صنعاء 19C امطار خفيفة

إقرأ في شاشة النداء:

2010-10-11
إقرأ في شاشة النداء:
إقرأ في شاشة النداء:
*المؤتمر الدولي السابع للحضارة اليمنية.. فساد عابر للحدود!
*قيمتها 1.5 مليون دولار، منحت في 1988 لنجيب محفوظ، ويتردد اسم أدونيس كخليفة له
«نوبل» هذا العام لـ«يوسا» المتفاجئ.. نبوءة يوسف إدريس
*تكفلت «توتال» النفطية بتكاليف ترميمها
*سنواصل الحلم حتى آخر القيامة
                              المؤتمر الدولي السابع للحضارة اليمنية.. فساد عابر للحدود!
د. عبدالله أبو الغيث
برزت فكرة المؤتمر الدولي الأول للحضارة اليمنية في سبعينيات القرن المنصرم، بمبادرة من الباحثين المتخصصين بدراسة التاريخ اليمني وحضارته وآثاره، وكانوا في معظمهم من الأوروبيين، ومعهم بعض العرب، أما الباحثون اليمنيون فكان وجودهم نادراً في ذلك المؤتمر لقلتهم، حيث كان أوائل المتخصصين منهم ما زالوا في مقاعد الدراسات العليا في الجامعات العربية والأجنبية.
نقلة يمانية صوب الهدف
نتج عن المؤتمر الأول فكرة توالي مؤتمرات الحضارة اليمنية، ورغم التزايد المستمر لأعداد الباحثين اليمنيين المتخصصين في مجالات الحضارة اليمنية، إلا أن مشاركتهم في المؤتمرات الثلاثة اللاحقة ظلت محدودة بسبب انعقادها خارج اليمن، حيث مثل ذلك صعوبة أمام معظمهم لعدم قدرتهم على تغطية تكاليف حضورهم، وعدم توفير الجهات الخارجية المنظمة لهذه المؤتمرات ذلك لهم، وحصر الجامعات وهيئات البحوث اليمنية تمويلها على مشاركين محدودين -بحجة عدم توفر الإمكانيات- انحصرت عليهم المشاركة في مؤتمرات الحضارة هذه وغيرها من المؤتمرات والندوات العلمية المتخصصة في الدراسات التاريخية والأثرية؛ حتى تلك التي تدخل في التخصصات الدقيقة لغيرهم. وباتوا لذلك يعرفون لدى زملائهم وتلاميذهم بجماعة السفريات والسياحة.
وقد صادف موعد المؤتمر الدولي الخامس للحضارة اليمنية في 2004، إعلان صنعاء عاصمة للثقافة العربية، فأعلنت جامعة صنعاء استضافتها للمؤتمر مساهمة منها في فعاليات صنعاء عاصمة للثقافة، وكانت المفاجأة التي أذهلت المشاركين العرب والأجانب هي حجم الباحثين اليمنيين المشاركين في المؤتمر، ونوعية الأبحاث التي قدموها. وطبعاً لم يمنع ذلك الباحثين العرب والأجانب من المشاركة لكون جامعة صنعاء قد تكفلت بنفقات سفرهم وإقامتهم.
ولأول مرة في تاريخ مؤتمر الحضارة اليمنية صدر كتاب من مجلدين في العام التالي للمؤتمر، حوى الأبحاث المشاركة في المؤتمر، كان معظمها بلغة الضاد، الأمر الذي سهل للباحثين اليمنيين والعرب الاستفادة منها، وهو ما لم توفره المؤتمرات السابقة، لأن معظم أبحاثها قدمت بلغات أوروبية، ونشرت في دوريات متفرقة يصعب على الباحثين العرب الحصول عليها.
ساعدت المشاركة اليمنية الواسعة والزخم الذي أضفته على المؤتمر؛ على أن يعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي استضافة جامعة عدن للمؤتمر السادس، وبالفعل انعقد المؤتمر عام 2007، وبنفس المشاركة للباحثين اليمنيين وزخمها، وكذلك الحضور العربي والأجنبي.
أنا والخواجة وطز في أبو يمن!
أدرك وزير التعليم العالي -وهو أحد الأساتذة المتخصصين في التاريخ- فارق الكم العلمي والمعرفي الذي ميز مؤتمري الحضارة اليمنية المنعقدين في اليمن، عن المؤتمرات السابقة، وأعلن في نهاية المؤتمر السادس انعقاد المؤتمر السابع في جامعة حضرموت عام 2010، وبعد أن أُعلنت تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010، ساد الاعتقاد بأن المؤتمر سيدرج ضمن فعاليتها، لكن عام 2010 يوشك على الرحيل دون أن يسمع الباحثون اليمنيون شيئاً عن مصير المؤتمر.
وبدلاً عن ذلك، بدأت تتسرب أخبار عن نقل المؤتمر إلى دولة أوروبية، بحجة البحث عن جهة ممولة، والحرص على مشاركة الباحثين الأجانب، ولا يخفى ضعف تلك الحجج؛ فتمويل هذا المؤتمر سيكون كسابقيه خصوصاً إذا ربط بفعاليات تريم عاصمة الثقافة، أما مشاركة الباحثين الأجانب فيدحضها حجم مشاركتهم في مؤتمري صنعاء وعدن، خصوصاً والجهات اليمنية المنظمة للمؤتمر تتحمل كل تكاليف سفرهم وإقامتهم، بعكس لو انعقد المؤتمر في أوروبا فلا تتكفل الجهات المنظمة بنفقات الباحثين اليمنيين المشاركين، بما يعنيه ذلك من حرمانهم من المشاركة في مؤتمر يخص تاريخ بلدهم، وهم الأحرص والأولى بتدوينه من غيرهم، ولا يقال بأن جامعاتهم ستتكفل بمشاركتهم في أوروبا، لأن الدرجات التي ستوفرها على قلتها ستكون من نصيب جماعة السفريات والسياحة كالعادة. وستعود حليمة لعادتها القديمة، لأن البحوث المقدمة باللغات الأجنبية ستطغى على المؤتمر، ولن يجد معظم الباحثين اليمنيين سبيلاً للوصول إليها.
وفي حال صحة تلك التسريبات سنكون أمام أمر يبدو أنه دُبر بليل ولشيءٍ في نفس يعقوب، فبالعودة إلى اسم الدولة الأوروبية التي قيل إن المؤتمر سينقل إليها سنجد أنها نفس الدولة التي نقل للعمل في سفارتها الشخص الذي نسق للمؤتمرين السابقين، وهكذا يبدو أن الغطاء سينكشف عن سر نقل المؤتمر إلى ذلك البلد الأوروبي. ورغم احترامنا لذلك الزميل وقدرته الفعالة على العمل؛ إلا أننا نقف مذهولين وغير مصدقين أن يصل الأمر بشخصنة قضايانا العامة إلى هذه الدرجة! وكأن اليمن بكل كوادرها المؤهلة لا يوجد فيها مجموعة أشخاص يمكن أن تشكل منهم اللجان الخاصة بتنظيم المؤتمر.
ومع ذلك، فما زلنا نرجو أن يخيب ظن مسربي أخبار نقل المؤتمر، وتكون لا أساس لها من الصحة، وأن تُسمعنا وزارة التعليم العالي وجامعة حضرموت خبراً عاجلاً عن انعقاد مؤتمر الحضارة اليمنية في حضرموت اليمن، وتعلن لجانه وموعد انعقاده للباحثين. أما إن كان نقل المؤتمر إلى أوروبا قد أصبح أمراً مقضيا، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا لم يعرف الأساتذة والباحثون في أقسام التاريخ والآثار بالجامعات اليمنية شيئاً عن المؤتمر حتى الآن؟ ولماذا لم تصلهم دعوات المشاركة وتحديد موعده، أم أن حضورهم غير مرغوب فيه (باستثناء جماعة السفر والسياحة طبعاً)؟ ولماذا يصر بعض أبناء اليمن على أن يتعاملوا مع المؤتمرات العلمية الخاصة بتاريخ وطنهم -كالمؤتمر السبئي السنوي- وكأنها تعاويذ سحرية وسرية لا يجوز أن يعلمها إلا الله والراسخون في علم تلك الشعوذات المخلوطة بجنون العظمة! التي يجب من وجهة نظرهم، التي طغى عليها الأنا، أن تقتصر عليهم وحدهم؟
يداك أوكتا وفوك نفخ
أخيراً ها نحن نضع بين يدي الجهات المسؤولة قضية مهمة، تكشف لنا جانباً من جوانب العبث الذي تتعرض له حضارتنا اليمنية الخالدة، وكلنا ثقة أن الأمور ستعود إلى نصابها. أما في حال الإصرار على نقل المؤتمر فيتحتم على من يقفون وراء ذلك إيصال الدعوات إلى كل الباحثين اليمنيين المتخصصين بحضارة اليمن في عصورها المختلفة، وتحمل نفقات حضور جميع المشاركين منهم في المؤتمر دون استثناء؛ سواء من قبل الجهة المستضيفة للمؤتمر (لنصدق أن نقل المؤتمر إلى أوروبا كان بسبب توفير التمويل)، أو من الجهات الرسمية اليمنية، لأن أهل مكة أدرى بشعابها، وحضورهم مقدم على غيرهم. وإذا لم يحدث ذلك فلا نملك إلا أن نضع أيدينا على قلوبنا خوفاً على هذا الوطن من شطحات بعض أبنائه. ولن يكون من حقنا بعد ذلك أن نتساءل ببلاهة وبلادة عن أسباب الانهيار الذي بات محدقاً بوطننا اليمني، وبكيان دولته الذي يوشك على السقوط، بسبب تراكمات على شاكلة هذه القضية، لأن الجواب الناجز الذي سنلقاه لن يخرج عن مضمون المثل العربي القائل "يداك أوكتا وفوك نفخ".
***
        قيمتها 1.5 مليون دولار، منحت في 1988 لنجيب محفوظ، ويتردد اسم أدونيس كخليفة له
                         «نوبل» هذا العام لـ«يوسا» المتفاجئ.. نبوءة يوسف إدريس
ما إن يقترب تاريخ الإعلان عن جائزة نوبل للآداب حتى تبدأ الصحافة بالحديث عن احتمال منحها للشاعر أدونيس، رغم أن هناك أسماء عربية أخرى ترشح للجائزة كالروائية والشاعرة آسيا جبار والصومالي نور الدين فرح.
يسارع أدونيس هو لينفي اهتمامه بالجائزة، لكن لا يمكن إغفال ما يلحقه سقوط اسمه من تعاطف معه لدى محبيه وتشفٍّ لدى من لا يحبونه، حتى أولئك الذين يؤمنون بأنها جائزة مسيَّسة غير موثوق بها!
لكن الضجة التي يثيرها أدونيس وراءه تثير اهتمامنا بنوبل، وعن إمكانية أن يحصل عليها أديب عربي آخر بعد نجيب محفوظ الحائز عليها عام 1988. وانقسم المهتمون والنقاد حول أحقيته بالجائزة، وكان يوسف إدريس يتحدث عن أحقيته بالجائزة من نجيب محفوظ، ورد على الذين يقولون إن منح الجائزة لمحفوظ يفتح الباب لفوز أدباء عرب آخرين، بأن الجائزة لن تمنح لعربي إلا بعد 30 عاما.
يوسا المتفاجئ
هذا العام كان هناك توقعات بمنحها لأدونيس، لكن 6 أكتوبر بداية الشهر الحالي كان القول الفصل، فقد أعلنت الأكاديمية السويدية فوز الكاتب البيروفي ماريو فارغاس يوسا، أحد أهم كتاب اللغة الإسبانية، بجائزة نوبل للآداب لعام 2010، وقيمتها 10 ملايين كرونة سويدية (1.5 مليون دولار). لكن يوسا المطروح اسمه منذ سنوات، كان متفاجئا ولم يتوقعها هذا العام. وجاء في حيثيات منحه الجائزة "تصويره بالغ العمق لمقاومة الفرد وثورته وهزيمته"، وهو "راوٍ موهوب قادر على تحريك مشاعر القراء".
بدأت شهرة يوسا العالمية في الستينيات مع رواية "زمن البطلـ" التي استندت إلى تجربته في الأكاديمية العسكرية في بيرو، وأثارت الرواية وقتها جدلا في بلاده، وأحرقت ألف نسخة منها علنا من قبل ضباط تلك الأكاديمية. ويعد اليوم واحدا من أشهر الأدباء في أمريكا اللاتينية، وقد ألف 30 كتابا بين رواية ومسرحية ودراسة.
ولد يوسا عام 1936، وعمل في مجال الصحافة والسياسة في بلده بيرو، بالإضافة إلى عمله كروائي وأديب. من أعماله الروائية "البيت الأخضر"، "محادثة في الكاتدرائية" التي صدرت عام 1969، "امتداح الخالة" التي نشرت عام 1988، "حرب نهاية العالم"، "من قتل موليرو؟"، و"حفلة التيس".
في 1990 رشح يوسا للرئاسة، لكنه خسر أمام ألبرتو فوجيموري. وبعد 3 سنوات منح الجنسية الإسبانية. وعام 1995 نال يوسا جائزة ثرفانتس، وهي أبرز جائزة أدبية تمنح لكاتب باللغة الإسبانية.
***
                                              تكفلت «توتال» النفطية بتكاليف ترميمهما
                                  أسدان يمنيان أرسلا إلى متحف اللوفر ولم يعودا منذ عامين
بدا عبدالله باوزير رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف، في يناير العام الماضي، أكثر ثقة بنفسه وهو يعلن حسب وكالة سبأ، أن يوم 18 يناير هو موعد شحن قطعتين أثريتين يمنيتين عبارة عن مجسمين برونزيين لأسدين، عبر إحدى طائرات الخطوط الجوية اليمنية، بغرض الترميم الذي تكفلت به شركة "توتالـ" النفطية، في متحف اللوفر بباريس.
وقد تسلم متحف اللوفر التمثالين في 20 يناير 2009. وينص الاتفاق الذي وقعته الهيئة العامة للآثار والمتاحف مع متحف اللوفر بباريس، وبالتعاون مع السفارة الفرنسية بصنعاء، أن يقوم "اللوفر" بترميم القطعتين حتى نهاية شهر مارس 2009، وبعد عرضهما في الصالات التابعة لقسم الآثار الشرقية في المتحف نهاية العام، يتم تسليمهما لليمن.
باوزير حينها -حسب خبر وكالة سبأ- أشار "إلى الخصوصية التاريخية لهاتين القطعتين، حيث يعود تمثال الأسد التابع للمتحف الوطني إلى القرن الأول قبل الميلاد، فيما يعود تاريخ تمثال الأسد التابع لمتحف آثار محافظة إب إلى ما بين القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد.
ويحتاج التمثالان إلى ترميم ومعالجة ما بهما من كسور، فالتمثال الخاص بمتحف آثار إب يبلغ طوله 40 سم، وارتفاع 37 سم، وقد عُثر عليه في جبل العود في إب، مكسوراً جذعه إلى قطعتين، بالإضافة إلى كسر في إحدى رجليه، أما تمثال الأسد التابع للمتحف الوطني فمكسور إلى 6 قطع، ويبلغ طوله 67 سم بارتفاع 66 سم، عُثر عليه في منطقة بيحان بمأرب.
ما تم من الاتفاقية هو ترميم الأسدين بداية فبراير 2009 وعرضهما في 4 يونيو في معرض بصالة رقم 6 قسم الآثار الشرقية، بمتحف اللوفر. انتهى المعرض في 5 أكتوبر 2009، وكان ذلك بحضور وزير الثقافة محمد المفلحي.
يقول خبر آخر نشرته صحيفة "الثورة" في ملحقها السياحي الخميس الماضي، إن ما نصت عليه الاتفاقية لم يحدث، فما زال التمثالان حتى اليوم خارج اليمن. ويتضمن الخبر تصريحا لهيئة الآثار بأنه تم تمديد الاتفاقية حتى نهاية عام 2009. يضيف مصدر فضل عدم ذكر اسمه، أنه تواصل شخصيا مع متحف اللوفر وجاء الرد بأن مديرة الشرق الأوسط باللوفر تعرضت لحادث. وحسب آخر المستجدات التي وردت من هيئة الآثار حيث يعتبر مكتب رئيس الهيئة هو المتابع لهاتين القطعتين منذ مغادرتهما، فقد أبلغت الهيئة وزارة الثقافة بعدم ضرورة سفر أحد من المعنيين والمختصين لإعادة الأسدين ومرافقتهما، وسوف تتولى سفارة بلادنا في فرنسا مسؤولية ذلك.
حاولت "النداء" التواصل مع الجهات المسؤولة عن التمثالين، كان الجميع لا يرد، فيما قال مدير إدارة حماية الآثار أحمد شجاع الدين، إن الخبر الأكيد مع رئيس هيئة المتاحف، فلم أعرف شيئا عند خروجه من البلاد فكيف سأعرف بدخوله.
***
                                                    سنواصل الحلم حتى آخر القيامة
> من غير اللائق أن ما يتمتع به شيخ واحد يفتقده عشرات من الأدباء والفنانين والمثقفين
> جميعنا نحسن موقفاً حقيقياً لرد الاعتبار للبردوني وإجبار النظام على الكف عن ممارساته السيئة ضد إرثه الثقافي
كأفضل من يتعامل مع "نسيانات أقل قسوة"، و"موسيقى تطعن من الخلف"؛ يخرج الشاعر فتحي أبو النصر حاملا بهاء الشعر. وحين يقول عنه "أيها ال... اللعنة ثم اللعنة عليك، ما أرعبك وما أشهاك!"، نعرف قدسية البهاء الذي يعتقده عنه "ما أقدسه حيث يؤجج الكائنات بالثبات على التجاوز".
لكنه في الحوار التالي يشبّه الشعر بالعطر الذي يكلل الجثة.
وفي الحوار أيضا استمرار لما تدأب له "النداء" من فتح لذاكرة الصمت إلى أبعد مدى، يجيب الشاعر على سبب انطواء المبدعين في اليمن وانكفائهم على ذواتهم، ويسخر من وضع ثقافي عام لا تتسع له ذاكرته السيئة! كما يتحدث عن مجلة "انزياحات" الثقافية التي تبنى إصدارها بمجهود فردي منذ 4 أعداد لا أكثر.
ولد فتحي أبو النصر عام 1976، له مجموعتان شعريتان "نسيانات أقل قسوة" و"موسيقى طعنتني من الخلف"، وقد اختير منتصف هذا العام محكما في مسابقة القصة القصيرة التي تجريها هيئة الإذاعة البريطانية bbc بالاشتراك مع مجلة "العربي" الكويتية.
