صنعاء 19C امطار خفيفة

عبدالحميد الشعبي - عضو المكتب العسكري للجبهة القومية: (الحلقة الرابعة) فتحت الجبهة القومية مكتباً مستقلاً في تعز فغضبت المخابرات المصرية

2008-05-15
عبدالحميد الشعبي - عضو المكتب العسكري للجبهة القومية: (الحلقة الرابعة) فتحت الجبهة القومية مكتباً مستقلاً في تعز فغضبت المخابرات المصرية
* محمد علي باشراحيل أبدى اهتماماً بالحصول على مقالات هيكل
* في مايو 64 زار قحطان القاهرة وعاد بتوجيهات صريحة من عبدالناصر لدعم الثورة في الجنوب
* أقمنا، قحطان وأنا، في غرفتين بدار السعادة، وقد استغربت عندما قيل لنا أن الدار هو قصر الإمام البدر
 
حوار: سامي غالب - باسم الشعبي
> في 24 فبراير 1963 انعقد لقاء موسع لأبناء الجنوب في صنعاء، دعا إليه قحطان الشعبي مستشار رئاسة الجمهورية لشؤون الجنوب، ما أبرز نتائج هذا الاجتماع؟
- كان قحطان حريصاً على توحيد القوى الوطنية في جبهة لتحرير جنوب اليمن المحتل. وقد دعا إلى اجتماع تشاوري في صنعاء حضره نحو الف من أبناء الجنوب المتواجدين في الشمال. كان المشاركون يتوزعون على أعضاء من حركة القوميين العرب وحزب الشعب الاشتراكي، ومستقلين، والمئات من رجال القبائل والجنود والضباط. استقر رأي المجتمعين على تشكيل لجنة تحضيرية تتولى الاعداد لمشروع «ميثاق وطني» يصدر في نداء موجه إلى القوى الوطنية من أجل تشكيل «جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل».
> ممن تشكلت اللجنة؟
- من 11 عضواً. إلى جانب قحطان الشعبي الذي اختير لرئاستها، ضمت اللجنة كلاً من: ناصر علوي السقاف، محمد عبدالله المجعلي، الرائد محمد أحمد الدقم، الرائد عيدروس حسين القاضي (ممثلاً عن حزب الشعب)، محمد علي الصماتي، ثابت علي مكسر منصوري، بخيت مليط، أحمد عبدالله العولقي، علي محمد الكاظمي.
وقد توصلت اللجنة إلى مشروع ميثاق وطني في مارس 1963، تمت إذاعته من إذاعتي القاهرة وصنعاء. لكن اثنين من أعضائها انسحبا، الأول هو عيدروس القاضي ممثل حزب الشعب الاشتراكي الذي رفض قيام جبهة، والرائد الدقم. وتقدم قحطان بمذكرة إلى السلال تطلب الموافقة على فتح مكتب للجبهة، وقد وافق السلال على الطلب، لكن مسؤولين آخرين من مؤيدي حزب الشعب في صنعاء عطلوا موافقة السلال. وقد عملت الجبهة من دون مكتب حتى 3 يونيو 1964.
> في يونيو 1963 تخرجت من كلية الشرطة، وعدت إلى عدن، حيث يقيم فيصل عبداللطيف. مالدور الذي كان يقوم به باعتباره المسؤول الأول عن الحركة في اليمن؟
- كان يجري اتصالات بأطراف وشخصيات عدة لغرض المساهمة في الكفاح المسحل. وبدرجة رئيسية كان يركز على حزب الشعب الاشتراكي الذي كان وجوده قوياً في عدن. وبالطبع تواصل مع عبدالله باذيب الذي كان على علاقة قوية بفيصل، وأبدى مساندته للكفاح المسلح. كما وقف بقوة مع الجبهة القومية عندما فرض المصريون الدمج القسري في 13 يناير 1966، وهو أول من وصف عملية الدمج، بالمؤامرة على الثورة.
