صنعاء 19C امطار خفيفة

نيابة عن المظلومين والمجتمع.. 70 امرأة يناضلن للإفراج عن المعتقلين

2008-10-16
نيابة عن المظلومين والمجتمع.. 70 امرأة يناضلن للإفراج عن المعتقلين
نيابة عن المظلومين والمجتمع.. 70 امرأة يناضلن للإفراج عن المعتقلين
 في ظاهرة جديدة على المجتمع اليمني تُحرك مجموعة نساء حركة سلمية نضالية لمتابعة قضية الافراج عن المعتقلين على ذمة حرب صعدة، والذين لم يتهموا بارتكاب جرم، إنما هم معتقلون على سبيل الوقاية بتصنيف عقائدي أو عرقي.
حوالي 70 امرأة وحدتهن نكبة الاختفاء القسري، الاعتقالات، فإذا بالنساء يأخذن زمام المبادرة ويكسرن حاجز الخوف والعادات والقمع، متسلحات بإيمان عميق بعدالة قضيتهن وبراءة المعتقلين، وعواطف نبيلة لأمهات، وزوجات وأخوات، بقدر ما تشكل وقوداً لاستمرار حركة المتابعة، تعتبر معدات بأيدي تلك النسوة لمواجهة الظلم والخذلان.
فيما كانت قضية معتقلي الحراك في المحافظات الجنوبية قضية مجتمع، بفعل عامل تراكم الوعي والخبرة. فالمعتقلون على ذمة حرب صعدة قضية نساء منحدرات من أسر محافظة أجبرهن الظلم على الخروج للنضال السلمي والحركة المدنية بإصرار وعزيمة اختفت من صدور رجال سواءً من ذوي المعتقلين أم من أفراد المجتمع عموماً، فإذا بهؤلاء النساء المنكوبات رائدات في حركة اجتماعية دون أن يعلمن أو يخططن لذلك.
طرقن كل الأبواب مرات ومرات، وقفن أمام بوابات المسؤولين ساعات وساعات، اعتصمن خارج أسوار الرئاسة ورئاسة الوزراء، والداخلية، والأمن السياسي، أسفرت حركتهن عن الاعتراف بوجود معتقلين، أو مختفين اختطفوا، أو أخذوا إلى مكان مجهول ولم يكلف أحد نفسه توضيح، أين؟ من؟ إلى أين؟ وقبل حركة النساء المنكوبات كانت آدميتهم مجرد أغراض مهملة.
التوجيهات بالافراج نظرياً موجوده، رئيس الجمهورية وجه، رئيس الوزراء وجه، النائب وعد، والوزير أكد... إنما لا جدوى ولا أثر، واستمرت حركة النساء في المتابعة، تؤازرهن وتدعمهن منظمات المجتمع المدني، وتنشر الصحافة تفاصيل تلك المأساة وخبر ذلك الاعتصام، وسط إعجاب بهذا النزوع المدني.
كن في منتدى الشقائق يتحدثن قبل أيام ويعرضن تفاصيل المتابعة، بدا واضحاً أن ثمة انزعاجاً رسمياً من حركتهن. ذاك ينصح بالصمت، وفلان يسأل عن اسم هذه أو تلك، وهناك من يهدد. المسؤولون لم يكونوا أكثر بشاشة منهن عندما قابلوهن. هل الانسانية وقواعد اللياقة تختفي عند البعض وراء المنصب، والهالة الرسمية؟ سؤال يفرض نفسه عند سماع التفاصيل ولا يبدده أن مسؤولاً واحداً (علي صالح الاحمر) سبقته انسانيته ولياقته استماعاً ووعوداً عند مقابلته إياهن.
رمضان كان مختلف لدى هؤلاء النسوة، فالاعتصامات لم تتوقف حتى في أيامه الأخيرة لم يتراجعن عندما قيل لهن أمام دار الرئاسة مرة ثانية: «تخرج لكن الكلاب»، ولم يتراجعن حتى عندما أخرجوا لهن الكلاب. وفي صباح العيد كن أيضاً هناك ولو للفت النظرات إلى مأساتهن وإلى أولئك المعتقلين بقوة القمع وغياب القانون والعدل.
هن لا يمثلن كل أسر المعتقلين، بل هناك معتقلون لا يتحرك أحد من أجلهم، وهناك من ينتظر بخوف وألم، وهناك من يعتقد أن حركته مرهونة بوصول النار إلى داره، دون أن يعي أن طوفان الظلم لا عاصم منه، وأن حفر الذل ليست مأوى نجاة.
ويبقى المعتقلون عنوان غياب عدالة وقانون، عنوان ظلم وقمع واستهداف رسمي، انهم رهائن غطرسة نظام وانهيار اجتماعي قيمي واخلاقي حتى إشعار آخر.

إقرأ أيضاً