25 مارس 2005
«النداء» لیست مطبوعة حولية أو نصف سنوية، بل صحيفة أسبوعية توقفت اضطرارياً بفعل أسلوب مدمر متواتر في حياتنا العامة يتم بموجبه تحويل الصحافة إلى موضع لتفريج التوترات السياسية.
وفي أوقات الأزمات يكون التمحيص شيئا ممقوتاً لأنه يحول دون الإفراغ العاجل لشحنة الغضب. وكان أن صبت هذه الشحنة على العدد الأول من الصحيفة وتسببت في تأخير صدور هذا العدد أكثر من خمسة شهور.
لا ريب أن «النداء» وقعت في منطقة التباس في لحظة اشتباك بين أطراف فاعلين في المنظومة السياسية. والصحفيون مهما تنوعت هوياتهم السياسية وأياً تكن المؤسسات التي يعملون فيها، غالبا مايدفعون إلى دور الضحية متى توافق الكبار أو اتناطحوا. ذلك أن الصحافة اليمنية برغم هامش الحرية الواسع الذي تتمتع به منذ قيام الجمهورية اليمنية ما تزال الطرف الأضعف في نظامنا السياسي.
لا أحد توقف لبرهة كما يمحص قبل إرسال «النداء» إلى محنة إغلاقها. وكان في حسباننا أن افتتاحية العدد الأول من «النداء»، علاوة على محتوياته، ضمانة لإجلاء موقفها وموقعها: منبرأ إعلامياً مستقلاً يعتمد نهجة تحريرية متوازنة يقوم على النزاهة والإنصاف والحرفية، وينأى عن أية تحيزات حزبية أو إيديولوجية، معليا من قيم الديمقراطية والمدنية.
تاريخ العدد: 25 مارس 2005
كلمة ثانية (افتتاحية العدد الثاني)
2005-03-25