صنعاء 19C امطار خفيفة

الفقيد المناضل عبدالحليم ياسين

الفقيد المناضل عبدالحليم ياسين
عبدالحليم ياسين ريشة رقمية النداء

رحل عبدالحليم ياسين، أحد الكوادر الأساسيين في البنك المركزي. عرفت المناضل النجم المضيء في ليل العمل السري، لكني لا أعرف بداية التحاقه بالعمل السري في حركة القوميين العرب، ولا دراساته الأولى.

 
كانت المعرفة بعد فك الحصار عن صنعاء. كان حليم العنصر السري رجل المهام الأكثر خطورة، والأشد فاعلية وتأثيرًا. كان الحليم بمثابة سكرتير تحرير لصحيفة "المقاومة"؛ فهو من يجمع المقالات، ويقوم بالإعداد والطباعة بالآلة الكاتبة والسحب بالاستنسل، ومن ثم التوزيع.
 
كان من أهم كتاب النشرة شبه السرية: سيف أحمد حيدر، وعبدالقادر هاشم وآخرون. وكان الفقيد عبدالقادر هاشم يحتفظ بأعداد منها، ولكن الاعتقالات والمصادرة الأمنية وتحريق الوثائق قد قضت على جوانب مهمة من كفاح الحركة الوطنية واليسارية الماركسية بوجه أخص.
 
عبدالحليم ياسين الموظف البنكي البسيط والمناضل السري في الحزب الديمقراطي في الثوري، كان واحدًا من أهم أبطال فك الحصار عن صنعاء، وكانت نشرة المقاومة الشعبية شبه السرية أداة التحريض الثورية والصوت الأقوى لشباب المقاومة الشعبية، والجيش، والأمن، والمدافعين عن صنعاء.
 
كانت هذه النشرة التي لا تتجاوز بضع صفحات تتبع بدقة واهتمام شديدين تفاصيل المحاصرين للعاصمة ومليشياتهم المدججة بالأسلحة الحديثة والمتطورة ومئات المرتزقة الأجانب والبريطانيين والأمريكان والبلجيك والإسرائيليين.
 
كان حليم -حسب وصف رفاقه- يعمل طيلة الوقت على طبع المناشير والنشرة، ويقوم بالتوزيع على قيادات المقاومة والمقاتلين، ويوزع المنشورات ذات الطابع والتوجيه الوطني، ويعمل كخلية نحل في صفوف المقاومة والشعب في صنعاء؛ مدينة الصمود الأسطوري.
 
تعرض للاعتقال والمضايقة في وظيفته كمسؤول عن مكتبة البنك المركزي، وكان المراسل والمسؤول عن المطبعة الحزبية والاستنسل.
 
كان مراسل صحيفة "الحقيقة" التي أصدرها في تعز مطلع سبعينيات القرن الماضي، الأستاذ والمناضل يحيى عبدالرحمن الإرياني، أحد القادة المؤسسين لحركة القوميين العرب والحزب الديمقراطي الثوري.
 
ظل الفقيد عبدالحليم ياسين ابن الأسرة العريقة التي احترفت التعليم منذ ثلاثينيات القرن الماضي؛ فجده القاضي العلامة عبدالله عبدالإله الأغبري، كان في طليعة من نشر التعليم الحديث في قرى الحجرية، واشترك مع القاضي عبدالرحمن الإرياني في تحقيق كتاب "ترجيع الأطيار"، للقاضي عبدالرحمن الآنسي، وكانت أسرته الأكثر اهتمامًا بالتعليم الحديث، والانخراط في العمل السياسي والكفاح الوطني. ظل الفقيد عبدالحليم وفيًا لمبادئه، والتزامه القومي، ونضاله الوطني.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً