الأستاذ والمكافح دارس الفلسفة، الأديب المثقف والكفء والنزيه صائب سلام، أنموذج زاهٍ من نماذج الفلاحين، أبناء الثورة اليمنية: سبتمبر وأكتوبر، سيرة حياته الناصعة تبدأ من قرية الشرف -شرجب -مديرية الشمايتين -تعز، فهو ابن من أبناء الـ26 من سبتمبر، فهو من مواليد العام 1962.
منذ الصبا كان الفقيد نابهًا ذكيًا، كان يدرس الفصلين الدراسيين في عام واحد، أكمل الإعدادية، والثانوية العامة، في مدرسة الفجر الجديد (التربة).
أدى خدمة الدفاع الوطني في معسكر الأمن المركزي، فرقة صاعقة، وأكمل خدمة الدفاع في مأرب، الدفعة الثانية.
مطلع الثمانينيات التحق الفقيد صائب سلام بجامعة صنعاء كلية الآداب، قسم فلسفة، وعلم نفس، وعمل في الوقت نفسه في وزارة المالية -مصلحة الضرائب، ليصرف على نفسه، ويساعد أسرته المكونة من أبويه وإخوانه.
تزوج صائب منتصف التسعينيات، ولديه ولدان وبنت. عمل الفقيد بعد التخرج في عدة وظائف: في الخدمة المدنية، وفي المعهد الوطني للإدارة والسكرتارية كمدير عام للقوى العاملة، ثم مديرًا عامًا للقوى العاملة في صندوق الرقابة الاجتماعية 2011.
قدم استقالته من صندوق الرعاية الاجتماعية، وعاد إلى وزارة المالية، ليبقى بدون تحديد عمل، فاضطر للعمل سائقًا للتاكسي الخاص به.
عرفته في الجامعة ثمانينيات القرن الماضي، كان صائب محل حب واحترام وتقدير رفاقه في الحزب الاشتراكي، وزملائه. كان الشاب صائب سلام غاية في الأدب والتهذيب والتواضع، شديد الصمت، دائم التفكير، كثير الابتعاد عن الخلافات العقيمة، والصراعات الكالحة، منصرف للاطلاع، وحب المعرفة، كطالب فلسفة وعلم نفس.
فرحم الله الرفيق صائب سلام حيدر، والعزاء لأسرته الكريمة، ولرفاقه ومحبيه، والشكر والامتنان للدكتور الجليل عادل الشرجبي الذي اهتم وتابع سيرة الفقيد العزيز.