في زاوية من شقة محطمة، حيث الجدران تحمل آثار المعارك والمآسي، يجلس المُقاتل على كرسيه، يجسد الألم والإصرار. عينه اليسرى تتفحص الفضاء، بينما يلتقط أنفاسه الأخيرة، يشعر بثقل العالم على كاهله.
فجأة، تتسلل إلى عالمه طائرة "كواد.كابتر"، تطن فوقه كأنها وحشٌ صغير، تحمل كاميرا تراقب ما تبقى له من حياة. في تلك اللحظة، يستشعر المُقاتل تهديدها، وكأنها تجسد كل ما يحاول أن يهرب منه.
يرتفع نبض قلبه، وبدلاً من أن يصلح سلاحه، يقرر إلقاء سلاحه نحو الطائرة. في حركة مفاجئة، يستجمع ما تبقى له من قوة ويقذف به نحو الكائن الطائر.
الزمن يتوقف للحظة، وكأن كل شيء حوله يتلاشى. يراقب سلاحه وهو ينطلق في الهواء، ويتمنى أن يُسقط الطائرة التي تعصف بأفكاره، تعكر صفو آخر لحظاته. لكن حتى لو لم تصب، فإن تلك الحركة تعبر عن مقاومته، عن كرامته، حتى في أحلك الظروف.
يتدفق الألم في جسده، لكنه يبتسم في قرارة نفسه، لأنه يعرف أنه قد فعل ما بوسعه. تلك الطائرة لن تكون مجرد عين تراقبه، بل ستصبح جزءًا من قصته، قصة مقاتل لم يستسلم، حتى عندما كان في آخر أنفاسه.