صنعاء 19C امطار خفيفة

لهذا أحبك يا ليلى

طِفلتي الصغيرة ليلى..
ها أنتِ ذا تحاولين المشي..
ساقاكِ الصغيرتان مازالتا غير قادرتين على حملِ جِسْمِكِ النحيل..
يداكِ النحيلتان تتحسسان الطريق..
ها أنتِ تخطين خطواتك الأولى..
تمشين شيئًا فشيئًا..
ها أنت ذا تسقطين..
يهوي وجهُكِ الجميل على الأرض..
لهفَ نفسي عليكِ يا ليلى!
كم حبست أنفاسي عليك حين رأيتك تبكين..
كم شهقت خوفًا أن يمسكِ أذى، أو ينالكِ مكروه..
ليلى يا أجمل زهرة نبتت في بستان حياتي!
ها أنا ذا أراك الآن تعيدين الكرّة..
تنهضين مجددًا..
تكررين مرةً أخرى لعبتك التي أنت مولعة بها:
لعبة المشي في هذه الحياة بخيرِها وشرِّهَا، بِحُلوِها ومُرِّها..
إنك تتخلصينَ من خوفك من أن تسقطي مجددًا..
قد صِرتِ أقوى مِنْ ذِي قبل..
قد اشتدَّ عودك..
قد صفا سِرك..
قد تطهَّر قلبك..
عيناك الملأى بالطيبة والحنان أرى فيهما شواطئ عمري التي أثوب إليها من رحلة سفري الطويل..
فهل عرفتِ لماذا أحبك يا ليلى؟!
أحبكِ يا ليلى صغيرةً، وعندما تكبرين..
حين تصيبين، وحين تخطئين..
أحبك يا ليلى كما أنت، وكيفما كنت؛
لأنك من روحي خُلقتِ،
وبطينتي مُزجتِ..
فمتى أراك يا ليلى تصُفِّين في صلاتِك؟
تلعبين بين أترابِك..
تمرحين..
تضحكين..
ترقصين..
تغنين..
تكبرين على ضعفك..
أحزانك..
وآلامك..
أحبك يا ليلى إلى أن تغيب هذه النجوم، وتنطوي صفحة هذا العالم!

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً