تمهل «سامي» فالوطن بلا هوية! - احمد زيد
من المؤكد أن أول قضية عرفتها الانسانية كانت الحقد، إذ قتل أحدهم الآخر (قابيل وهابيل) إذاً لا غرابة بأن يتشابه العرب في الانتقام، وأنه لا فرق بين القبيلي «أحمد الحبيشي» والحداثي رئيس مجلس إدارة 14 أكتوبر. وعلى أنه لكل شخصية اعتبارية، مكانة وطنية، ووضع كيفما كان!! فإنه لا يحق لعقلي الذي شغله رئيس مجلس إدارة الجمهورية, الأستاذ/ سمير اليوسفي، بارتباط يومي في كتابة عمود «ذاكرة المنسي»، والذي يعنى بذكر الأحق ذكرهم من رياضيي زمان. أعتقد أنه لا يحق لي النظر إلى أين يأخذ الأستاذ الحبيشي ملحقه الرياضي! لكن الأكيد أيضاً أنه يحق لي الشعور بالألم والأسى تجاه ما تعرض له القلم الأنيق جداً، من انكسارات لصيحة الإبداع.
في طريق التألق بأرض الله، نسمع عن أناس التقوا مع الإبداع، لكنهم لم يتأثروا أو يفرملوا، بل توسعت مجالات انتصاراتهم، وازدادوا تقدماً نحو ترميم مستقبلهم الوظيفي، وبلا مطبات يصنعها قاداتهم من مواقع العمل.
أقرب الظن أنه لا علاقة لطريقة التفكير المختلف تماماً ومنصب الأستاذ القدير «أحمد الحبيشي» مع المبدع «سامي الكاف» الذي يشهد القارئ العادي قبل العارفين بعلوم وفنون الصحافة، على أنه وفي مدة معلومة أمد صحيفته بغذاء كتابي متفرد الطرح والبطح لمن أساءوا للوطن من بوابة الرياضة، أنا هنا لا أقف مغلطاً إنسانية الاستاذ في مدرسته 14 أكتوبر، لكنني أتساءل: هل الحياة متقدمة في عيني الأستاذ أحمد؟
إذا كانت كذلك، لماذا يرتكب الكبير فينا غلطة ستحسب عليه في قادم أيامه؟ وأنه ينبغي على قامة بحجم «الحبيشي». ألا يحجز نفسه في مقدمة المكانة المرموقة التي وصل إليها، ليرى من برجه العالي كل ما قدمه «سامي» على أنه قبيح فقط لأنه (...) من حق التلاميذ على الاستاذ مطالبته بتخيل تخلف الماضي وتصور وتطور الحاضر، لتشهد عيون الأجيال القادمة بأنهم نقلوا خبراتهم، وليس خُبرهم عرض الصحف.
الضوء في الغالب يكون دافئاً، كما إن الشعاع الذي كان يصدر من تحت أنامل «سامي الكاف» يبدو أنه لم يصل قلب الاستاذ رئيس مجلس إدارة 14 أكتوبر، والذي على الأرجح في تعاطيه مع ملحق 14 أكتوبر يبدو جداً بارداً، بل الواضح أنه لا يهتم للنجاحات التي جعلتها تتفوق في سباقات سوق الإصدارات الرياضية.
بإقصاء «سامي» وللمرة الثانية من نقطة الضوء التي كانت تمثل الدفئ في قارب أبناء المدينة الحامية جداً بسبب البحر المحيط بها، بهكذا إقصاء تكون عدن خسرت أحد المتفوقين إعلامياً.
وحول المساحة المتاحة في عيني صاحب صحيفة «14اكتوبر» لو أرجعنا الأمر أو الحكم لتقديره الشخصي، باعتباره صاحب القول الفصل، فإن بروجاً شاسعة لقطاعات الدولة ستستمر فقط لتطال الوطنيين في سياسيات إقصاء وتجميد المبدعين، وبقرارات رسمية تحركها قانونية مناصبهم العليا.
يقول الإنسان المبدع الزميل صلاح صالح قعشة، إن العلاقات الانسانية في هكذا وطن باتت مضروبة، وأنه بمجرد موقف بإمكان مسؤولك المباشر نسف كل إنسانيتك الماضية، وعلاوه، على ذلك فإنه يلحق الوطنية فقط باسمه، وأنه لا مكان لغير الوطنيين في وطن بلا هوية.
إلى «سامي» تمهل، فأجمل وطن كان.... غداً...!
تمهل «سامي» فالوطن بلا هوية!
2007-06-21