أي شعوب هذه التي تدعو حماس...!
كيما تجد مثل هذه الدعوة آذانًا صاغية، لا بد من تحديد نوعية الشعوب المستهدفة للدعوة.
وليس جديدًا القول إن الشعوب أنواع.. نوع يمتلك كل المقومات من الكرامة، والحرية والاستقلالية،
والإرادة، وصناعة القرار.. ونوع آخر على العكس، تمامًا، مما سبق قوله.
وحماس تدير معركتها المصيرية وحيدة، ودون تغطية، بالتأكيد ليس لديها فائض وقت للتضييع مع النوع الثاني من الشعوب المقهورة.
هذي الشعوب هي الأحوج للمساعدة والمؤازرة، والوقوف إلى جانبها.
هي، المسكينة، لا تستطيع القيام بأي شيء من هذا القبيل، فضلًا عن استطاعتها مجرد التعبير عن نفسها وتطلعاتها.
من سيقف مع من؟! بل من سيتضامن مع الآخر؟
الكل محاصر.. الكل مقموع.. والكل يعيش أزمته ويعاني...
باختصار شديد.. لا تعويل على الشعوب العربية والإسلامية..
وبإيجاز أشد.. دعكم من إخوة النسب، على الأقل، في هذه الأثناء.. الأمور لا تسرّ في هكذا أوطان.
هناك، فقط، إخوة في الإنسانية، بالإمكان التعويل على مواقفهم المشرفة.
هناك في أمريكا اللاتينية.. في أوروبا الغربية.. في إفريقيا.. وغيرها من الشعوب التي تمتلك زمام إرادتها.. هناك حيث سجلت تلك الشعوب الحرة.. والعديد من دولها مواقف جديرة بالااحترام.. بل جديرة بالثقة.
هذه شعوب، وتلك دول تستحق الإشادة، وتستدعي الاحترام.
على حماس المجاهدة المقاومة المناضلة، أن توجه الدعوة، حصرًا عليها، كون هذه الشعوب ستفعل، وقد فعلت قبلًا، مما كان لمواقفها وفعالياتها التأثير الإيجابي على المستوى الدولي، بما هي أوصلت أصواتها إلى أروقة المحكمة الدولية، وغيرها من المؤسسات الحاكمة.. ناهيك عن العديد من المحافل الدولية المختلفة.