صنعاء 19C امطار خفيفة

مؤيدو الشيخ يتهمون قوى بتحريك كل إمكانياتها من أجل الإساة لمنصور، مما استنهض غيرة عدد من أبناء منطقة الجعاشن شبابا ومشائخ

2010-01-24
مؤيدو الشيخ يتهمون قوى بتحريك كل إمكانياتها من أجل الإساة لمنصور، مما استنهض غيرة عدد من أبناء منطقة الجعاشن شبابا ومشائخ
مؤيدو الشيخ يتهمون قوى بتحريك كل إمكانياتها من أجل الإساة لمنصور، مما استنهض غيرة عدد من أبناء منطقة الجعاشن شبابا ومشائخ
اعتصامان متناقضان على ساحة واحدة يطلبان تدخل الحكومة
* هلال الجمرة
تقابلت المطالب المتناقضة لشيعتين من أبناء الجعاشن على ساحة الحرية أمام مبنى رئاسة الوزراء، صباح الثلاثاء: مؤيدو الشيخ محمد أحمد منصور مقابل معارضي ممارساته. الضدان على ساحة واحدة يريدان من الحكومة التدخل، بغض النظر عن المطالب التي تريدها كل فرقة. لكن الحكومة لم تسمع أياً منهما.
على الجهة الغربية من ساحة المظلومين، ارتص عديد مواطنين، بين شباب وشيوخ، هم مؤيدو الشيخ والمدافعون عن سمعته. رفعوا يافطات قماشية تبرز الشيخ كـ"أحد الهامات والرموز الوطنية والنضالية في البلد"، وتحذر من مغبة المساس به كشيخ للجعاشن ومناضل جسور، وتصف الأسر المشردة الرافضة للظلم بأنها "عصابة لقتل الأطفالـ". وعلى لوحات أخرى اتهموا حزب الإصلاح بـ"الحامي للفاسدين"، ومنظمة هود التي تتولى عملية الدفاع عنهم ومناصرة قضيتهم بـ"المنظمة الإرهابية"، معتبرة اعتصام هؤلاء إهانة لأحد الرموز، وعلى الحكومة معاقبتهم.
وعلى الجهة المضادة، احتشدت أسر من 3 عزل في الجعاشن، نزحت إلى العاصمة صنعاء قبل 3 أسابيع، إثر "تعرض منازلهم للدمار وأسرهم للتشريد والاعتقالـ"، بحسب قولها، وإلى جوارها عديد مناصرين ومتضامنين وعديد من ممثلي منظمات المجتمع المدني. هؤلاء كانوا هم الفرقة المعارضة لممارسات الشيخ وأعوانه والمشردين من بيوتهم بسبب "الاعتداءات والانتهاكات من قبل عدول الشيخ (وكلائه) في العزلـ"، بحسب وصفهم.
وعلى لوحات قماشية مقابلة أبرزت (أسر النازحين) الشيخ بأنه "شرّدهم من منازلهم بسطوة السلاح، وأن مليشياته دمّرت منازلهم ونهبت ممتلكاتهم وقصفت على منازلهم وسجنت أبناءهم". ساردة في قائمة سوداء أسماء وكلاء الشيخ في المناطق "المكلفين بجباية أموال من المواطنين وتسليمها للشيخ" كواجبات زكاة. وإليها يافطات تصور الحالة التي تعيشها قراهم من ظلم وانتهاك من قبل من وصفتهم (الأسر) بـ"مليشيات الشيخ"، ومؤكدة في أخرى أن الدستور اليمني لم يدعُ إلى "هدم المنازل وسلب الأموال وتشريد الفلاحين".
