تعيش تهامة اليمنية وضعًا كارثيًا بفعل الأمطار شديدة الغزارة والمستمرة حتى ساعة كتابة هذا التقرير الثانية من فجر الأربعاء.
وقال مواطنون ونشطاء محليون على مواقع التواصل الاجتماعي إن الأمطار زادت كثافتها مع دخول الليل وتسببت في انجراف عدد من القرى في أرياف تقع ضمن نطاق مديريات جنوب مدينة الحديدة وشمالها.
وأوضحوا أن غزارة الأمطار تحولت إلى سيول كبيرة داخل أحياء وشوارع مدينة الحديدة، لم يستطع السكان البسطاء مقاومتها وهم يشاهدون بيوتهم تغرق وأخرى تجرفها السيول. وبحسب مصادر "النداء"، فإن عددًا من أحياء مدينة الحديدة منكوبة في الأثناء، أهمها: الربصة، الحكيمي، المطراق، خلف الأمن المركزي، غليل، جولة الساعة، خلف الفورسيزون، حارة السور، باب مشرف.
وبحسب المصادر والصور الأولية وبعض مقاطع الفيديو القادمة من الحديدة، فإن هناك مفقودين وجثثًا متناثرة في أكثر من جهة في مديرية السخنة القريبة من جبال ريمة وبرع والقناوص والمنصورية والجراحي وزبيد وبيت الفقيه ومحطة المسعودي.
كما تشير المصادر إلى أن الطرقات مقطوعة وكذا الخطوط الرئيسية الرابطة بين المديريات خصوصًا في مناطق شمال الحديدة القريبة من وادي سردد ووادي مور. وأن بيوتًا ومزارعًا كبيرة جرفتها السيول ونفوق مواشي بالمئات في قرى عديدة على ضفاف الأودية المؤدية إلى وادي مور مثل الجيلانية وغيرها.
وتشهد المناطق الغربية من اليمن كثافة مطرية متواصلة منذ أيام لكنها تعاظمت وتحولت إلى كارثة هذا المساء ولم تكتمل الصورة بعد بسبب ظلام الليل واتساع نطاق الكارثة خصوصًا المديريات التي تقع منازلها بالقرب من أودية جبال السراة الرئيسية: زبيد، رماع، سهام، سردد، ووادي مور.
وبث ناشطون ومتطوعون مقاطع فيديو على صفحات فيسبوك لعشرات السيارات طافية تهدهدها السيول ومنازل جرفتها السيول.
دعوات الاستغاثة لإنقاذ المواطنين المنكوبين ترافقت مع انتقادات للجهات الرسمية المعنية ولمراصد التنبؤات الجوية ومراكز الإرصاد التي لم تطلق تحذيرات للمواطنين للابتعاد عن الأماكن المنخفضة التي يحتمل أن تطالها السيول.
وبحسب المصادر، فإن الجهات الحكومية وفرق وطواقم الدفاع المدني شبه منعدمة وأن الظروف الجوية وشدة الأمطار وضعف الرؤية كلها عوامل تعقد جهود الإنقاذ الشعبية التي يبذلها متطوعون محليون بجهود فردية وبإمكانيات محدودة للغاية.