في غمرة فرحتنا بذكرى ثورة سبتمبر وحزننا على ما آل إليه وضع اليمن من تمزق اجتماعي وجغرافي وتسيد ثقافة الكراهية والوله الكذاب بثورة سبتمبر الذي سيتكرر بعد أيام بزعم حب كاذب لثورة اكتوبر.
لقد طعن الأعداء العاشقين لهما زيفا ورياء الثورتين من الوريد إلى الوريد بشتى الوسائل ومنها حرب ١٩٩٤.
هؤلاء لم يكن لهم من هموم سوى تجميع الثروة بالفساد وتهريبها والاغتيالات وممارسة المناطقية الهادمة لكل ثورة وتدمير كل ما تمثله ثورتي سبتمبر واكتوبر والوحدة من طموحات مشروعة لبناء يمن موحد ديمقراطي جديد. في خضم هذا كله لا ننسى الدعم السخي لمصر ووقوف زعيمها العربي الكبير جمال عبد الناصر في صد محاولات القضاء عليها منذ اكتوبر 1962 وحتى حصار صنعاء في نوفمبر 1967.
لقد تحملت مصر بنزاهة مالم تتحمله دولة كبرى غنية الموارد وواجهت عداوات عربية وإسرائيلية وغربية كان من نتائجها شن عدوان يونيو 1967 لتحجيم دور مصر العربي في نصرة الشعوب العربية وشعوب العالم الثالث للتخلص من الأنظمة الرجعية والاستعمار الغربي. من واجبنا الوطني والعروبي أن نكون أوفياء لمصر وشعبها ولا ننسى دورها الذي لولاه لما وقفت ثورة سبتمبر على قدميها ولما تحرر الجنوب من الاستعمار.