> وفيما يخص الصحافة النشطة في عدن، وكذا المثقفين؟
- حرص فيصل على الاتصال بجميع الشرائح. كما التقى محمد علي باشراحيل أكثر من مرة. في مطلع 1964 رافقت فيصل في زيارة إلى باشراحيل في بيته بخليج الرزميت- كريتر. لم يكن العمل الفدائي في عدن قد بدأ، ولم تكن الجبهة القومية قد فتحت مكتباً لها في تعز. جرى حديث عام، وقد تم التطرق إلى مقالات محمد حسنين هيكل التي يكتبها كل جمعة في الأهرام تحت عنوان «بصراحة». لم تكن «الاهرام» تصل بانتظام إلى عدن. وقد أبدى باشراحيل اهتمامه بالحصول على نسخ من مقالات هيكل، فأخبرته بأنني احتفظ بنسخ من سلسلة مقالات هيكل. فيصل قال له: سأخذ النسخ من عبدالحميد وسأوصلهن إليك. فرد باشراحيل: تمام، أنا سأقراها ثم أعيدها إليك. عندما أكون في عدن كنت أقيم في بيت فيصل بالشيخ عثمان. كانت المقالات في شنطتي، وقد سلمتها لفيصل، الذي سلمها بدوره إلى باشراحيل. بعدها سافرت إلى القاهرة، ولم أسأل فيصل ما إذا كان باشراحيل قد أعاد المقالات إليه.
> ماذا جرى في اللقاء، هل تطرق فيصل في اللقاء إلى الكفاح المسلح؟
- نعم، وكان باشراحيل مؤيداً للفكرة، كانت علاقتهما جيدة، وكانت صحيفة الأيام منفتحه على الحركة والجبهة، وكذلك كانت صحيفة الأمل التي يرأسها عبدالله باذيب.
> مع ذلك فإن الجبهة القومية بعد أن بدأت الكفاح المسلح، وفتحت جبهات عديدة، وجهت في ديسمبر 1964 انذاراً إلى ما وصفتها بـ«الصحف العميلة» من مغبة الاستمرار في محاولة الطعن في النضال الشعبي، معتبرة تعاون هذه الصحف مع الاستعمار خيانة وطنية. من كنتم تقصدون؟
- لم يكن المقصود صحيفة «الأيام» أو صحيفة «الأمل»، بل صحف أخرى، لا أرى فائدة من ذكرها الآن، وبوسعك العودة إلى الكتب التي تناولت تلك الفترة.
> هل من الممكن اعتبار أية صحف عدا صحيفتي «الأيام» و«الامل»، هي المعنية من الإنذار؟
- ممكن.
> وماذا بخصوص صحيفة «الطريق»؟
- كانت مؤيدة لنا، وقد صدرت لاحقاً.
> وكيف كانت مواقف الشخصيات الأدبية والفنية؟
- لم تنضم إلى الجبهة، لكن أشخاص مثل الأديب عبدالله هادي سبيت والفنانين محمد مرشد ناجي وأحمد بن أحمد قاسم كانوا أصحاب توجهات وطنية.
> إلى جانب فيصل في عدن من هي الشخصيات المؤثرة التي دفعت باتجاه الكفاح المسلح؟
- سيف أحمد الضالعي وعلي أحمد السلامي كان دروهما قوياً ومؤثراً.
> في مايو 1964، غادرت عدن إلى القاهرة في نفس الوقت الذي كان قحطان يزورها لماذا؟
- القيادة القومية لحركة القوميين العرب (جورج حبش وآخرون) نسقوا للقاء قحطان مع عبدالناصر، بعد الخطاب الشهير الذي ألتقاه في تعز في ابريل 1964. وقد حملني فيصل رسالة خطية إلى قحطان.
> ماذا كان فحواها؟
- لم أطلع عليها فقد كانت داخل ظرف.
> أنت ضابط شرطة ولديك من المهارات ما يمكنك من فتحها دون أن يعلن أحد؟
- لم أفتحها. وقد سلمت الرسالة إلى قحطان في القاهرة. وقد أمضيت هناك أسبوعاً رفقة قحطان.
> كيف كانت معنوياته بعد لقائه عبدالناصر؟
- كان قد التقى عبدالناصر قبل وصولي إلى القاهرة. كانت معنوياته عالية لأنه خرج من لقائه بعبدالناصر بتوجيهات صريحة بدعم الثورة المسلحة في الجنوب. وبعد أسبوع عدت مع قحطان إلى الشمال، عبر طائرة انتينوف. كان معنا في الطائرة ضباط مصريون. وقد هبطت الطائرة في مطار الحديدة. واتذكر جيداً لحظة وصولنا. نزلت إلى المدرج وبقي هو في مدخل الطائرة لكي يناولني حقائب السفر. ثم انتقلنا إلى طائرة مدنية لتقلنا إلى صنعاء. في صنعاء تم توفير غرفتين وحمام في دار السعادة. استغربت عندما قيل لنا إن هذا قصر الإمام البدر، فقد كان المكان عادياً والغرف بسيطة. بعدها غادرنا إلى تعز، حيث أقمنا في دار الضيافة، وبدأ التحضير لفتح مكتب للجبهة والترتيب الجدي للثورة المسلحة.
> ماذا كانت حصيلة زيارة القاهرة؟
- كان الاتفاق مع الرئيس جمال عبدالناصر على التالي:
1 - تدفع الجمهورية العربية المتحدة (مصر) 18 الف جنية استرليني شهرياً للجبهة القومية، لصرفها رواتب جنود جيش التحرير وللفدائيين وللمتفرغين.
2 - تدريب الفدائيين وجيش التحرير.
3 - تسليح جيش التحرير والفدائيين.
> كيف جرت الأمور في تعز؟
- بدأ قحطان فور وصوله تعز بمطالبة المسؤولين في المكتب العربي بتعز بتنفيذ توجيهات عبدالناصر والتزاماته. لكن عزت سليمان بدأ بوضع العراقيل، والشروط. أبلغه قحطان أن الجبهة ستفتتح مكتباً في تعز لكن المكتب العربي رفض الفكرة، وماطل في تنفيذ الاتفاق. غضب قحطان، وأصر على فتح المكتب، وكان يقول: «طالما عبدالناصر وافق بانفتح مكتب». كان عبدالرحمن محمد سعيد القيادي في المرتبة القيادية في الشمال قد تولى استئجار بيت في عصيفرة. وتم افتتاح المكتب دون إشعار المخابرات المصرية.في نفس اليوم الذي تم فيه فتح المكتب، بعث عزت سليمان برسالة مكتوبة إلى قحطان يطلبه إلى الاجتماع في مقر المخابرات المصرية في تعز. في الخامسة مساء كان قحطان في المكان ومعه علي السلاَّمي وطه مقبل وسالم زين وأنا. ومن المخابرات المصرية كان الحاضرين العميد عزت سليمان والرائد فخري عامر والرائد أبو النصر مشالي. تحدث سليمان بعجرفة، وقال إن مصر لا تحبذ أن يكون للجبهة مكتب خاص بها، وأن مكتب الأمن العام- أي المخابرات المصرية- يتسع للجميع. وأضاف بأن لا يوجد أي مبرر لفتح ملفين لقضية واحدة (ثورة الجنوب)، ملف في مكتب الأمن العام وآخر في مكتب الجبهة القومية، لأن ذلك سيزيد من الأعباء المالية. وتابع: سيكون في المكتب الواحد شخصان، واحد منا والآخر منكم. رفض قحطان مقترح سليمان، ورد بأن قيادة الجبهة القومية اتخذت قراراً بفتح مكتب مستقل. كان الوحيد الذي تحدث من جانب قيادة الجبهة.
> كيف تصف عزت سليمان؟
- متعجرف. وكان فخري عام، وابو النصر مشالي على النقيض منه. ربطتنا بهما علاقة جيدة واحترام. أما عزت سليمان والآخرون فقد كانوا يتعاملون معنا باستعلاء، ويتصرفون باعتبارهم «حاجة ثانية» وانت لا شيء.
> فخري عامر كان من أسرة عبدالحكيم عامر؟
- نعم، ولكنه كان شخصاً لطيفاً.
> هل كنتم تحسون بوجود تباينات بين ضباط المكتب العربي في تعز؟
- لا. كانوا يتصرفون ككتلة واحدة.
> أيحدث مثلاً أن يظهر لكم فخري عامر أو أبو النصر المشالي تعاطفاً عندما تتذمرون أو تشكون من سوء معاملة مدير المكتب العربي أو غيره من الضباط؟
- أبداً. لم نكن نشكو لهما من تصرفات زملائهما. تعاملنا مع المضايقات بطريقة عادية جداً وكنا نقول هذه اختلافات في طبائع البشر.
> ألم تقم صداقات وروابط شخصية جراء التواصل اليومي أو شبه اليومي بينكم وبين ضباط المكتب العربي؟
- ظلت علاقتنا بهم علاقة عمل، لا أكثر ولا أقل.
> بالتأكيد فإن اصرار الجبهة على فتح مكتب خاص بها أعتبره المكتب العربي إهانة؟
- صحيح. من كان يجرؤ حينها على معارضة مخابرات صلاح نصر.
