لا يوجد فيه أي نشاط رياضي، وحتى الجانب الإداري يُدار من خارج أسواره.. و"هذه مشكلة الرياضة في الشحر عموماً إذ تكمن في عدم وجود القيادة الناضجة التي تسير دفة النشاط وتخطط لمستقبل الرياضة"
سمعون "يا دنيا لمن تنادي"..!
يعتقد عبده باحميش أن ابتعاده عن ناديه الحضرمي الشهير سمعون "يأتي لظروف خاصة مرتبطة بالعمل وكبر المسؤولية على عاتقه بعد وفاة والده، بالإضافة إلى صعوبة الحياة المعيشية؛ ومن الطبيعي للإنسان ألا يبقى على حالـ".
لكن باحميش -وهو لاعب كرة قدم موهوب سبق أن كان إحدى العلامات الفارقة ليس لفريق سمعون لكرة القدم وحسب، بل وللمنتخب الوطني للناشئين كقائد له قبل العام 1990 - يرى أنه ما زال متابعاً لسمعون "من بعيد".
*سامي الكاف
في الواقع كان نادي سمعون الواجهة الرياضية الجميلة لمدينة الشحر خاصة ولـ"حضرموت" عامة في نظر كثيرين؛ بل وكان هذا الكيان الرياضي من بين الأندية القليلة التي كان لها شرف رفد المنتخبات الوطنية بعدد من المواهب الفذة في الزمن الجميل للرياضة اليمنية.
كان ذلك بالأمس؛ غير أن اليوم على النقيض تماماً. لقد فقد سمعون مكانته بين الكبار حتى إنه سقط فريقه الأول لكرة القدم إلى دوري الدرجة الثالثة، بل ولم يعد أحد يتذكر هذا الكيان البتة.
قبل فترة عاد الفريق إلى دوري الدرجة الثانية.
يقول المدرب الذي حقق ذلك وهو أحمد العماري: "لنا بعض الذكريات الجميلة حول ذلك. كان الأمر قد تم بمجهود كبير من (الرياضيين وعودة البعض المنقطعين) بسبب مشاكل معينة. أتذكر أنه تم لملمة الشمل لوجود تقدير من هؤلاء لشخصي وبعد ذلك (جلسنا) مع الهيئة الإدارية لتوضيح الكثير من الأمور التي كانت بسبب تصرفات هذه الإدارة. حددنا بوضوح كثيراً من الأمور الضرورية مثل رواتب الرياضيين والمصداقية في التعامل والوفاء بالوعود".
ويضيف لي العماري -هو لاعب سابق بالمناسبة- قائلاً: "على الرغم من بعض الصعوبات إلاّ أننا استطعنا تحقيق هدف العودة إلى الدرجة الثانية".
حسناً.. على الأرجح ثمة عبر تم الاستفادة منها إثر هذا النجاح.
يقول العماري: "العبر هي أن تكاتف الجميع للعمل بنية صادقة من أجل تحقيق ما يصبون إليه حتماً سيؤدي إلى تحقيق الهدف المنشود"، ويضيف: "كان لشعور الشارع الرياضي بمصداقية الجهاز الفني في العمل دور هام في ما تحقق".
لكن بالنسبة إلى ما يحدث الآن في سمعون فهو شيء مؤسف له حقاً. ليس هناك من وصف له أقل من هذا. للتأكد من ذلك تابعوا قراءة ما يلي:
يقول باحميش: "الذي يمر به النادي سواء في لعبة كرة القدم أو في بقية الألعاب، يؤثر على البعيد فكيف لمن قضى زهرة شبابه في خدمة النادي، إنه بالتأكيد سيحس بالحسرة مما آل إليه الوضع في سمعون".
ويقول محمد سالم بن بريك أحد عشاق سمعون: "نادي سمعون الرياضي الثقافي الاجتماعي لم يعد رياضياً ولا ثقافياً ولا اجتماعياً، فهو عبارة عن منشأة يكسوها الغبار والتراب، هبت عليه رياح الفساد، وطالته أيادي العبث".
حسناً.. "ثمة ما هو مبالغ فيه بالنسبة إلى ما طرحه بن بريكـ" هذا أقل ما يمكن قوله بالنسبة إلى أي مؤيد للإدارة الحالية أو متعاطف معها.
ليس هناك ضرر؛ ليكن الأمر كذلك.
حاولتُ جاهداً الاتصال هاتفياً بـ"سور الشحر" عوض بن بكر أعظم حارس مرمى مر على فريق سمعون، لأسمع رأياً مغايراً (بالمناسبة بن بكر قريب جداً من الإدارة الحالية بحسب تأكيدات قيلت لي) لكن هاتفه الخلوي كان يرن بلا توقف إلى أن يجيبك الكمبيوتر إن الشخص المعني لا يرد.
في الواقع كررتُ المحاولة مرة ومثنى وسداس لأكثر من يوم دون جدوى.
لكن الفرج أتى لاحقاً وتحدثتُ مع بن بكر طالباً منه مشاركتي تسليط الضوء على ما يحدث في ناديه، لكنه اعتذر واعداً إياي بالاتصال بي لاحقاً لإتمام الأمر.
حسناً.. لا بأس من القول إنني ما زلتُ أنتظر اتصال سور الشحر.
