الغباري يتساءل: هل سنصل الى يوم الاقتراع؟!
مع انه يفترض ان تدشن الحملة الانتخابية لمرشحي الرئاسة اليوم، غير ان الهدوء الذي يلف المشهد السياسي عشية هذا الاستحقاق يلقي بظلال من الريبة والشك على الاجواء التي ستتم فيها عملية الاقتراع. واذا لم أكن متشائما فان الانتخابات قد لا تتم في موعدها فقط – ولا شيء غير ذلك- لان عدم وجود نسخة الكترونية من السجل الانتخابي لدى اللجان الاشرافية والاصلية والاحزاب على حد سواء سيخلق حالة من الارتباك والفوضى عند اقرار المتقدمين للترشح في الانتخابات المحلية، وقد يقود الى صراع بين المتنافسين ومناصريهم ومناطقهم ايضا, كما ان ذلك سيخلق مشكلة كبيرة عند إدلاء الناخبين باصواتهم وقد يصبح سببا للطعن بنزاهة هذه الانتخابات وشرعيتها..
بالتأكيد فإن تعاطفي مع المعارضة يجعلني اشفق على هذه الاحزاب التي تخوض اليوم هذا المعركة غير المتكافئة، ويلزمني بتحفيز اعضائها ومناصريها على تجاهل كل المعيقات، والمشاركة بقوة وفاعلية؛ لان الانتخابات الرئاسية -تحديدا ايا كانت نتائجها- تمثل اليوم نقطة تحول فاصلة في تاريخ اليمن المعاصر , ومن المؤكد ان الاوضاع قبلها لايمكن ان تستمر كذلك بعد انتهائها. غير ان هذا التعاطف يلزمني ايضا بنقد تسخير كل امكانات البلاد والعباد لمرشح الحزب الحاكم وتجنيد الوزراء والمسؤولين لخدمة هذا المرشح؛ حتى ان الموقف من المقاومة اللبنانية ومساندتها "كلاميا" اعتبر فتحا قوميا لم يجرؤ حاكم عربي على تحقيقه.
ليس من المقبول الحديث عن فرص متكافئة بين مرشح السلطة والمعارضة، فالأول يمتلك كل شيء ولديه من الامكانيات ما يجعله يصل الى كل ناخب وقرية، في حين ان الثاني لا يملك حيلة او وسيلة تربطه بالناخبين , حتى يشرح لهم اهدافه وبرامجه ليكونوا بعد ذلك حكما على مصالحهم اين تكون ومن المامون عليها..
منذ ان اقر العمل بالتعددية السياسية كنتيجة ملزمة لقيام الجمهورية اليمنية، والتجربة الديمقراطية تتعثر كل يوم، وبدلا من ان تتحول اليمن الى نموذج متميز في الجزيرة العربية، باتت شكوى المعارضة وتقارير المنظمات الدولية تجاه الانتهاكات المتواصلة للعاملين في قطاع الصحافة والاعلام وعن الفساد وغياب هيبة الدولة والنظام والقانون، اداة فاعلة في يد المعارضين للاصلاحات، ويكفيك ان تتشفى بخصومك حين تقول لهم عن النموذج الديمقراطي في اليمن.
المنطق يقول انه وبعيدا عمن يفوز واحاديث التخوين التي تعج بها مطبوعة "اخبار اليوم" والتي تزاحمها انباء المؤامرات المتواصلة التي تحاك ضد اليمن بهدف سلبها الدور الاقليمي الذي تلعبه , هذا المنطق يقتضي من فرقاء الحياه السياسية الاتفاق على ان الديمقراطية في البلاد بحاجة لاصلاح اعوجاجها وان الحزب الحاكم وخلال نحو ثلاثة عقود من الزمن فشل في مواجهة الفساد المتنامي وفي ازالة الشعور بالضيم لدى المواطنين في عدد كبير من المحافظات , ويتطلب الاقرار بان الجميع شركاء في هذا البلد بدلا من ذمهم كل يوم بالعمالة والتآمر...
مواجهة الارهاب الذي يهدد مستقبل البلاد لايجوز ان يتحول الى ورقة انتخابية , والاستحواذ على مواقع القيادة لوحدات الجيش وأجهزة المخابرات والامن لاينبغي ان يصبح اداة لارعاب الناخبين وتخويفهم من أن فوز مرشح المعارضة سيجعل هذه القوة الوطنية في مواجهة الديمقراطية وتحدي إرادة الناخبين..
malghobariMail
يتساءل: هل سنصل الى يوم الاقتراع؟!
2006-08-22