أحرز نوفاك دجوكوفيتش لقب بطولة أمريكا المفتوحة للتنس نسخة 2023، بعد تغلبّه على المصنّف الثالث عالميًا، الروسي دانييل ميدفيديف بواقع ثلاث مجموعات مقابل لا شيء.
النجم الصربي ثأر لخسارته نهائي نفس البطولة قبل عامين، حين هزمه ميدفيديف بنفس النتيجة؛ حارمًا إيّاه من تحقيق جملة من الأرقام القياسيّة، أهمّها الفوز بجميع البطولات الأربعة الكبرى في ذات الموسم، كإنجاز غير مسبوق في العصر المفتوح للعبة.
وبتحقيقه للبطولة الرابعة والعشرين على مستوى بطولات الجراند سلام، عزّز نوفاك رقمه القياسي مبتعداً بفارق لقبين عن أقرب ملاحقيه، الإسباني رافائيل نادال.
اللاعب الصربي بدأ المباراة بتصميم على حسم المجموعة الأولى مبكّراً، فكان له ما أراد.
كسب نوفاك الثلاثة الأشواط الأولى من المجموعة ليتقدّم على الروسي بأفضلية الكسر.
وفي الشوط الرابع، كسب الروسي أول أشواطه بعد نجاحه في الحفاظ على شوط إرساله.
استمر كل اللاعبين بتحقيق شوط الإرسال، وبصلابة في التبادلات الطويلة، حسم نوفاك المجموعة الأولى لصالحه بنتيجة 6-3.
المجموعة الثانية شهدت نديّة عالية من كلا اللاعبين، وتنافس أمتع الجمهور في ملعب المباراة، ملعب أرثر آش، وكذا المتابعين من خلف الشاشات.
وعلى عكس مجريات المجموعة الأولى، حضرت صلابة الروسي في التبادلات الطويلة، مقابل إرهاق بدني عاناه اللاعب الصربي كاد يكلّفه خسارة المجموعة، لولا حضور فعالية إرساله الأول الذي أنقذه من خسارة شوط الإرسال غير مرة.
حاول ميدفيديف استغلال حالة نوفاك البدنية بإطالة أمد التبادلات، فأحرز بذلك نجاحاً نسبياً، إلا أنه لم يحقق الاستفادة القصوى بسبب عدم قدرته على توزيع الكرات في زوايا مختلفة من الملعب لتحريك اللاعب الصربي.
في المقابل، انتهج نوفاك أسلوباً واضحاً على شوط إرساله، تمثّل بوضع إرسال أوّل قوي يتبعه صعود على الشبكة لاستغلال تمركز ميدفيديف البعيد عن الخط الخلفي للملعب في حالة استقبال الإرسال.
وبذلك، وجد كلا اللاعبين صعوبات في حسم شوط الإرسال، إلا أن أيٍ منهما لم يتمكّن من كسر إرسال الآخر، ليحتكم اللاعبان إلى شوط فكّ الإرتباط.
في شوط كسر التعادل، استمرت المنافسة الشائقة، وحضرت النقاط الماراثونية التي استعرض فيها اللاعبان مهاراتهما دفاعاً وهجوماً.
وبخطأ سهل على إرساله، خسر ميدفيديف شوط كسر التعادل، ليحقق نوفاك المجموعة الثانية في المباراة ويقترب من إنهاء الأمور لصالحه.
في المجموعة الثالثة، ظهر الروسي مستسلمًا يائسًا، فخسر شوط إرساله مرّات عديدة.
في المقابل، مستوى نوفاك كان ثابتًا، وحضوره الذهني، مثل العادة، مذهل.
حسم الصربي المجموعة لصالحه بنتيحة 6-3؛ محرزاً بذلك فوزاً مستحقًا واصل به حفر اسمه بعمق في سجلّات رياضة التنس، باعتباره رجل الأرقام القياسية الأوّل، وصاحب المسيرة الأكمل من بين كل ممارسي اللعبة على المستوى الإحترافي.
نهائي فردي السيدات
البيلّاروسية أرينا سابلينكا(فرانس24)
على الجانب الآخر، شهد نهائي السيدات قدراً أكبر من الإثارة والندّية، خلال مجريات اللقاء الذي جمع صاحبة الأرض والجمهور، المصنّفة السادسة على العالم قبل بداية البطولة، الأمريكية كوكو غوف، بالمصنّفة الأولى على العالم بداية من يوم الإثنين القادم (موعد صدور القائمة المحدّثة للتصنيف العالمي للاعبي ولاعبات التنس) البيلّاروسية أرينا سابلينكا، حاملة لقب بطولة أستراليا المفتوحة مطلع العام الجاري.
الأمريكية غوف أبرزت قدرات عالية في الدفاع من عمق الملعب، والاستماتة لكسب كل نقطة خلال مجريات اللقاء؛ ما مكّنها من الصمود في وجه الكرات الصاروخية التي تتميز بإطلاقها اللاعبة البيلّاروسية.
المجموعة الأولى شهدت تقلّبات منذ مطلعها؛ إذ تقدّمت سابلينكا بشوطين مقابل لا شيء، منتهجة أسلوبها الهجومي البارع ومستفيدة من غياب الإرسال الأول لمنافستها.
ثم انقلب الحال كلّياً، لتعود اللاعبة الأمريكية في نتيجة المباراة معادلةً النتيجة، شوطان لكل لاعبة، بعد جملة من الأخطاء المباشرة ارتكبتها اللاعبة البيلاروسية.
سابلينكا عادت مرة أخرى لتقدّم مستويات مذهلة، وبهجوم كاسح كسبت البيلّاروسبة أربعة أشواط متتالية؛ لتتمكن من حسم المجموعة الأولى لصالحها بنتيجة 6-2.
بداية المجموعة الثانية شهدت تنافساً محموماً؛ إذ فازت كل لاعبة بشوط إرسالها بصعوبة، إلى أن تمكنت غوف من كسر إرسال منافستها لتتقدم في نتيجة المجموعة بنتيجة 3-1.
بعدها، حافظت كل لاعبة على شوط الإرسال، وبعرض رائع، تمكّنت الأمريكية من اختتام المجموعة الثانية لصالحها بواقع 6-3؛ معادلةً نتيجة المباراة، مجموعة لكل لاعبة.
في المجموعة الثالثة، استسلمت سابلينكا أمام القدرات الدفاعية الصلبة للاعبة الأمريكية، كما انهارت تحت ضغط جماهير ملعب المباراة الذي ساند مواطنته غوف.
مستفيدة من العوامل السابقة، وبفضل مستواها الذي أخذ يتصاعد خلال مجريات اللقاء، تقدّمت غوف بأربعة أشواط مقابل لا شيء لمنافستها.
حاولت البيلاروسية العودة في نتيجة المباراة، فكسبت شوطين متتاليين قلّصت بهما نتيجةالمجموعة إلى 4-2.
محاولة سابلينكا للاستدراك قابلتها ثقة عالية ومستوى ثابت عند الأمريكية، التي أحرزت شوطين متتالين حسمت بهما المجموعة لصالحها بنتيجة 6-2؛ لتحرز غوف بذلك نصراً مستحقاً بواقع مجموعتين مقابل مجموعة لمنافستها سابلينكا.
بهذا الفوز، حققت الأمريكية، صاحبة التسعة عشر ربيعاً، باكورة ألقابها على مستوى بطولات الجراند سلام، على أرضها وبين جماهيرها.