عندما يحل التخبط بديلاً للتخطيط
اتحاد القدم يمرر تعديلات اللائحة في ظل إجماع سكوتي للأندية
> المحرر الرياضي
تشارف بطولات دول العالم الكروية على نهاية مرحلة الذهاب، بينما الدوري اليمني لم يبدأ بعد، وهنا يتضح الفارق جلياً بين من اتخذ التخطيط سلوكاً ومنهاجاً وبين من اعتاد الفوضى والعبث.
بعودة سريعة إلى البرنامج الانتخابي الذي يفترض أن أحمد العيسي بناءً عليه حاز ثقة الجمعية العمومية في الانتخابات الماضية التي يعرف الجميع فصولها ولا داعي للتكرار هنا، نجد أنه قد أكد على التخطيط السليم والعمل على انضباط مواعيد المواسم الكروية ابتداءً وانتهاءً بما يتواءم مع الاستحقاقات العربية والآسيوية للأندية، وغيرها من العبارات الرنانة التي لا تصلح إلا لـ"الدعاية الانتخابية"، وقد كانت كذلك، لأنه منذ أن نجح الرجل و"جماعته" لم يقرؤوا البرنامج الانتخابي ولم يذاكروه، وكانت المحصلة في النهاية مزيداً من الفوضى والعبث وغياب المؤسسية، وحل التخبط ضيفاً على مبنى "جولـ" حتى اللحظة بديلاً عن التخطيط الذي ناصبه جهابذة الاتحاد وشيوخه العداء التام.
الأسبوع الماضي، وبينما كان الشارع الرياضي ينتظر موقفاً جاداً من أندية الدرجتين "الأولى والثانية" لمصلحتها أولاً ولمصلحة اللعبة ثانياً، وأن يقف مندوبوها موقفاً مسؤولاً تجاه التعديلات المقترحة على لائحة المسابقات، كانت "خيبة الأملـ" حاضرة، وسقطت المواقف كعادتها أمام رغبة "الشيخ". وبمجرد مغادرة الجميع الاجتماع بعد رفع الأيادي في ظل أفواه صامتة، ارتفعت الشكوى من ظلم اللائحة وجور بعض بنودها، خاصة المتعلقة بالتعاقدات مع اللاعبين المحليين والأجانب، وعدد المحترفين الأجانب المسموح التعاقد معهم لكل فريق، واللعب في ملاعب معشبة.
ووفق اللائحة الجديدة منح الاتحاد الأندية الحق في التعاقد مع 7 محترفين أجانب، على أن يكون منهم لاعباً آسيوياً يتم معاملته على أساس أنه غير أجنبي وفقاً لتعليمات الاتحاد الآسيوي، ولاعباً يكون عمره تحت 19 سنة، و3 محترفين آخرين. وسيتم أيضاً رفع عدد اللاعبين المحليين الذين يتطلب إبرام عقود احترافية معهم إلى 18 لاعبا يضاف إليهم 3 لاعبين يشترط تسجيلهم من الفئات العمرية، ليصبح إجمالي عدد اللاعبين الذين يتم تسجيلهم من قبل النادي 28 لاعباً.
وبحسب اللائحة المعدلة فقد ترك الاتحاد للأندية حرية الاعتراض على الحكام في بعض المباريات الحساسة، وإمكانية استقدام أي ناد لحكام أجانب للمباراة التي يرى أنها مهمة، بشرط أن يقدم طلبا قبل أسبوعين من اللقاء، وأن يتكفل بكافة تكاليفهم.
ويحق لكل فريق إشراك 5 محترفين أجانب في المباراة بشرط أن يكون اللاعب الآسيوي من بينهم باعتباره لاعباً غير أجنبي، كما يسمح بمشاركة لاعب واحد فقط من اللاعبين الثلاثة الذين يتم تسجيلهم من الفئات العمرية في المباراة الواحدة.
في الاجتماع الذي عقد برئاسة العيسي وبحضور ممثلي 34 نادياً ورؤساء فروع الاتحاد بالمحافظات، أقر الجميع انطلاق الموسم الكروي الجديد (2010/2009) في الخامس من شهر نوفمبر المقبل. كما أقروا انطلاق دوري للناشئين والشباب خلال الموسم الجديد، وإخضاعه لكافة شروط مسابقة الفرق الأولى، وشروط الاتحاد الآسيوي بهذا الخصوص.
وسيتم ابتداء من الموسم القادم السماح لانتقال اللاعبين من ناد لآخر في نفس الموسم، وذلك عند بدء المرحلة الثانية من التسجيل بداية مرحلة إياب الدوري (الانتقالات الشتوية).
كما يحق لأي ناد لديه أكثر من لاعبين اثنين في المنتخب، مطالبة الاتحاد العام لكرة القدم بتسديد كافة نفقات اللاعب من مرتبات وغيرها بحسب العقد الاحترافي في حالة منع اللاعب من المشاركة فترة طويلة مع ناديه من قبل اتحاد الكرة لإتاحة المجال للنادي للبحث عن محترف بديل.
فيما أكد رئيس اتحاد كرة القدم أحمد العيسي، حرص الاتحاد على انتظام مواعيد البطولات الرسمية التي ينظمها، وذلك وفقا لأجندته، وكذا أجندة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وقال العيسي في مؤتمر صحفي عقده عقب الاجتماع وفق "سبأ" إن موعد الدوري الجديد لم يتأخر كثيرا عن الموسم الماضي، بل تقدم عليه، وأمل أن نصل إلى تثبيت موعد المواسم الرياضية قريبا.
وحول قدرة الأندية على تطبيق نظام الاحتراف الصارم، أكد العيسي أن البداية كانت جيدة، والمعروف أن نظام الاحتراف ليس بالأمر السهل، وأن الفرصة التي منحها الاتحاد الآسيوي للاتحادات المحلية والأندية لم يتبق عليها سوى هذا الموسم للتدرج في عملية الاحتراف، وأنه من بداية الموسم المقبل ستطبق كافة الشروط على دوري المحترفين المقر انطلاقته الموسم القادم.
وقال العيسي في هذا الصدد: "هذا الموسم طبقنا شروطاً احترافية جديدة، والعام المقبل سيتم تطبيق لائحة الاحتراف الآسيوية، وهذا يعني أننا سنحدد 7 إلى 8 أندية ستكون الأكفأ والأقدر على تحمل هذه الشروط، والتي ستخوض دوري المحترفين الخاص".
وأشار إلى أن مباراة كأس السوبر ستقام في موعدها قبل انطلاق البطولة، لافتا إلى أن اتحاد كرة القدم بدأ بالفعل في عملية التسويق الرياضي للدوري، ومنح الأندية حقوقها في بيع التذاكر وغيرها من الموارد المباريات بنسبة 80% لصالحها و20 % للاتحاد.
وأضاف أن الشركة السعودية العالمية لا تزال ترتبط بعقد مع اتحاد كرة القدم في ما يتعلق بشراء حقوق الدوري اليمني، رغم الخلافات حول بعض القضايا التي نعمل على حلها.
ولفت إلى وجود مشكلات فنية تواجه الاتحاد في إقامة بعض المباريات في عدن وأبين والبيضاء في ملاعب معشبة لخصوصية الاستعدادات لخليجي 20، وانشغال جميع الملاعب بالترميم والإصلاحات، مؤكدا أن الاتحاد سيعمل على حلها ونقل المباريات في هذه المحافظات إلى أقرب ملعب جاهز.
عندما يحل التخبط بديلاً للتخطيط
2009-10-26