صنعاء 19C امطار خفيفة

بيان أدباء ومثقفي عدن بشأن الحراك السلمي في الوطن

2008-05-08
بيان أدباء ومثقفي عدن بشأن الحراك السلمي في الوطن
بيان أدباء ومثقفي عدن بشأن الحراك السلمي في الوطن
أصدر عدد من المثقفين والادباء والاكاديميين بمدينة عدن بياناً تضامنياً مع أصوات إخوانهم المشاركين في الحراك النضالي السلمي في عموم البلاد قالوا في مجمله مطالب وضرورات ينبغي العمل بها لتصحيح مسار الحياة السياسية اليوم.
ما يلي نص البيان:
نحن المثقفين والأدباء والأكاديميين الموقعين أدناه، لنا مزيد الشرف في أن نضم أصواتنا إلى أصوات إخوننا في حركة النضال السلمي- الديمقراطي في عموم بلادنا، وعلى وجه الخصوص في جنوبها الرائد الرائع بوعيه التحرري النهضوي، ومواقفه الأبية الرافضة للاستئثار والتسلط والاستبداد والظلم والاستكبار، معلنين الآتي:
أولاً: مطالبتنا بسرعة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الذين استباحت السلطة الحاكمة حريتهم، منتهكة بذلك- كعادتها- روح ونصوص دستور الجمهورية اليمنية والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان وحرياته، في كافة محافظات الجنوب، على (ذمة) أحداث الفوضى المفتعلة يومي 30، 31 مارس الفائت في مناطق بعينها، هي: الضالع، الحبيلين، طور الباحة، وكرش. حيث يستحيل على السلطة طمس بصماتها المشبعة بحبر الحقد الأسود على هذه المناطق، لاسيما في محافظة الصمود/ الضالع التي أكدت اختيارها نهج الديمقراطية الحقيقية في الانتخابات الرئاسية والمحلية - العام 2006. بالمطلق للوطن ومستقبله الخالي من الفساد، لتنتصر هي والديمقراطية وينهزم الحاكم والفساد.
ثانياً: مؤازرة جميع إخوتنا المعتقلين الأبطال، الرازحين في أغلال وأقبية وزنازين أجهزة السلطة القمعية.
ثالثاً: تحميلنا السلطة الحاكمة كامل المسؤولية عن أية مترتبات خطيرة على الصحة الجسدية والنفسية للمعتقلين الشرفاء- مثقفين وأدباء وكتاباً وسياسيين ونقابيين وطلاباً وغيرهم- من أبطال النضال السلمي الديمقراطي وحركة الاحتجاجات الشعبية السلمية في الجنوب.
رابعاً: مطالبتنا بسرعة إلغاء حالة الطوارئ وسحب الدبابات وإيقاف الدوريات العسكرية المنتشرة عند مداخل ومخارج وقرى وأحياء مديريات الضالع وردفان، ورفع نقاط التفتيش والدشم العشر، على امتداد الطريق الذي يقل عن عشرة كليومترات بين الضالع والحبيلين.
خامساً: رفضنا لكافة ممارسات (إرهاب الدولة) ومظاهر استعراض السلطة لعضلات قواتها المسلحة. المقصود بها إقلاق سكينة المواطنين في الضالع وردفان- مهد ثورة 14 اكتوبر 1963- وسواهما من مناطق الجنوب، وغرز الخوف في قلوبهم وترويعهم- الميئوس منه أصلاً كما تدرك السلطة ذلك- لثنيهم عن متابعة نضالهم السلمي الديمقراطي.
سادساً: إدانتنا لكل المساعي غير المسؤولة وغير الأخلاقية للسلطة الحاكمة الرامية إلى اختراق حركة الاحتجاجات الشعبية السلمية المتعاظمة في الجنوب والممتد وهج تأثيرها إلى الشمال، حيث تراود السلطة أهامها للإيقاع بهذا الوجه المشرق من نضال الشعب اليمني السلمي- الديمقراطي والزج به في قعر مربع التخريب (الخلاق) الذي تحيطه السلطة بأكبر قدر من اهتماماتها وجهودها الملتوية، كي توفر لنفسها أدنى الذرائع التي تبرر بها مسلكها العدواني المتوحش في تعاطيها الأمني الصرف، المسلح، الدموي والدال على عجزها الفاضح إزاء حركة الاحتجاجات الشعبية السلمية جنوباً.
سابعاً: مطالبتنا بكف أجهزة السلطة القمعية عن ملاحقة الناشطين السياسيين- مدنيين و عسكريين- وخاصة صناع الرأي من منتسبي مهنة البحث عن المتاعب بتعبيراتها المختلفة: مقروء، مرئي، مسموع ومواقع الكترونية، والتضييق عليهم في نشاطهم السياسي والإعلامي التنويري وفي معيشتهم الكريمة.
ثامناً: وقوفنا المؤيد والداعم لكل نشطاء وقيادات وتجليات نضال الشعب اليمني السلمي- الديمقراطي في عموم الوطن، وفي المقدمة منها حركة الاحتجاجات الشعبية السلمية في الجنوب الرائد الرائع. ولا يفوتنا هنا أن نشيد بكل موقف نضالي- سواء بالفعل أو الكلمة أو بكليهما- وأن نثني كذلك على الدور المتميز لأبنائنا وبناتنا: طلاب وطالبات جامعتي عدن وصنعاء تحديداً، مهيبين بزملائهم في الجامعات اليمنية الأخرى أن لا يبقوا مجرد متفرجين على معاناة ذويهم من هموم وضغوط تدني المعيشة والغلاء الفاحش والفساد المتحكم بمقدرات حياتهم ومصائرهم. كما نطالب بأن تكف أجهزة السلطة القمعية عن تدنيس حرمة الجامعات وكلياتها والاعتداء على طلابها وانتزاع بطاقاتهم الجامعية واعتقالهم.
تاسعاً: مناشدتنا جميع المهتمين بقضايا الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان من الأشقاء والاصدقاء- أفراداً ومؤسسات- في البلدان العربية والعالم أجمع، كي يكون لهم رأي موضوعي، واضح، جاد، إيجابي، مؤِثر في مجريات الوضع الراهن في عموم اليمن وخاصة في الجنوب.
وعليه، فإنه لا مخرج من هذا الوضع الحرج، الحاد والذي يهدد الوطن بكارثة سياسية وأمنية لا يعلم مداها التدميري إلا الله وحده، سوى أن تعترف السلطة الحاكمة وحزبها (المؤتمر الشعبي العام) بالأزمة المستحكمة، ومعها في الوقت نفسه بالقضية الجنوبية والحركة الشعبية السلمية المعبرة عنها، ومن ثم دعوة فرقاء الحياة السياسية والعامة إلى مؤتمر وطني شامل في سبيل الخروج من نفق هذا الوضع المأزوم المعتم قبل فوات الأوان.
ختاماً: يقول الحق جل وعلا في محكم التنزيل، من سورة العنكبوت: «مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون». صدق الله العظيم
عدن- 16 أبريل 2008.

إقرأ أيضاً