كما أنه ليس هناك بأس من الإشارة إلى أنني قد اتصلتُ بعبدالله براهم، وهو مدرب كرة قدم معروف، وتحديداً في فترة وهج سمعون، وطلبتُ منه المشاركة في الموضوع، فوافق.
لكنه طلب مني الأسئلة على أن يبعث لي بإجاباته على الفاكس لاحقاً. ففعلتُ من فوري ما هو مطلوب مني، ومن ثم وضعتُ نفسي في صالة الانتظار.
مضت نحو 10 أيام لكن إجابات براهم لم تصل. فقررتُ الاتصال به، فإذا بالرجل -بكلام غاية في التهذيب- يرفض المشاركة في الإدلاء بما وعد به لأسباب قال إنها قد تؤثر في طرف على حساب طرف ويتم فهمها بطريقة غير صحيحة؛ مع أنني قلتُ له سأنشر كل ما تود قوله حتى ولو جاء نسفاً لأسئلتي.
لنترك جانباً الآن ما هو متعلق بـ"بن بكر" و"بن بريكـ" و"براهم" أيضاً. دعونا عوضاً عن ذلك نستمع إلى ما يراه فنيو كرة القدم.
يقول فرج بايوسف -أحد أشهر مدربي كرة القدم ليس في محافظة حضرموت وحسب، بل ومستوى اليمن، إذ سبق أن قاد منتخباتنا الوطنية من قبل- إن سمعون لم يشهد تدهور لعبة كرة القدم فقط، بل وتدهورت بقية الألعاب أيضاً.
بايوسف أضاف لي قائلاً: "تحول سمعون إلى نادٍ خاوٍ لا يوجد فيه أي نشاط رياضي، وحتى الجانب الإداري يُدار من خارج أسوار النادي".
و"هذه مشكلة الرياضة في الشحر عموماً إذ تكمن في عدم وجود القيادة الناضجة التي تسير دفة النشاط وتخطط لمستقبل الرياضة في مدينة الشحر" يوضح بايوسف، ويزيد: "للأسف الشديد تهرب كل القيادات المحبة للنادي من العمل فيه".
بالنسبة إلى عبده باحميش فإن "ما يحدث مهزلة، بل هو فساد كامل سواء في ما يتعلق بحرم الساحة في النادي أو ما يتعلق برواتب الرياضيين التي لم تُصرف منذ نحو 5 أشهر من الموسم السابق، أو حتى ما يتعلق بصرف بطائق عضوية انتقائية".
لكن كيف هو السبيل إلى عودة سمعون إلى مكانه الطبيعي بين الكبار؟
يقول العماري: "الموقع الحقيقي لسمعون هو دوري الدرجة الأولى، ولكن ذلك بحاجة إلى:
1 - إدارة صادقة ولديها الإخلاص في العمل من غير التعصب لفئة معينة.
2 - الدعم المالي من المؤسسات والشركات ورجال الأعمال.
3 - جهاز فني متفهم يعتمد على التخطيط السليم وإنشاء فرق للفئات العمرية كرافد وسند للفريق الأول، وعدم الاعتماد بشكل مبالغ فيه على المحترفين.
قلت للعماري: لا أدري كم نسبة الصحة في ذلك، لكن يتردد أن الفساد الإداري الموجود في أروقة النادي كما هو في عدد آخر من أندية محافظة حضرموت، يحول دون أن يعود سمعون كما كان في السابق.
يجيب العماري: "هذا صحيح، ولا يستطيع أحد أن ينكره".
بالنسبة إلى بايوسف فإنه يرى أن مدينة الشحر تاريخها الرياضي كبير، وممكن أن تستعيد مكانتها بكل بساطة متى ما تغيرت القيادة الحالية للنادي. فهذه القيادة الحالية -حسب بايوسف- ابتعدت عن كل المحبين للرياضة وعشاقها، وعقلياتها لا تتماشى مع الطموح لأبناء مدينة الشحر.
أما العماري فيرى أن الحلول يبدو أنها انعدمت ما لم تكن هناك أوامر قهرية من قبل الجهات الحكومية المختصة أو مكتب الشباب والرياضة، وهم على علم بذلك، لأنه تمت كثير من المحاولات من قبل المحبين للنادي، لكن دون جدوى. وهو أمر أكد عليه بن بريك قائلاً: "قامت مجموعة من شباب المدينة الحريصة على مصلحة النادي بالتوجه إلى مدير المديرية للفت انتباهه، وتم أيضاً التوجه والالتقاء بمدير شؤون الأندية ومسؤول اتحاد كرة القدم بالمحافظة، ولكن يا دنيا لمن تنادي"..!
ويرى باحميش ما يلي:
1 - تقديم استقالة جماعية للهيئة الإدارية.
2 - تعيين لجنة مؤقتة لتسيير النادي.
3 - تغيير بطائق العضوية السابقة ويتم اختيار لجنة عمومية متفهمة ولا تكون متعصبة لأي فريق شعبي أو فئة معينة، يكونون متعلمين وواعين.
4 - الالتفاف حول النادي وترك المخلفات وفتح صفحة جديدة للنهوض بالنادي إلى أفضل المستويات الرياضية.
لا يوجد فيه أي نشاط رياضي، وحتى الجانب الإداري يُدار من خارج أسواره.. و"هذه مشكلة الرياضة في الشحر عموماً إذ تكمن في عدم وجود القيادة الناضجة التي تسير دفة النشاط وتخطط لمستقبل الرياضة"
2009-12-22