليها، وإنما يمتد إلى نزوله الميداني إلى العديد من قرى ومناطق الحجرية، والتقائه بالعجائز والذاكرات الشعبية، وهو الجانب المهم في التوثيق والتجميع.
 
عمران الحمادي قاص وأديب، له العديد من الأعمال القصصية والكتابة في العديد من الصحف والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعي.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً