صنعاء 19C امطار خفيفة

رياضة عدن.. زمن "الدخلاء"!

2010-02-12
رياضة عدن.. زمن "الدخلاء"!
رياضة عدن.. زمن "الدخلاء"!
متى سينتصر كوادرها لأنفسهم؟
*  المحرر الرياضي:
"عندما هبط التلال قلت حينها آخر شيء يضرب من الزمن الجميل، وفعلاً أنا شخصياً فوجئت بهبوط التلال، التلال نادٍ عريق كغيره من الأندية كالوحدة وشمسان وغيرها، لكن إذا كانت هذه الأندية قد واجهت بعض الأحيان مشاكل إدارية مش مشاكل فنية، التلال يبدو لي أيضاً عندما هبط، هبط لأسباب تنظيمية وانتقال الرعاية والاهتمام بالنادي من يد إلى يد، ولأسباب أيضاً سياسية، وللأسف عندما تدخل السياسة في مجال الرياضة تخرّب ولا تفيد. ويبدو لي أن هبوط هذه الأندية ليس بسبب انخفاض الجانب الفني الكروي، ولكن لأسباب أعتقد أنها مرتبطة بالوضع العام في مناطق الجنوب، بالتالي لابد من معالجة الوضع العام لكي نعالج أيضاً مشكلة الرياضة، لأن الرياضة لا يمكن تتميز عما عداها من ظروف وأوضاع وبيئة، فهي لابد أن تكون وليدة البيئة التي خلقت من بعد حرب 94".
ذلك ما قاله الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، وأول رئيس لنادي التلال، في معرض رده على سؤالنا حول أسباب تراجع الرياضة العدنية وهبوط أنديتها من وجهة نظره، في حوار سابق أجريته معه ونشر هنا في صحيفة "النداء".
ما قاله ياسين يعد بمثابة تشخيص دقيق لأزمة الرياضة العدنية، وقد انتظرنا من أصحاب القرار أن يسترشدوا به في أداء مهامهم والقيام بواجباتهم تجاه عدن ورياضتها، لكن ما حدث على أرض الواقع يكشف عن نوايا مبيتة تهدف إلى ضرب رياضة عدن وكوادرها في مقتل وتجعلهم حبيسي منازلهم دون الاستفادة من خبراتهم وكفاءاتهم، وكأن في الأمر عملية "انتقام" لا معنى لها سوى ممارسة نوع من "السادية" المقيتة.
يتصارع أهل السياسة ويتسابقون صوب رياضة عدن ليس لخدمتها وإنما لممارسة نوع من أنواع الدعاية السياسية والحزبية الكريهة، ويتواجدون على هرم الأندية العدنية لتصفية حسابات في ما بينهم على حساب تطور ورقي رياضة عدن.
صدقوني ليس هناك معنى رياضي لتواجد "أحمد علي عبدالله صالح" على رئاسة نادي التلال الفخرية، ولا "عارف الزوكا" على رئاسة النادي، ولا "سيف الحاضري" كرئيس فخري لنادي شمسان، ولا "عيدروس العيسي" على هرم الرئاسة لنادي الوحدة... وغيرهم. على أن الأمر في المقام الأول والأخير سياسي صرف، يهدف إلى إحداث تغييب متعمد لكوادر عدن الرياضية التي لا يتساوى التاريخ الرياضي لهؤلاء مجتمعين مع تاريخ إحدى الشخصيات الرياضية العدنية!
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل بات "أش نع" حيث وجدنا "سيف الحاضري" ينصب نفسه رئيساً لمجلس تنسيق أندية عدن، ليسارع "عارف الزوكا" لإعلان نفسه رئيساً لمجلس تنسيق أندية عدن ولحج وأبين مجتمعة، قد يكون إعلان هذا أو ذاك بمباركة الهيئات الإدارية للأندية أو رؤسائها فقط، لكنه في نهاية الأمر يصب في مربع التهميش المتعمد والإقصاء العلني لكوادر وخبرات صقلتها الميادين الرياضية المختلفة.
إنه زمن السياسة وأهلها الذين انحشروا وتكاثروا في كل الميادين وأفسدوا كل جميل!
من جهة أخرى، دشن مجلس التنسيق لأندية عدن وأبين ولحج أول لقاءاته بحضور أحمد صالح العيسي رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم، وحسين الشريف وكيل وزارة الشباب والرياضة، وحافظ معياد رئيس مجلس إدارة بنك التسليف الزراعي، وعارف عوض الزوكا رئيس مجلس التنسيق لأندية عدن وأبين ولحج.
انظروا للأسماء وتمعنوا فيها جيداً، ولو وجدتم بينهم أحد كوادر عدن الرياضية فخبروني أثابكم الله!
المضحك حد البكاء أن "العيسي" تطرق في اللقاء إلى التاريخ الكروي الحافل لأندية عدن وأبين ولحج، والتي يجب أن تواصل مشوارها لتحقيق واقع أفضل حسب قوله!
فهل ترى سأل العيسي وصحبه أنفسهم كيف سيتواصل التاريخ الجميل لرياضة عدن وأبين ولحج في ظل سياسات الإقصاء والتهميش لكوادرها الرياضية؟
على الضفة الأخرى هاجم رئيس نادي الميناء الرياضي بعدن "طه نعمان" مجلس التنسيق لأندية عدن -لحج –أبين، واعتبر في سياق تصريحات صحفية أن تشكيله يعد خطوة غير مدروسة، وأنها جاءت كرد فعل على مجلس تنسيق أندية عدن الذي تم إعلانه برئاسة "سيف الحاضري" الذي دعم الأندية بشكل واضح بالرغم من قصر الفترة -كما قال-.
وتحدى "نعمان" مجلس التنسيق الجديد بأن يثبت أنه سيولي أندية محافظات عدن وأبين ولحج الرعاية والاهتمام وحل مشاكلها الرياضية، وبدون ذلك ستكون هناك أكثر من علامة سؤال واستفهام كبرى عن إنشاء ذلك المجلس وبتكويناته الحالية. مؤكداً أن أبرز المشاكل التي تقابل الأندية هي مشاكل مادية بالدرجة الأساسية. مختتماً تصريحاته بالإشارة إلى أن سقوط مرشح ناديه ومرشح نادي الروضة في انتخابات الكرة التي أجريت مؤخراً هو بسبب موقف الناديين من ذلك المجلس.
إنها السياسة التي تخرب ولا تفيد كما وصف ذلك الدكتور ياسين، وقد انتصرت لأهلها على حساب أهل الاختصاص والخبرة.
على أن الإشكالية القائمة سببها المباشر صمت كوادر عدن وممارستهم لموقف المتفرج إزاء ما يحدث لهم ولأنديتهم. وقد قيل قديماً "الساكت عن الحق شيطان أخرس".. وكفى!

إقرأ أيضاً