اليمن ومؤتمر المانحين - محسن العمودي
اليوم ينعقد في العاصمة البريطانية "لندن" المؤتمر الذي أعدت له الحكومة اليمنية بالتنسيق مع دول الجوار الخليجية وبعض الدول الكبرى، وهو المؤتمر الذي ينتظره اليمنيون باعتباره المخرج من كل أزماتهم الاقتصادية وأوضاعهم المعيشية المتردية وبخاصة عقب انتخابات أكلت الأخضر واليابس، كانت نتائجها الأولى الارتفاع المهول في أسعار السلع الغذائية كنتيجة طبيعية، فالتاجر أراد تعويض واسترداد ما قدمه للحملة الانتخابية بشقيها المحلي والرئاسي.
تجمدت الحياة في بلادنا بكل مناحيها، فالجميع، حاكماً ومحكوماً، في انتظار نتاج "مؤتمر المانحين"، وهو (أي الانتظار) أشبه بأحلام اليقظة، وقد مرت شعوب وأمم قبلنا بما يشبه ذلك، من انتظار الأشقاء في مصر والأردن لأوهام الازدهار والرخاء التي وعدوا بها حينها، وواقع الحال الآن وبعد مرور أكثر من عقد من الزمان يقول غير ذلك، فالأوضاع لديهم من ترد إلى آخر، فضلاً عن انهيار القيم والمبادئ وانعدام الثقة بين أبناء الشعب الواحد، واختلال المعايير وانعدامها، فالشاطر من كان الأكثر استغلالا وبراعة في التحايل واللف والدوران، فالمال بحد ذاته أصبح الغاية والوسيلة معا.
ونحن في اليمن نعطي مؤتمر اليوم الكثير من الأهمية ونعلق على نتائجه كل الآمال، وهناك من يروج أن في تلك النتائج المرجوة خلاصنا ونواة تأهيلنا وانطلاقتنا نحو الرفاهية والازدهار.
نأمل أن تحصل بلادنا على الدعم المرجو، وكما حدده مسؤولونا بعدد المشاريع وقيمة تكلفتها والدفعات المالية المستحقة على امتداد الأعوام العشرة أعوام القادمة، الكثيرون منا يملؤهم التفاؤل والأمل، والبعض فقط ما زال يكرر مقولة الزعيم المصري سعد زغلول: "غطيني يا صفية ما فيش فائدة"، وقد يلامس الحق تشاؤمهم ذلك طالما بقيت الآلية ومنهجية إدارة البلاد وشؤون العباد هي نفسها تلك التي أوصلتهم لتكرار مقولة زعيم ثورة 1919م. والله نسال السداد والتوفيق.
angalhMail
اليمن ومؤتمر المانحين
2006-11-16