وحملت اليافطات في مضمونها عديد مطالب تمثلت في "محاكمة الشيخ ومليشياته عن الجرائم التي ارتكبوها بحق المواطنين، تشكيل لجنة مشتركة من البرلمان ومكتب النائب العام للنزول إلى الجعاشن لتقصي الحقائق حول ما يمارسه الشيخ بحقهم، بسط سلطة الدولة في منطقة الجعاشن، وتسليم مليشيات منصور الذين صدر بحقهم أحكام قضائية للعدالة. فضلاً عن إلزام الدولة ممثلة بوزارة الأوقاف بحماية المقابر، وإعادة الأراضي التي نهبت لأصحابها".
"النداء" التقت عدداً من أبناء الجعاشن النازحين في صنعاء، وسألتهم عن اعتصام المدافعين عن الشيخ ومن يتهمونهم بأنهم يهدفون إلى تشويه سمعة الشيخ ويقدمون أنفسهم بأنهم مشائخ الجعاشن، وأنهم قدموا إلى صنعاء فقط لإيضاح وتبيين الحقيقة التي "اتهموا الإصلاح بتبنيها". وبحسب رواية جميع من قابلناهم فإن غالبية من حضروا الاعتصام لا ينتمون إلى المنطقة، وأنهم "مستأجرون أداهم الشيخ يبرئوه"، وفقاً للحاج مهيوب حسن، وأن من ينتمون إلى مناطقهم لا يتعدون ال9 أشخاص فقط.
مهيوب حسن الرجل الستيني كان شديد الحماس وكان يقسم بالله إنه لا يعرف منهم سوى 9 أشخاص هم: مسعد أحمد علي، أمين عبده كرامي، صادق عبده كرامي، ماجد أحمد عبده كرامي، عبدالقادر أحمد عبده كرامي، مختار أمين كرامي، فؤاد عبده كرامي، حسن حزام، ومحمد أحمد غانم الكامل. أما البقية فأكد أنهم غير معروفين ولا ينتمون إلى منطقة الجعاشن.
ويوضح شخص آخر كان إلى جواره: "حسن حزام هو مدير مدرسة فتح الجديد في المعاين، ومعه كان مدرسين يدرسوا في المدرسة عنده".
ويضيف آخر موضحاً وظائف بعضهم: ومحمد أحمد الكامل، هو عضو مجلس محلي. ويردف الحاج هزاع قاسم موضحاً: "مسألة الانتخابات والله ما قد دريك من انتخب وما أجي إلا إلى بيت الشيخ أبصم واروح لي".
ويشكو الحاج مهيوب من "فقدانه لتلفونه السيار" الذي كان الوسيلة الوحيدة التي يستطيع أن يتواصل بها مع باقي أفراد أسرته في الجعاشن.
وشكا المواطنون الوعيد الذي أطلقه مسعد أحمد علي، وهو أحد المناصرين للشيخ وأحد المعتصمين يوم الثلاثاء، كان يتوعدهم بالجحيم في حال عادوا إلى قراهم: "كان يتحلف بنا (يتوعدنا) لما نرجع إلى البلاد (القرية) أنتم باتروحوا وبعدين ننصف"، وفقاً للشكاوى.
ومن بين الشباب الذين أتوا لمناصرة الشيخ ضد المهجرين، أمسكت أفراد الشرطة على 3 أشخاص كانوا يحملون أسلحة شخصية (مسدسات) كانت واضحة لتهديد المعتصمين بحسب ما قاله النازحون، وقد تم اقتيادهم للتحقيق معهم.
وبحسب الشاب صادق غازي، الذي يعمل على تنظيمهم في العاصمة، ونسق لعملية نقلهم إلى صنعاء، فإن الأسر قد قدمت عدة شكاوى (جماعية وفردية) إلى النائب العام يطالبونه فيها باتخاذ الإجراءات القانونية لإيقاف الممارسات الاستبدادية التي يتعامل بها "الشيخ محمد منصور ومليشياته ضد المواطنين الضعفاء". وأضاف: النائب العام حول هذه الشكاوى إلى نيابة محافظة إب، والآن في بعض الجماعة يتابعوها هناك.
