خارج طبيعة الأشياء.. سرقة مكتب البريد بمدينة القاعدة!
* يحيى هائل سلام
إلى ما قبل ظهر الاثنين الماضي، الفرع الجديد للهيئة العامة للبريد، الواقع في مفرق مركز مديرية ذي السفال، على الشارع العام بمدينة القاعدة، والذي لم تمضِ على افتتاحه سوى أشهر معدودات، ظل مكتباً لتقديم الخدمات البريدية، فإذا به أبواب مغلقة، من ورائها، مسرح جريمة!
في المسرح: ثغرةٌ في الحائط الخلفي، وعلى الأرض، بعض قطرات دم، وإلى الجوار، مطرقةٌ، وقضيب حديدي حاد، من المفترض أنهما استعملا، في إحداث الثغرة في الحائط، ثم كسر خزينة المكتب، فسرقة مليونين و196 ألف ريال.
واقعة السرقة تلك، جاءت بعد أقل من شهر على اختفاء ما يقارب 22 مليون ريال من الفرع الرئيس للبريد، بمدينة القاعدة، ما أدى إلى الإطاحة بمدير الفرع، وهو إجراء اكتفت به الهيئة العامة للبريد، في مقابل حصولها على ضمانات باستعادة المبلغ.
ليس ذلك كل شيء، بل هناك أمرٌ مثير للدهشة، ذلك، أن واقعة الاثنين الماضي، تبدت في كثير من تفاصيلها، كما لو أنها نسخة مطابقة لتفاصيل واقعة أخرى، ليست ببعيدة عن هنا، والآن:
مطلع العام الماضي، أكثر من مليوني ريال، كانت سرقت من الفرع الثاني للبريد بمديرية ذي السفال، والواقع في مركز المديرية، ووفقاً لمسرح الواقعة آنذاك، فإن نافذة المكتب، تحولت إلى ثغرة في الجدار، كما أن الفاعل، خلف وراءه أدوات التكسير الحديدية، بل إن المسرح أيضاً، لم يعدم بعضاً من قطرات الدم!
أمام نيابة الأموال العامة، كان مدير فرع البريد، هو المتهم، فأعاد المبلغ، وجرى الحديث عن قرار فصله من الوظيفة!
من الطبيعي، أن تلقي الواقعة تلك، بظلالها، على واقعة الاثنين الماضي، ولعل ذلك هو الملاحظ في مسار تحقيقات السلطات الأمنية، إذ أوقفت مدير مكتب بريد مفرق ذي السفال، وأحد أقاربه، كمتهمين رئيسين.
تحت ظلال المقاربة، فإن للاتهام اعتباراً آخر، لعله الخزينة، المفترضة الاستحالة في إمكانية فتحها، باستعمال مطرقة وقضيب حديدي.
في مواجهة اعتبار مثل ذاك، يثار حديث عن خلل سابق في الخزينة، يحول دون إغلاقها بالقفل السري، وهو ما مكن الفاعل، من فتحها بمطرقة!
وبين هذا وذاك، فإن 3 وقائع جنائية، تطال أموال البريد اليمني، بتلك الصورة المتتابعة، وفي نطاق جغرافي لا يتجاوز مديرية واحدة، من مديريات الجمهورية اليمنية، هو ما ليس طبيعياً.
وفي ذلك، لكم هي الهيئة العامة للبريد اليمني، تبدو خارج طبيعة الأشياء!
خارج طبيعة الأشياء.. سرقة مكتب البريد بمدينة القاعدة!
2010-09-01