خصوصية التعليم البيئي في اليمن - رجاء عُلاية
«التربية البيئية هي ذلك النمط من التربية الذي يهدف إلى تكوين جيل واع ومهتم بالبيئة والمشكلات المرتبطة بها، ولديه من المعارف والقدرات العقلية و الشعور بالالتزام ما يتيح له أن يمارس فردياً وجماعياً حل المشكلات القائمة وأن يحول بينها وبين العودة إلى الظهور». هذ التعريف الذي اقرته ندوة بلغراد (ديسمبر 1975) بدعم من اليونسكو واليونيب unes co,unep.
من هذا التعريف نخلص إلى أن جيل المستقبل هو الهدف الرئيس والموجه من أغراض التربية البيئية حيث أن هذه التربية تهدف إلى تنمية النواحي الوجدانية والعلمية والسلوكية ففي مرحلة الطفولة ينبغي التركيز على النواحي الوجدانية إذ ينبغي إتاحة الفرصة للطفل لزيارة بيئات مختلفة مع دراستها من الناحية الاجتماعية والطبيعية بهدف إكسابه خبرات ومشاهدات تمكنه من الحكم على نوعية بيئته المحلية، وهنا نرى أهمية معرفة الجيل القادم وبيئته المحلية. وفي اليمن نرى أن التعليم البيئي بدأ منذ فترة ليست بالبعيدة وأدخلت بعض المفاهيم البيئية في المنهج المدرسي ولكن عند تحليل الوضع الراهن، نجد أن هناك اتجاهين يجب وضعهما في الاعتبار عند التخطيط لبرامج بيئية تعليمية او القيام بحملات توعية، فمثلاً طلاب المدينة الذين غالباً ما يعيشون بين جدران اسمنتية، لكي يدركوا الطبيعة واحوالها يجب أخذهم إلى أماكن فسيحة تزخر فيها الطبيعة بنظم بيئية مختلفة تمكنهم من معرفة الطبيعة وخصائصها وأهمية الحفاظ عليها. أما الاتجاه الآخر فهو طلاب الريف، الاجيال الواعدة في المحميات الطبيعية المعلنة في اليمن أو المناطق ذات الحساسية البيئية فنحن هنا يجب ان نحلل وضع تلك المحميات وماهي مشكلاتها فهذا التلميذ الذي يتلقى منك بطبيعة الحال يعيش في بيئة طبيعية ولا يحتاج أن يتعرف عليها، لكننا هنا يجب ان نوجه تفكيره نحو ما تعاني منه بيئته الطبيعية من مشكلات بل ويجب مناقشته للخروج بفكرة حل لهذه المشاكل وبهذه الطريقة يتعلم الفرد طريقة تحليل المشكلة والخروج منها بحل مناسب نظراً لما تتمتع به البيئة اليمنية من خصوصية وهنا أعني بالتحديد المعرفة المحلية التي اكتسبها أجدادنا منذ مئات السنين واستطاعوا بها أن يحافظوا على بيئتهم سليمة معافاة ولم تظهر تلك المشكلات البيئية إلا بتقادم الاجيال الحاضرة وغياب تلك المعرفة عن الابناء أحياناً نتيجة التسارع السكاني فلا نجد من يهتم بنقل تلك المعرفة إلى الأبناء وهكذا تضيع المعرفة عبر الاجيال لأنه لا يوجد من يدونها ويهتم بنقلها للأجيال القادمة وهنا يجب اتخاذ خطوات حثيثة لدراسة الوضع في المحميات وتدوين كل ما يملكه الاجداد من خزينة معرفية وبالتالي استعمالها كمفاتيح توعوية يجب ان يتلقاها بل ويتعلمها الصغار..
* كتاب التربية البيئية للاستاذ الدكتور ابراهيم عصمت مطاوع، دراسة نظرية تطبيقية.
خصوصية التعليم البيئي في اليمن
2006-08-16