> ماذا بشأن المخصصات المالية والسلاح والتدريب؟
- اتخذ سليمان قراراً خلاف ما تم الاتفاق عليه. قلَّص المخصصات، وقرر دفع مبلغ 15 ريالاً شهرياً لجندي جيش التحرير، و60 ريالاً للمتفرغ العازب، و120 ريالاً للمتفرغ المتزوج. رفض توفير أي مبلغ للفدائي المتفرغ. وبخصوص السلاح، فقد تم تزويد جيش التحرير بأسوأ أنواع الاسلحة: بنادق شرفا عيار 303 انجليزية، وهي من مخلفات الجيش البريطاني في السويس، وأغلبها غير صالح للاستعمال. وبخصوص تدريب الفدائيين وجنود جيش التحرير فقد كان يتم لفترات قصيرة.
> في تلك الفترة أطلقت المخابرات المصرية عملية «صلاح الدين» لدعم الثورة في الجنوب، وتولى المكتب العربي تنفيذها، كنتم جزءاً من العملية؟
- بعد زيارة عبدالناصر إلى اليمن، أصدر توجيهاته إلى المخابرات المصرية بمساعدة الجبهة القومية. وقد تعاملنا معهم على أساس أن يسلمونا المرتبات والسلاح، ويتولون التدريب، من دون أن يتدخلوا في الشؤون الداخلية للجبهة. لكن المخابرات المصرية لم تتقبل ذلك، وكان هذا أبرز خلاف بيننا وبين عزت سليمان وبدأوا بمضايقتنا.
> قبل ذلك بنحو عام، وفي 29 يوليو 1963 أي بعد ثورة سبتمبر ب10 أشهر، صدر بيان عن حركة القوميين العرب فرع جنوب اليمن بشأن توصيات لجنة الامم المتحدة لتقصي الحقائق فيما يخص مستعمرة عدن والمحميات. تلك التوصيات كانت محل ترحيب الحركة، لكنها قالت في بيانها إن هذه التوصيات ليست كافية ودعت إلى جبهة قومية متحدة. هل كانت هذه أول إشارة علنية إلى نية الحركة القيام بثورة مسلحة؟
- لا. في عام 1961 الحركة حددت موقفها من الكفاح المسلح. وثيقة للحركة في ذلك العام تؤكد على الكفاح التحرري، باعتباره حلقة من نضال الامة العربية.
> ما قصدته إن بيان الحركة في 29 يوليو يشير إلى جبهة قومية متحدة بشكل صريح، في حين إن البيان السابق لا يشير إلى ذلك صراحة؟
- يوجد في البيان ما يفيد بأن الكفاح المسلح هو طريقنا.
> عموماً، لنتحدث عما لحق بيان 1963، إذ يُذكر دائماً إن الجبهة القومية نشأت في أغسطس 1963؟
- كما أشرت سابقاً فان كياناً أسمي بالجبهة نشأ في مارس 1963، بعد جهود من قحطان.
> حدثنا عن هذه التشكيلات أو الفصائل، هل كانت حقيقية، ولها حضور على الأرض، إذْ يطرح أن حركة القوميين العرب كانت مهيمنة على الهيكل التنظيمي للجبهة وعملياً لم يكن هناك غيرها بل مجاميع صغيرة كانت تحركها؟
- لم يكن للحركة هيمنة على الضباط والجنود الذين كانوا موجودين في الشمال ولا على تشكيل القبائل، ولا على الجبهة الناصرية.
> ماذا كانت تعني الجبهة الناصرية أو حجمها؟
- أبو بكر شفيق كان يقودها، وكان متأثراً بعبدالناصر، ونحن تأثرنا بعبدالناصر وكنا نحبه.
> كم كان قوام هذه الجبهة إلى جانب شفيق؟
- لا استطيع شخصياً أن أقول كم كان عددهم، أو أدعي أنني أعرف عددهم بالضبط.
> وماذا عن الفصائل الأخرى؟
- المنظمة الثورية، وكان يقودهم عبدالقادر أمين. أما جبهة الاصلاح اليافعية فقد كان مسؤولاً عنها عناصر من حركة القوميين العرب.
> ماذا عن التشكيل السري للضباط الأحرار؟
- كان هناك بخيت مليط، ثابت علي مكسر، وآخرون.
