صنعاء 19C امطار خفيفة

هل من عودة لزمن عربي جميل يا مصر؟

سبق أن كتبت قبل أشهر مقالًا بعنوان "الزمن الناصري الجميل"، واليوم نجد أعمالًا جادة لإحياء ذلك الزمن رغم الظروف القاسية التي تمر بها المنطقة العربية من ضغوط، وفتن وحروب داخلية، وتدخلات خارجية.

 
حقيقة الأمر، إن ثمة بارقة أمل بعودة ذلك الزمن الجميل بنضالاته وإنجازاته الجديدة، ممثلًا بفخامة الرئيس عبدالفتاح سعيد السيسي.
 
مما لا يدع مجالًا للشك، أن مصر سائرة على درب البناء والتنمية، ولن تخضع لأي كائن من كان، مهما أقدم الأعداء على حصارها سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، وستظل الحصن الحصين، والدرع الواقي للأمة العربية. وأملنا في مصر عظيم في تجاوز الإحن والمحن وعوادي الزمن.
 
بكل تأكيد، إن مصر تستحق الثناء والتقدير على ما قدمته للدول العربية والإفريقية والإسلامية، في سبيل التحرر من ربقة الاستعمار البريطاني والفرنسي، وها هي اليوم تقوم بما يملي عليها واجبها حيال الكيان الإسرائيلي المحتل لمعظم أراضي فلسطين العربية -دون حسيب ولا رقيب- وبدعم وإسناد سياسي واقتصادي، وأمني وعسكري أميركي.
 
ونحن على ثقة، بما يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسي، باني الجمهورية المصرية الجديدة، استلهامًا من قبس ثورة 23 يوليو المجيدة، لحاضر مصر والأمة العربية، بقوله: نستلهم من أهداف ثورة 23 يوليو العزيمة والإصرار والإرادة، ويؤكد أن ثورة 23 يوليو أنموذج للعلاقة الفريدة بين الشعب والجيش من جهة، وبين مصر والأمن القومي العربي من جهة أخرى.
وللأمة العربية في زعامة جمال عبدالناصر حسين، ذكرى خالدة في لملمة الشمل العربي، والتفاني في سبيلها حتى الساعات الأخيرة من حياته، وهو يودع أمير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح، آخر رئيس عربي في المطار، بعد حضور اجتماعات القمة العربية المنعقدة في الجامعة العربية يوم 28 سبتمبر 1970م، بشأن وقف الحرب ونزيف الدماء بين الأشقاء: الحكومة الأردنية الهاشمية ومنظمة التحرير الفلسطينية في عمان، وإجراء المصالحة بين الجانبين.
 
وقد عاد الزعيم جمال عبدالناصر من المطار إلى داره، وهو يشكو من صداعه، فلم يمهله القدر، وصعدت روحه إلى باريها، عن عمر لا يتجاوز الـ52 عامًا، تاركًا وراءه إنجازات داخلية وخارجية، وإرثًا نضاليًا مشهودًا للأمتين العربية -الإسلامية والإفريقية.
 
وعلى خطى الزعيم جمال عبدالناصر -رحمه الله‐ يواصل فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي المسيرة، بعد خمسة عقود، وتمكن من تحقيق إنجازات هائلة في البناء والتنمية في جميع المجالات، بما يرفع مقامه إلى مقام ذلك الزمن الجميل، كما أن مواقفه المشرفة في المحافل الإقليمية والدولبة تجاه القضية الفلسطينية وحل الدولتين، كان لها صدى واسع.
 
وبناء عليه، أود أن أسجل باختصار بعض المواقف:
1‐ رفض مصر للتهجير القسري للفلسطينيين من وطنهم.
2‐ مشروع مصري تجاه إعادة بناء قطاع غزة على مراحل، كان لها صدى إقليمي ودولي إيجابي.
وقد شكل كلا الموقفين السابقين صدمة للمغتصب الإسرائيلي، والدوائر الصهيونية في الغرب.
3‐ جهود مصر الدؤوبة للملمة الشمل الفلسطيني، تهيئة للاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
وفي هذا الصدد، وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أثناء زيارته إلى مصر، خلال 6‐8  أبريل 2025م، بطرح الاعتراف بـ"حل الدولتين"، أمام المؤتمر الأوروبي الذي سينعقد في يونيو القادم، في نيويورك، برعاية الأمم المتحدة، ومشاركة عربية.
4‐ رفض مصر للممارسات الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة والضفة الغربية، واعتداءاتها المستمرة على سوريا ولبنان.
يقينًا، إن واقعنا العربي اليوم في أسوأ حالاته جراء الفرقة والانقسامات الداخلية في غالبية البلدان العربية، الأمر الذي مكن الكيان الإسرائيلي المحتل من تعقيد حل الدولتين، وعدم الالتزام بالاتفاقات، وشن حرب شعواء من جديد على الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة، وإبادة أهلها، وتدمير المنازل والمستشفيات والمصحات، واستهداف سيارات الإسعاف والمراسلين، وقطع الكهرباء والماء، وتجريف حقول الزيتون، ومنع دخول الأغذية والأدوية، في محاولة منه لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وأيضًا من الضفة الغربية، واحتلالهما، وتصفية القضية الفلسطينية، وكذا الضغط الأميركي على البلدان العربية للتطبيع مع إسرائيل بمنأى عن حل الدولتين.
 
وفي الختام، ندعو الله لأهالينا في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن يأخذ بأيديهم، وأن يهبهم الصبر ، فالرحمة لشهدائهم، والشفاء لمصابيهم. والله المعين.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً