لكل أجل كتاب، نفوس باغتها الموت باعها صاحب الحانوت بثمن زهيد ضمن تركته، ضمن إرثه الثقيل وطن تلاعبت به وجوه تنعق اليوم تبكي نحيبًا تولول تأتي من قاموسها الدفين المليء بسوءات زمن ولى... زعيم رحل... كان طاووسًا يفعل ما يريد، كانوا تحت إمرته عساكر مجرد خردوات محلات بالية يعتبرهم ذاك الزعيم المفدى مجرد فائض أرقام مجرد لحن نشاز بجوقته التي تعزف ما يريد متى شاء، وهم لأمره ركع سجود، ولأنهم كانوا ومازالوا يرون ويعتقدون أنهم ذوو مكانة وبأس شديد بحرملك زعيم كان بطرف الأصابع يحرك الدمى وهم له مجرد دمى طائعة مطيعة تطيع لأنه كان فهلويًا يلاعب الحنشان، ويدرك كيف يتحرك ويحرك كرسيه، يدهس رؤوسًا من ثعابين حان قطافها. وهكذا كان يرمي الفائض السبيل، ويأتي بالبديل الأكثر سوءًا والأكثر سمعًا وطاعة... وهكذا كانت تدار مملكة الموت وجحيم نيران مملكة الأحزان بدنيا سليمان الملك الجديد يحرك هدهدًا هنا ويطير للعرش هدهدًا كبالون اختبار حتى تخرس ألسن تتلمذت بصفوف مدرسته، وإن رفعت يومًا عقيرتها جاء ببديلها، ورمى بها مخازن الهالك التالف، منتظرًا قوائم الرحمة من ملك الرأفة والموت الزؤام.
واليوم... يطل علينا بعضهم، إمامًا ورعًا يرمي بسوءاته أسماء أخرى، لسبب بسيط أن كينونته التي رمى بها الدهر سجلات الرواكد ومدافن من كان الدفن من مالك الروح، وهو يدري من هو، لذا ظل صاغرًا، لأن مولاه حين كان عائشًا كان لا يجرؤ على أن ترفع العين رمشًا أعلى حاجب العين... وإن فعلها قد كان يدرك أن ذلك لإفك وجرم كبير.
ومضى زمن، وأتى زمن آخر، وظل يحلم بالعوم على مياه آسنة تعيده لمجرى الماء لنسمة هواء هبت.. عله يتنفس هواء عليلًا كما كان حين كان ضمن أساطين وجوه تغشاها بركات الزعيم.
تلك أيام هبت، ويا حسرة على من بات ينهق ولا سماع لصوته، قد رحل الذي كان يدير الحظيرة، وترك على الأرض أيتامًا كثرًا... منهم من يتطاول على من تناساه، على من أدار قرص الهاتف ولم يكن ضمن من شمله التواصل والوصال!
لا ترموا مخلفاتكم على من لا تعرفون. احتفظوا بعطركم الرديء لأنفسكم، فكفى البلاد وناسها من تعانيه من مخلفات عهدكم الأسوأ بتاريخ البلاد.
كفى الله البلاد شروركم، فقد عانت منها الكثير الكثير.