في العادة.. لا تستهويني الكتابة عن المناسبات.. هذا في الغالب.. ليس لجهامة، أو جفاف أحاسيس، أو فقر عاطفة.. لا.. بل تفرضها سوء أوضاع.. ورداءة ظروف تعكس سيرورتها على المزاج العام..
ما يقلل، بإزائها، مساحة الفرح والاحتفاء، ناهيك عن الاحتفال.
ثمة أيام ناصعة البياض تتملك عليك دخيلة نفسك.. عواطفك ورهافة إحساسك..
وتستأسر، بالتالي، كائنات وجدانك..
تأخذك إلى حيث تترقرق في الذاكرة.. وتنساب شذرات وفسحات قلم يسطرها كلمات وعبارات تشدو.. وتتضوع عبير ذكرى مناسبة، بعينها، تجدها قريبة من القلب.. وتستوطن الروح.
أكتوبر شهر مجيد.. تخلده الذاكرة الجمعية.. أيقونة للتعافي.. سيضيف هذا العام محطة أخرى ستترك رونق آثارها الجميلة لعصور قادمة وأجيال ستأتي وتتبرك بيومه السادس والسابع.
أيام مخلدة برهنت على أن هذه الأمة قد تمرض.. لكنها، أبدًا، لا تموت.
كشفت سر البقاء.. أزاحت الستار عن الحقيقة الناصعة.. وعرت مقولة الجيش الذي لا يقهر.. وأعادت الحق إلى نصابه.. كما منحت التاريخ مهابته وجلاله.
سطرت بكلمات من نور كيف أن هذا الإنسان يستعيد عافيته رغم ما يحيق به من أمراض وأدواء وعلل.. كطائر الفينيق ينبعث من بين الرماد.
يستعيد زمام المبادرة.. وكما يقهر المعوقات.. يقهر الأعداء.. ويستأنف مسيرة الحياة.
تحية مهابة وإجلال، في هاتين المناسبتين الجليلتين، للجيش المصري البطل، ولرجال حماس الأشاوس، في ذكرى انتصاراتهم المظفرة على العدو الإسرائلي الدخيل.. انتصارات أعادت للأمة مجدها وعزتها وكرامتها.
ولا عزاء لجيش الاحتلال الصهيوني الغاصب.