> من كان موجوداً معكم في مايو ويونيو 1964 في تعز؟
- إلى جانب قحطان الشعبي، ناصر السقاف ومحمد عبدالله المجعلي وأنا. المجعلي بعد استشهاد لبوزة، كلفه قحطان بدعم ثوار ردفان.
لبوزة غادر إلى ردفان في مهمة استطلاعية وليس لتفجير الثورة. عندما استفزوه حدث ماحدث. والجبهة أعلنت 14 أكتوبر يوم تفجير الثورة ولم يكن ذلك مقرراً.
> ولكن في الوثائق المصرية بدأت عملية صلاح الدين في وقت أبكر؟
- المصريون هم أسموا العملية صلاح الدين، ولم يكن لدينا علاقة بذلك.
> مالمهام التي أوكلت إليك؟
- مهمتي في المرحلة الأولى كانت استقبال الفدائيين والمرسلين من عدن وغيرها للانضمام إلى جيش التحرير والعمل على إيصالهم إلى معسكر التدريب في صالة، واستلام الاسلحة من المخابرات المصرية، والتنسيق مع جهاز الأمن اليمني في تعز.
> كيف كان يتم الترتيب لنقل المتدربين من عدن والمحميات إلى تعز؟
- يتم إرسالهم من عدن كمجموعة، ويكون هناك شخص داخل المجموعة معروف لدينا، يتولى موافاتنا بالأسماء.
> من كان يتولى إرسالهم؟
- فيصل عبداللطيف كان يرسل من عدن، ومن جبهة الضالع كان محمد البيشي وعلي أحمد ناصر عنتر. ومن ردفان بليل بن راجح، سعيد صالح سالم، الجوبحي. وعندما أدخلنا أول شحنة سلاح أرسلوا 250 مقاتل من ردفان لتأمين نقلها.
> ماذا عن جهة الصبيحة؟
- كان لها ترتيب خاص لقربها من عدن.
> وحضرموت؟
- في المناطق التي لم يكن فيها قواعد عسكرية أو تواجد كثيف للبريطانيين كان العمل فيها شعبياً وليس عسكرياً. في الجبهة الوسطى، على سبيل المثال، كان هناك تواجد بريطاني محدود في مكيراس. كانت توجد قوات اتحادية (عرب) في أبين، وعندما ضربت هذه القوات حدث تذمر شعبي، وتم وقف أية عمليات ضد هذه القوات. وسبب تعثر المنطقة الوسطى لاحقاً هو عدم وجود قوات بريطانية، فضلاً عن التنافس على القيادة بين ناصر السقاف ومحمد علي هيثم وعلي ناصر.
> هل كانت مهامكم في المكتب العسكري تقتصر على التدريب ونقل المتدربين إلى الجهات أم تشمل ترشيح القيادات الميدانية في جبهات القتال؟
- كنا نكتفي بالتدريب والإرسال، وتتولى القيادات في الداخل توزيعهم. مع الآيام بدأت تترسخ فكرة الكفاح المسلح رغم سوء الأسلحة التي وفرها المصريون. وكان المتدربين في البداية من أعضاء حركة القوميين العرب، ثم بدأنا نتوسع في التدريب مع رجال القبائل ومن المتطوعين من خارج الحركة، ومع التوسع بدأ المكتب العربي (المصري في تعز) بالتخريب علينا. أول مجموعة أرسلت في يوليو 1964 من عدن وكانوا 38 شخصاً. وحينها بدأ أول صدام مع المخابرات المصرية إذ طلبوا قائمة بالأسماء، ولكني زودتهم بأسماء مزيفة، وعندما علموا لاحقاً بذلك غضبوا بشدة. كنت لا أريد أن يعرفوا بالاسماء لأن هؤلاء فدائيون.
> من كان يتولى التدريب؟
- ضباط مصريون. وكان لهؤلاء علاقة بالمخابرات. ولم يكن هذا معيباً.
> هل وجدت حساسيات مناطقية حينها؟
- لم تكن ملحوظة. ولكن المكتب العربي بدأ بتحريض أبناء ردفان ضد المجعلي.
> أليس من الغريب أن يحرضوا ضد المجعلي الذي كان قريباً منهم، وأسس لاحقاً التنظيم الشعبي للقوى الثورية بدعم منهم؟
- فيما بعد حدث ذلك. لكن المجعلي حضر المؤتمر الأول للجبهة القومية ممثلاً للجبهة الوسطى، رغم أنه كان في ردفان.

إقرأ أيضاً