كم يحز في النفس أن نغدو بوضع كهذا!
أن يترك هذا الشعب في العراء..
عرضة لعوامل التعرية.. تخضه الإحن في المواسم المختلفة..
مرة للصقيع والبرد القارس..
ومرة لشدة الحر الخانق، أو كما هو الحال، اليوم، للأمطار والسيول المتدفقة الجارفة، والتي طمرت قرى بحالها، هدمت منازل، وجرّفت مزارع، وأشاعت الخراب والدمار.
في ظل غيبة تااااامة لما نسميه ويسمونه جهات اختصاص.
وهي، في الواقع، جهات احتصاص، إن صح التعبير، تظهر، وحسب، عند التحاصص، وتقاسم الوظيفة العامة والمال العام والنفوذ..
وتتوارى، وتختفي بإزاء الكوارث الماحقة، لتغدو كأن لها أذنًا من طين وأذنًا من عجين، هي لا تكترث، بالمرة.
فهي، إلى ذلك، جهات اقتصاص، إن صح التعبير، كذلك، تقتص، بل تقصقص الملكية العامة للشعب الأعزل، تأكل مقدراته وثرواته، وطاقاته، وإمكاناته، بل تأكله، هو نفسه، لحمًا، وترميه عظمًا، كما هو حاصل اليوم.
الشعب اليمني، اليوم، يعاني الأمرّين، فيما يذوق مرارتين؛ مرارة المسابغ والمهالك جراء الحروب وعدم الاستقرار وانعدام الأمن الغذائي، ومرارة الغياب الكلي للسلطة الضابطة، والدولة الراعية والضامنة.
مسكين، وأبو المساكين إنسان هذا البلد..
شعب مكشوف ودون تغطية..
عرضة للكوارث الطبيعية..
وعرضة، قبل ذلك وبعده، لمتواليات فساد ناس رأس الهرم السلطوي..
… تهامة تستغيث...