> حوار: محمد الشلفي
> قلت ذات مرة إن ما يدفع لنشر ديوان شعري/ كتاب هو الإحساس أن ورَماً ما يجب التخلص منه، كيف يمكن للشعر أن يعذب صاحبه؟
- مع ذلك ليس لنا أن نتأفف من بعض. كلانا نحتاج إلى آفاق جديدة عند اعتقادنا بلوغ ذروة الأقاصي أو حتى لحظة السكون صفر.. وأما الشعر فإنه أشبه بالعطر الذي يكلل الجثة، الجثة التي تدأب على الشعر رغم الارتطامات الحلمية القاسية، ومع ذلك تزعم قدرتها الوهمية على التحرر من عبئه الإضافي الدؤوب، ذلك العبء الخرافي الرائع رغم مجاله الحيوي الموحش في الاغتراب عموماً.. على أن اندفاعات النشر التي قصدتها لبتر ما يشبه الورم الروحي، تأتي كمحاولات ضرورية للتخلص من ثقل رهق منطقة الرمادي وفظيع التباساتها، أو لتسمها فقدانات سامية من أجل التجاوز، أو كمحاولات مذعورة ولائقة للتطهر، أو كقطع لوصل، أو كحيرة العارف، أو حتى محض تسريبات يائسة لوجع ذلك العبء الجمالي الحميم الذي ينهشنا بدون رفق أو شفقة.
> بين مجموعتك الأولى "نسيانات أقل قسوة" والثانية "موسيقى طعنتني من الخلف"، هل تغيرت وظيفة الشعر والطريق التي تؤدي بك إليه؟
- الطريق هي الطريق، هي التوحد في أبعاد الذات وأقاصيها، وهي اللهفة التي تنزع وحسب قصد التوجه إلى مرامي التكوين والمعنى، أو إلى صيرورة ذلك الحنين حيث التذهين الفني للماحول والذات، لكن التوغل في غيبوبتها أو مفاجآتها محفوف بالتيقظ الحاد والمغامرة المستمرة، إذ مع كل خطوة تتبلور مستجدات حياتية وجمالية بالطبع. والأهم أن هذه الطريق لا تقيم في صندوق مربع التصورات، وإنما بفسحة حثيثة وحيوية. إنها طريق تتفرع من طريق لتقود إلى طريق وهكذا. إنها طريق مربكة يا صديقي، طريق خلاص يشرد عابريه كثيراً، طريق لتصنيف المنفلت، طريق اللوعة، لوعة الهيام الشقي أقصد، فيما يبدو الهائم هنا مثل منتبه متوتر في السهو واللهاث إنسانيا وفنيا.
أما وظيفة الشعر، فما من وظيفة منمطة له.. أعني أنني أفهم وظيفة الشعر في ما لا يتوقعه الشعر نفسه. ليست نسيانا ولا ذاكرة، ليست رحيلا ولا مجيئا، ليست عطشا أو ارتواء فقط، لكن ربما هي مزيج ملغز وبهيج من ذلك كله. أو حتى خارج نطاق الأضداد برمتها!
لذلك أقول إن كان للشعر وظيفة باعتقادي فهي أن يكون بخصوصية متواشجة مع خصوصيته فقط، وداخل كل تجربة على حدة، أن تكون وظيفته عدم انغلاقه على وظيفة محددة سلفاً، أن تكون مفعمة بالحرية ومرهونة بعدم الانخضاع للراهني من الناحيتين المعرفية والذوقية.
فوق ما سبق، يتحقق الشعر بجموحه الحر في المعلوم واللامعلوم، وهو احتشادنا بالمعنى واللامعنى كذلك، كما أن كل قصيدة هي تاريخ جديد للشعر، وعبره نعاند المآزق، ويبوح لنا الصمت أيضا، ليبدو الغموض في وظيفته كامنا في معنى أن تتجلى هذه الوظيفة أكثر في محنة غيابها وحضورها في آن.
إنها السلاسة الصعبة بالتأكيد، بتأملاتها المتماسكة في واقع اللاانضباط هذا، مع كل الأحاسيس المتشظية داخل الرؤى والوعي، ولأجل المعرفي أولاً وأخيراً.