صادق، وهو من أبناء منطقة الجعاشن، قال إن الانتهاكات لأبناء منطقته (الجعاشن) ما تزال مستمرة، وأن النازحين في صنعاء يتم مطاردتهم من مرافقي وأتباع الشيخ في صنعاء. واتهم من اعتصموا الثلاثاء في ساحة الحرية بأنهم "شهود زور" وأنهم "لا صلة لهم بالمنطقة ولا ينتمون إليها". وقال إن عدد النازحين في صنعاء بلغ حتى الآن 88 من الرجال و33 من النساء و76 من الأطفال. ويقيم الرجال في مخيم نصب بجوار الجامعة في حوش الجامع، فيما تم تسكين النساء والأطفال الآن في فندق النور.
ويؤكد أن نضالهم في صنعاء سيستمر فيما القضاء سيأخذ مجراه، وسيتابعون إجراءات النيابة في إب من هنا، وأن النازحين والمهجرين لن يعودوا إلى مناطقهم إلا بعد أن يضمن لهم حياة مستقرة وآمنة.
أحد مشائخ الجعاشن (عبدالملك عبدالله قائد قاسم) قال لموقع "نيوزيمن" الإخباري، إن الاعتصام جاء لما تقوم به صحف المعارضة ومنظمة هود التي وصفها "بالإرهابية"، معبرا عن استعارة المعتصمين من حزب الإصلاح. وأشار قاسم إلى أن الاعتصامات مسرحية يقودها المشترك، وما ينسب للشيخ منصور لا أساس له من الصحة.
فيما اعتبر رئيس منظمة سجين المحامي عبدالرحمن برمان المعتصمين (المناصرين للشيخ) أغلبهم من عمال النظافة، حيث قام بتسجيل أسمائهم، مشيرا إلى أن حضورهم هو "كما يقولون ضد منظمة هود الإرهابية والحزبية"، نافيا وجود أية إشكالية في أن يمارسوا حريتهم في التعبير، معتبرا أن ذلك "شيء جميل أن يأتوا إلى ساحة الحرية، لكن كنت أتمنى أن يأتوا بدافع شخصي ودفاعا عن حق وقضية وليس لمجرد الإيعاز والإجبار باعتبار الكثير منهم عمال نظافة".
وأشار برمان إلى أنه رغم معاناة أهالي الجعاشن المهجرين في صنعاء من ظروف البرد، لكنهم لم يلمسوا أية استجابة من السلطات الرسمية، بقدر ما لمسوا من أجهزة السلطة الأمنية والإعلامية مساندة واضحة للشيخ المنصور.
وفي بيان صحفي وزعه مناصرو الشيخ محمد أحمد منصور، الذين وقعوا عليه بأنهم "مشائخ الجعاشن"، قالوا إنهم لم يجدوا على امتداد التاريخ كله "أي قوى تحاول أن تتآمر على أوطانها برموزه وقيادته الوطنية والتاريخية إلا وكانت أداة خيانة لا علاقة لها بالانتماء للأرض والإنسان، وبقدر ما هو كذلك فإنها تخدم مشاريع قوى أجنبية في إطار السعي المكلل بالتآمر لتلك القوى".
واتهم البيان قوى قال إنها سخرت نفسها وإمكانياتها "من صحف ومجلات وقنوات فضائية لقلب الحقيقة خدمة للذات والحزبية، هدفها النيل من الهامة الوطنية العظيمة والوافية بالقيم والمبادئ للشيخ محمد منصور"، وأضاف: "وقد استنهضت (هذه القوى) غيرة عدد من أبناء منطقة الجعاشن ذي السفال شبابا ومشائخ وعقالاً وأعضاء مجلس محلي، وأوصلتهم إلى ساحة الحرية بصنعاء لتعرية دعاة الحقد والكراهية الذين يحرضون على العنف ويدعون إلى الفوضى تحت مسمى الحريات".

إقرأ أيضاً