تتبقى شعلة الأمل.. فلا تطفئوا جذوتها في النفوس..
مثل هذا الأمل ينفعكم، ويحافظ كثيرًا على بقائكم..
شعبكم الكريم، بطبيعته، عاطفي
وحالم.. يغدق الأماني، ويسرف في التمنيات، ويعيش حياته على آمال عراض..
وتعرفون جيدًا كيف تدغدغون آماله وتطلعاته والأحلام.. وقد تعون، كذلك، كيف تخاطبونه بالعواطف..
وتمنونه على الدوام بالآتي الجميل..
وبالمستقبل المشرق.. المستقبل الذي طالت حباله.. وتباعدت شساعته.. فلم يأتِ ولم يطل.. ومع ذلك فهذا الشعب الطيب المستأنس، يعلق تطلعاته على حبال الوعود المخملية والأماني الوردية..
وفي كل مرة.. في كل خطبة جديدة..
وعند كل شعار جديد، يصيخ الأسماع
يفرك كفيه فيطرق وينصاع..
لكن التساؤل القائم:
إلى متى يمكن أن تمتد به معزوفة الدغدغة والاستئناس..؟ إلى كم من الأزمان سيواصل التصبر.. والانكفاء على الذات..؟
وعلى أي أساس سيظل يندب حظه.. بكم.. وبهذا الوضع المختل.. والغثاء غير المحتمل..؟
إشارات الشرر المومضة، هنا وهناك، أفلا تدل على أن شيئًا ما يعتمل في الأوساط..؟ أفلا تشعركم بالتململات.. وبأن تحركات ما تجري تحت الرماد..؟
تعرفون تمامًا أن منطق العقل، في لحظة ما، يتجاوز العاطفة..
يتغلب على منطق المخاتلة والتخدير والإيهام والتهدئة..
على استدرار وتجييش العواطف الفارغة.. واللعب على منطق المداراة والتلاعب بالمسألة الزمنية..
واستغلال الاستكانة أو حتى السذاجة والاسترضاء..
خروج السيدات الماجدات، في غير محافظة، بأنفسهن، إلى الشوارع العامة، بما في هذا الخروج من دلالات وإشارات.. ألا تحرك فيكم الضمائر.. وتستحث أحاسيسكم والمشاعر..؟
…
إلى ذلك.. تعون جيدًا أن هذا الشعب لا يهب الفرصة إلى ما لا نهاية..
ولا يتركها سائبة إلى يوم القيامة..
ولا يمنح، في كل الأحوال، شيكات على بياض..
السرديات المتواترة وشواهد التاريخ تروي الحكايات الموثقة، والتي قلبت ظهر المجن على الأوضاع السائدة في لحظات خاطفة وعاصفة..
وساعة ذاك، ربما، لن تتأتى لأحدكم الفرصة لترديد:
في الصيف ضيعتُ اللبن..