> ما زالت قصيدة النثر تثير جدلا واسعا في الأوساط الأدبية العربية بشكل عام، سماها الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي "القصيدة الخرساء" معنونا به كتابه الصادر منذ أشهر، وينشغل كتاب القصيدة بالهجوم والدفاع، عن الكتابة والإبداع، هل استدرجوا إلى ورطة إثبات الشرعية؟
- حجازي، من ذلك النوع اللزج المستخف، اندفع في حداثته المزعومة إلى أحضان السلطة بشكل مقزز، ولم يكن أمينا لبداياته كمجايليه صلاح عبدالصبور وأمل دنقل ومحمد عفيفي مطر مثلا.. الملمح الأبرز في تاريخه هو أن يكون جنرالا ثقافيا فقط. حقق ذلك بجدارة بالغة للأسف، إذ استغل منصبه كرئيس للجنة الشعر في المجلس الأعلى للثقافة، كي يمارس ساديته على قصيدة النثر وشعرائها، مسترسلا في تجريحهم وتحجيمهم.. ببساطة أكثر إنه اعتيادي جدا ولم يقدم أي اختراق ملفت على الصعيد الفني، كما أنه أشد ضآلة من أن يستحق الرد عليه أو الانشغال بترهاته، لأنه زاخر بالسطحي والضجيج، وليس في منجزه أية استثنائية سوى أنه آل كقوالب الأسمنت لا سحر فيه. الحاصل أنه استمر منذ عقود قاحلا تماما عن الإبداع، فيما صرامته الستينية لا تستحق أن تقابل سوى بالاستخفاف فقط، وحتى على الصعيد الأخلاقي: هل سمعت بشاعر يترأس لجنة لمنح جائزة شعرية، فيقرر أن يمنحها لنفسه غير هذا الحجازي العجيب!
إن قصيدة النثر تلعن الأبوة كما البنوة، وقد انتزعت بجمالياتها اللامحدودة جسارة الوجود بتفوق، في حين أن ما تحتاجه وما تولده في آن هو تلك الحساسية الشعرية الفائقة، ذات القيمة الشعرية التي يصعب على الضحالة اختراقها. كما أن انحيازها لعنادها هو الذي يجعلها ثرية، ما مكنها كثيرا من تجاوز هواجس إثبات الشرعية التي تشير إليها في سؤالك، حتى إن شعراء قصيدة النثر هم من مضوا بالشعر العربي المعاصر إلى آفاق غير هشة من التجريب، ولا تستنفد بسهولة كقصيدة التفعيلة التي جاء منها حجازي (وأشير هنا إلى أنه قد جاء من أسوأ نماذجها تحديداً –أي تلك النماذج التي تلاشت سريعا).
صحيح أن لا طمأنينة في الأدب، لكن قصيدة النثر لا تمضي إلى غير رجعة، لأنها ضد الثبات ومع التحولات، وهي لا تتقوقع ذهنياً، لأنها مع الجوهري المعقد، لذلك فإنها من قادتنا إلى حيث النص المفتوح مثلا، النص غير المسترخي والقادم من قلب القطيعة والتطور. ولأن قصيدة النثر قائمة على نوازع اللافقهي في الشعر، فإن هذا ما يستفز حجازي وأمثاله من الذين لا يستطيعون استيعابها في اللاتبعية ومتواليات تمردها غير العقيم وهي تقوم على تثوير المخيلة وجرأة الجمال وتحرير الحس الخ، إذ إن مستقبلية قصيدة النثر هي ما جعلها أعلى من سلطة التابوهات، وأعمق بكثير من سلطة الحشد الجماهيري، مثلما سلطة النقد الرتيب الذي بلا امتياز.
> لو تحدثنا عن الساحة الشعرية اليمنية اليوم، ثمة مبدعون لا نختلف في ذلك، لكن يبدو أنهم فقدوا القدرة على الاستمرار، والمقاومة، وأصبحوا انطوائيين يحرصون على البقاء في الداخل ينتظرون فيما هم المُنتظرون. لماذا برأيك؟ هل على المبدع أن يكون كذلك؟
- هنالك من هو في الوحشة بالطبع، حيث داهمته فجيعة الفقدانات والخذلانات، ولم يقوَ.. هذا انطواء نبيل لاشك من أرواح شفيفة. وهنالك مبدعون يعيدون اكتشاف ذواتهم ربما، لكن حضورهم المعنوي بيننا غير قابل للخفوت.. في السياق هنالك من أخذتهم الحافة المادية والنفسية ليصبحوا على وشك هاوية الجنون أو الانتحار، فهل نرمي باللوم عليهم؟ لا أظن. إن القهر هو الذي يفرض شروطه علينا جميعا كما تعرف، وهذه الانهيارات هي دأب الخيبة الحلمية في بلد كاليمن تتوسع فيه جراحات المبدعين بلا تضميد يذكر ليبقى التفهة أصحاب حظوة والكائنات الضارية ذات نعيم.
أعرف عموما من كان محاربا وحالما باسلا من أجل رؤى ثقافية جليلة لا تشعرك بالغثيان، لكنه ما زال يكتب في عزلته ويتابع الجديد، ويتفاعل من موقعه الذي اختاره للحفاظ على الذات ناصعة بغير تشوه، أو لنقل بأقل الخسائر الروحية والنفسية.. موقعه كأعزل ونزيه وبقدرات لم تستسلم للخرابات والاستلابات. مثل هؤلاء هم أكثر حساسية ورفضاً لما يجرح الذات الإبداعية ويودي بكرامتها، كما أنهم يجيدون قرع الأجراس الحلمية ولو من بعيد، وهم أيضا أشد مواءمة مع لحظة الصفو المؤثرة.. ثم من يستطيع أن يتعالى على هذه العزلة بشكل نهائي يا صديقي؟ كلنا آيلون إليها كملاذ لابد منه للبال القلق في ظل انتشار التشيؤات، صدقني، ونحن بدون احترامنا لها كما لو أننا بجدوى جمالية رخيصة غير ثمينة الجوهر، فالعزلة توحد، وهي كميلاد آخر، كما أنها بهذا المعنى، تظل ككينونة منبعثة، وعبق جرح، ولعنة للتطهر، واقتحام مختلف وعميق!
