تشهد المنطقة حراكًا إقليميًا ودوليًا واسعًا، لعدة أسباب، أهمها:
- استمرار الإبادة الإسرائيلية لسكان قطاع غزة والضفة الغربية، والتدمير الممنهج للمساكن والمستشفيات والأراضي بلا هوادة، وعدم السماح بدخول الأدوية وقوافل الإغاثة لسكان القطاع.
- عدم التزام العدو الإسرائيلي بصفقة تبادل الرهائن، واختلاق صعوبات واعذار واهية لاستمرار الحرب واحتلال القطاع.
- المحادثات الأميركية مع إيران حول سلاحها النووي، وتفكيك منشآتها النووية (إزالة تجهزة الطرد المركزي المتقدمة)، تهيئة لرفع العقوبات.
ومن هذا المنطلق، فإن المنطقة تشهد نشاطًا سياسيًا ودبلوماسيًا عربيًا وأجنبيًا لوقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة والضفة الغربية، والعمل على حل الدولتين، وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان بموجب قرار مجلس الأمن (1701) الذي اتخذ بإجماع في 11 أغسطس 2006م، ووقف اعتداءاتها على الأراضي السورية وانسحابها من الجولان السوري المحتل بموجب قرار مجلس الأمن 497 الذي اتخذ بإجماع في 17 ديسمبر 1981م، وكذا الانسحاب من الأراضي السورية التي احتلتها بعد سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024م.
في واقع الأمر، إن الكيان الإسرائيلي يعتبرها فرصة ذهبية لا تعوض بوجود الرئيس دونالد ترامب، لتحقيق خمسة أهداف بالسرعة الممكنة، على النحو الآتي:
1. احتلال قطاع غزة، والضفة الغربية بذريعة توراتية (يهودا والسامرة).
2. إسقاط حركة حماس بجناحيها العسكري والسلطوي.
3. تصفية القضية الفلسطينية.
4. ضم أراضٍ لبنانية وسورية بذريعة كسر محور الشر، والتوسع في المنطقة.
5. قصف المنشآت النووية الإيرانية بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية.
وتجري حاليًا محادثات أمريكية مع إيران في مسقط وروما، للأسبوع الثاني، للوصول إلى اتفاق نهائي حول منشآتها النووية، واعتبار امتلاك سلاح نووي خطًا أحمر، وفي المقابل يقوم المسؤولون الإيرانيون بزيارات مكوكية للتشاور مع حليفيهم روسيا والصين، بشأن المحادثات النووية مع الولايات المتحدة الأميركية.
الجدير بالذكر، أنه يتوقع زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة في منتصف مايو القادم 2025م، ويحمل في جعبته أمورًا كثيرة، أهمها: تقييم نتائج الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية، والملف النووي الإيراني، والقصف المستمر على اليمن، ناهيك عن العلاقات العربية الأميركية، وبخاصة الخليجية.
ومن المتوقع أن يتطرق أثناء زيارته لمسألة التطبيع العربي مع إسرائيل بمنأى عن حل الدولتين، والالتزام بالاتفاقات والمعاهدات والقرارات الدولية والمبادرات، وبخاصة المبادرة التي قدمتها المملكة العربية السعودية، وأُقرت في مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002م، والرامية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بحدود 4 حزيران 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، مقابل السلام مع إسرائيل.
في واقع الأمر، لن يكون من السهولة تحقيق الأهداف الإسرائيلية المرجوة. وبالتالي، قد يشتد أوار الحرب في المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه، وبخاصة في ظل تواجد الأساطيل الأميركية والبوارج الغربية في المنطقة، مما قد يقود كلًا من روسيا والصين إلى حلبة الصراع لحماية مصالحهما أيضًا.
وأرى أنه من المستبعد أن تتطور الأوضاع إلى حرب مدمرة وخاسرة لطرفي الصراع، فكل ما يحدث هو تضارب مصالح تفضي إلى تفاهمات، غالبًا ما تدفع الدول العربية الثمن، للأسف الشديد.