صنعاء 19C امطار خفيفة

الحلزونية في ذمار، والصيف يهدِّد آكلي اللحوم في العاصمة

2008-04-03
الحلزونية في ذمار، والصيف يهدِّد آكلي اللحوم في العاصمة
الحلزونية في ذمار، والصيف يهدِّد آكلي اللحوم في العاصمة
- بشرى العنسي
التحقت ذمار بقائمة المحافظات المنكوبة بمرض الدودة الحلزونية، محتلة الترتيب الخامس بعد صعدة، حجة، الحديدة، المحويت. ما يعزِّز المخاوف من انتشار المرض في المعنية مع دنو فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة.
 صباح أمس تلقت إدارة الثروة الحيوانية بلاغاً من مكتب الزراعة والري بذمار، يفيد بظهور إصابات في قطعان الأغنام والماعز بمديرية جبل الشرق منطقة ظهر، داعياً إلى الاسراع في إرسال فرق الترصد الوبائي للمنطقة المذكورة وبقية قرى المديرية المجاورة لمديريتي باجل وسهام التهاميتين.
اللامبالاة والتقاعس اللذين أبداهما وزير الزراعة والري ساعة ظهور المرض في صعدة؛ هو ما جعل الوضع يزداد سوءاً، وانتقل المرض بدوره إلى محافظات أخرى، مادفع بعض الجهات إلى تسريب معلومات للصحافة حسب مصادر مطلعة لـ«النداء».
الرسائل الإعلامية الصاخبة، أيقظت وزارة الزراعة من سباتها؛ فبدأت تتحرك ببطء السُلحفاة في حين انتشرت الذبابة الحلزونية بسرعة الريح.
8000، ثمانية عشرة ألفاً هي عدد حالات الإصابة حتى الآن،وهو رقم مخيف، خاصة أن المرض عندما ظهر في محافظة صعدة بداية ديسمبر الماضي، كانت حالات الإصابة لا تتجاوز 53 حالة تدويد، بحسب تقرير الخبير الذي أوفدته المنظمة العربية للتنمية الزراعية.
الخبير الدولي رصد في تقريره انتشار المرض في محافظات: صعدة، حجة، الحديدة، المحويت منذ بدئه وحتى منتصف الشهر الماضي. حيث بلغت الإصابات في صعدة 4368 حالة و3400 حالة في محافظة حجة منذ ظهوره هناك نهاية يناير الماضي، وسجلت 206 حالة، إصابة في الحديدة حال وصوله المحافظة نهاية فبراير.
يستقر المرض في المحويت منتصف الشهر الماضي، مصيباً 28 حالة خلال خمسة أيام.
الوضع لايبشر بخير، خاصة مع إنضمام محافظة خامسة للمناطق المبوء بالمرض وهو ما يظهر قصوراً وعدم جدية في مكافحته ويدعو إلى إعادة النظر في خطة الطوارئ السابقة، بحسب الخبير الذي وضع عدداً من المقترحات، منها تشكيل وحدات طوارئ وغرفة عمليات تحت إشراف وزير الزراعة والري، مقرها الادارة العامة للثروة الحيوانية مع التسلسل بالمتابعة والرصد.
الفرق الميدانية لم تقم بواجبها على مايبدو في المحافظات المبوءة؛ وهو ما ساعد على انتشار المرض في مناطق وصفت بصعوبة الوصول إليها، كما أوردته لجنة التقييم عن الوضع الوبائي وتقييم مستوى أداء الفرق الميدانية لمكافحة الدودة الحلزونية.
التقييم أوضح سبب انخفاض مستوى الأداء في محافظة صعدة والمتمثل بالمناطق الوعرة، قلة الفرق العاملة، عدم وصول المستحقات، بقاء الفرق فترة بدون أي أدوية، انخفاض الجانب الإرشادي في حين أظهر العمل في حجة تقدماً جيداً، حد وصف التقييم، إلا أن المعوقات السابقة، إضافة إلى عدم توفر الملابس الخاصة بالرش، وعدم صرف المستحقات، كانت المعوق الأهم الذي ورد في كل التقارير والذي حال دون نجاح الحملات السابقة والمال الذي كان يفترض أن يكون عاملاً مساعداً للقضاء على المرض، أصبح السبب الرئيسي في انتشاره وعدم القدرة على احتوائه.
مصادر مطلعة أكدت أنه إلى جانب وجود خلل فني وإداري، تأتي الشؤون المالية في وزارة الزراعة كسبب للإضطربات والاهمال الحاصل. حيث تقوم بالصرف تحت اسم الادارة العامة للثروة الحيوانية، دون الرجوع إليها. كما أن مستحقات العاملين لاتصلهم وهو ما تسبب في توقف سيارات الرش عن العمل، ونقص في المبيدات، وتوقف المختبر المركزي لفحص العينات عن العمل في فترة بعد الظهر.
مدير عام الثروة الحيوانية غالب الارياني، أرسل برسالة إلى وزير الزراعة ينفي مسئوليته عن أي آثار كارثية للمرض، خاصة أن الآلية المتبعة حالياً في المكافحة خارج عمَّاتقدمت به الادارة وعن الألية التي تم الاتفاق عليها مع وزير الزراعة.
وأوضح الارياني في رسالته، أنه سيتم تحويل مبالغ مالية لبعض المحافظات دون معرفة الادارة العامة بذلك، كما يتم رفض كل ما يصدر من تكاليف عبر الادارة.
الإدارة العامة للثروة الحيوانية ووزارة الزراعة والري، ممثلة بشؤونها المالية، احترفت لعبة العناد في الخفاء؛ في حين يجتاج المرض المحافظات واحدة تلو الأخرى دون أي رادع.
boshrasalehaliMail

إقرأ أيضاً