> تبنيت مؤخرا إصدار مجلة ثقافية "انزياحات"، وأنت تعرف جيدا معاناة الثقافة في اليمن. ما الذي يريد رئيس تحرير "انزياحات" قوله/ فعله؟ وما الذي تتوقع أن تكون عليه "أنزياحات" بعد سنوات من الآن؟ وماذا أيضا عن الصعوبات التي تواجهك في إصدار هذه المجلة؟ أقصد ما الدعم الذي تحظى به معنويا أو ماديا؟
- بدأنا من اللاشيء، وما زلنا نذرع جمالية هذا اللاشيء ربما. التقدير الوحيد الذي لاقته "انزياحات" جاء من صنف الحالمين الأصدقاء هنا وهناك، كما وصلتنا تشجيعات نعتز بها جدا من قراء لا نعرفهم. ذلك كله لا يكفي بالتأكيد، أعرف، خصوصا في ظل المعوقات المادية الرهيبة، لكنا لن نتنازل عن حقنا في مناصرة إنسانيتنا على الأقل. وما نريده أولا وأخيرا هو إدانة الأوصياء.. إدانة الرداءة والاستخفاف، مراهنين على العقل وعلى الجديد المتنوع، كما على تطورات المفاهيم الجديدة للفن والأدب والفكر، ضداً من التجريف الروحي والإبداعي. لذلك سنواصل الحلم حتى آخر القيامة، سنواصل الحلم ونعري هذا الواقع الملعون الأشد من مؤسف، حيث ضحالة كثير مؤسسات تمجد ركاكتها، وطغيان الكيفية الجوفاء في عديد مطبوعات ثقافية لا تمت للأدب والفكر والفن بأية صلة محترمة، أو حتى تنتمي ولو قليلا للشغف النزيه.
> لو كنت وزيرا للثقافة، ماذا ستكون أولويتك؟
- سؤالك عجيب يا صديقي، ولكني سأجيب: إعادة السياق المفقود للحلم بإبداع غير مستلب عبر مصالحة هذا الإبداع بحلم الكرامة للمبدعين أولا من خلال إعطائهم منح تفرغ إبداعية ممولة من قبل الدولة كي يتخففوا من قهر الحاجة وضغط هذا الزمن البشع جدا، إذ من غير اللائق مثلا أن ما يتمتع به شيخ واحد للأسف يفتقده عشرات من الأدباء والفنانين والمثقفين.
> ما الحدث الثقافي المهم الذي مر هذا العام وتعتبره في مقدمة الأحداث الثقافية، وتعتقد أن علينا الاهتمام به أكثر؟
- أرجو أن تعذرني على ذاكرتي السيئة للناحية الرسمية يا صديقي. أما الفردية فهناك مثلاً افتتاح آمنة النصيري لمرسم "كون"، واستمرار صدور مجلة "صيف"، وعدم انغلاق موقع "عناوين ثقافية"، وأيضا مقاومة أروى عبده عثمان بشأن بقاء بيت الموروث الشعبي لا اندثاره.
ولأن قوة التأثير الثقافية في اليمن هي للأفراد بالطبع، وليس للمؤسسة الضحلة المثقلة بأوزارها، فيكفيني ابتهاجا على سبيل المثال أن أحمد قاسم دماج وأبو بكر السقاف وعبدالباري طاهر ومحمد المساح ونبيلة الزبير وحبيب سروري وأحمد زين وريما قاسم وعبدالوهاب المقالح لا يزالون بيننا..
كما يكفيني ابتهاجا كمثال أيضا أن علي المقري، ووجدي الأهدل، وجمال حسن، ومحمد ناجي أحمد، وعلوي السقاف، وهند هيثم، ومحمد عبدالوهاب الشيباني، ومحمد المنصور، وطه الجند، وسمير عبدالفتاح، ونبيل سبيع، ومبارك سالمين، ومحمد عبدالوكيل جازم، ومحيي الدين جرمة، ومحمد سعيد سيف، ومحمد أحمد عثمان، وماجد المذحجي، وأحمد الزراعي، وبشرى المقطري، وجميل منصور حاجب، وعمرو الإرياني، ما يزالون يكتبون وقلوبهم ملطخة بالجمال والإبداع، في حين تأتي نصوصهم في مقدمة الأحداث الثقافية، بالرغم من كل المتاعب الحلمية واتساع طاقات الوجع والفقد واللاجدوى.
