نحو تعليم بيئي مستدام - رجاء عُلاية*
من القلب إلى العقل إلى اليد في فترة التدريب التي حضرتها في المانيا الاتحادية، اخترت موضوع التعليم البيئي ليكون موضوع بحثي النهائي في مدة التدريب ومن خلال زيارتي الميدانية لأكثر من اثنين من مراكز التعليم البيئي في المانيا. كانت المسؤولات عن هذه المراكز يرددن هذه العبارة على مسامعي، أنهم يعلمون اطفالهم بإخلاص شديد ينبع من قلوبهم فيصل إلى عقل الطفل، هذا في المراحل الأولى من عمر الطفل ثم يترجم هذا الاحساس إلى فعل باليد عند الكبر، يأخذون اطفالهم إلى الطبيعة بعيداً عن اجواء المدينة يجعلونهم يشعرون بالطبيعة عن طريق الحواس الخمس، فالطفل يرسم ما يرى ويصف ما يسمع ثم تأتي فكرة الربط بين مكونات الطبيعة والعلاقات الطبيعية المتبادلة بين الأحياء وهنا تتبلور الفكرة الأولى في عقل الطفل عن البيئة، هذا على مستوى أطفال الحضانة، ثم ينشأ الطفل على مفاهيم بيئية بسيطة قد لاتتعدى فكرة أن يتعلم الطفل في المراحل الاولى من حياته، فمثلاً يرى الورود فلا يحاول قطفها «الفكرة بسيطة» لا تتعدى عقليته البسيطة في إداركه الاولي لما حوله من مخلوقات وأهمية الحفاظ على هذه المخلوقات والارتباط النفسي «لدى الطفل» بأهمية الجمال وأنه ينبع من الحفاظ على مكونات الطبيعة كما هي دون المساس بهذه الانظمة. ثم الفكرة الاخرى: «لا ترم الفضلات، إلا في الأماكن المخصصة لها»، يدرك الطفل هنا أهمية النظافة والحفاظ على محيطه خال من أي ملوثات قد يسببها البشر. وهكذا نرى هذه المفاهيم البسيطة التي بإمكان اي مجتمع متحضر أن يغذي بها عقل اطفاله الذين هم حملة شعلة المستقبل والمسؤولون عن تحمل أي أعباء قد تصدر عن ملوثات قام بها اسلافهم، فالاطفال هم ادوات التغيير في المجتمعات المتحضرة وهم الإدارة الاولى نحو تنمية مستدامة.
* وزارة المياه البيئة
نحو تعليم بيئي مستدام
2006-07-26