> في الذكرى ال11 لرحيل البردوني (أغسطس الماضي) كيف تقرأ أداءنا تجاهه سواء الرسمي أو كأداءات فردية؟ وطبعاً لك صورة منشورة وأنت تقف أمام قبر البردوني، فهل تعتبر نفسك كشاعر وجيلك امتدادا لهذا الشاعر؟
- إنه "الواحد الذي لا يتكرر" كشاعر وكمثقف، وهو قانون أخلاقي في الثقافة اليمنية المعاصرة، سيبقى في رؤوس محبيه كقيمة دائماً، كما ستظل قيمته تنمو وتتطور على مدار الحلم في اليمن.
البردوني الذي عشق اليمن بنهم، وظل مهجوسا بالديمقراطية والعدالة والتحرر والتقدم، فرض رمزيته الثقافية والإنسانية متشبثا بضميره البديع الآسر، كما كان ضد الانحرافات الوطنية مستنبطاً الدلالات المستقبلية لأخطارها بإحكام. وبالتأكيد سيظل مهيجاً وأثيرا لأنه لم يمت، بل نبش موتنا الجمعي ونفخ فيه الصحو، ثم نجا بحياته المضاعفة بعد أن حاول بلا فائدة إيقاظنا لأننا قد فضلنا الغيبوبة على ما يبدو.
طبعاً جميعنا للأسف -وعلى رأسنا اتحاد الأدباء والكتاب- لم نحسن موقفا حقيقيا من أجل رد الاعتبار لواحد من أعظم شعراء العربية طوال تاريخها، وإجبار النظام على عدم استمرار ممارساته السيئة ضد إرثه الثقافي.. فالنظام ظل يكره البردوني بالطبع، لأنه طالما خلخل مزاعمه وفضحها، مقيماً في حدقات الجياع وحارساً لأحلامهم، وحتى الآن ما زالت دواوينه وكتبه الأخيرة التي كان أنجزها قبل رحيله، مغيبة بحقد، إضافة إلى مذكراته وروايته اللتين لم تخرجا للضوء أيضا. على أن هناك تخوفاً منتشراً من أن يتم تحريف كتبه ومؤلفاته بهدف تشويه مواقفه، إضافة إلى أن كتبه ودواوينه السابقة أصلا قد اختفت غالبيتها من الأسواق، فمنها ما تجده غاليا وبشكل نادر، ولقد عرف عن البردوني أنه كان يدعم مؤلفاته ويطبع منها الكثير، ليحصل عليها الجمهور بسهولة تامة وبشكل رخيص جدا. أما الآن فكأن هناك تغييباً ومحوا متعمدا من أجل إبادة إرثه الثقافي الهام. المؤسف كذلك أن منزله مازال رهنا لصراعات الإرث والأسرة بدلاً من تحويله لمتحف ثقافي كما ادعت الحكومة بذلك سابقا، خصوصا وأنه ثبت مؤخرا أن المنزل كان باسم البردوني ولم يكن باسم أحد، والواضح أن هناك في النظام اليوم من يفضلون عدم حسم هذا الأمر وإبقاءه عالقا. ومن غير اللائق بحقنا جميعا كيمنيين أن تظل شخصيات نافذة في هذا النظام هي من تحوز وتستأثر على مؤلفات البردوني الأخيرة بشكل مجحف ودنيء. إنها جريمة مروعة بحقه وبالذاكرة الثقافية اليمنية عموماً.
على أنه البردوني الذي لا يشابه أبدا، وهو المتأصل في أيامنا القادمات، كما من الصعب محاكاته، بل إنه كان أكثر عطاء وتنوعا وتميزا في كل المجالات التي أبدع فيها، لأنه المؤرخ والناقد والمفكر، وليس الشاعر فقط، رغم أنه المجدد الاستثنائي الفاعل داخل الشكل الكلاسيكي للقصيدة، وهو المأهول بالتفرد الساطع والمثير في عرش الروح الجمعية، فيما ستبقى له أهمية ثقافية قصوى في الضمير الجمعي اليمني بالتأكيد، ليس لأنه صوت خاص فقط، وصاحب مزاج خصوصي جدا، في الفكرة والإبداع والموقف، بل بصفته المدرك الجليل والرائي الثاقب والفنان الإنسانوي الفذ الذي جُبل من طينة صعبة، وتجرع المرارات رافضاً بكل شجاعة وتهكم أية مساومات مع كائنات الخراب والاستلاب.
> أخيرا.. ما الذي يشغل فتحي أبو النصر أكثر من أي شيء آخر في بلده عن بلده؟
- يعتريني العواء يا صديقي.. صدقني، يعتريني ذئب الأحلام المرجأة.

إقرأ أيضاً