نحو خلق بيئة رياضية.. تحديات مستقبلية على رأس هرم الوزارة - أحمد زيد
في عالم الناطقين هناك نوعان من الأشرار: أناس يقومون بفعل الشر، وآخرون يرون الشر ولا يوقفونه. طبعاً السيد وزير الشباب والرياضة السابق لم يكن الشر المطلق، لكنه بالمقابل لم يوقف الشر على الرياضة، صحيح لكل منا أسراره وخطاياه، لذلك لابد وأن نلتمس له خطاياه لأنه بالتأكيد كانت له مبرراته، عموماً بكل قواه رحل الوزير الأكوع وذهبت شمسه، مع ذلك ظل دفء الوزارة الرياضية منبثقاً من أشعة شمس الحزب الحاكم التي خلفت في تشكيلتها الحكومية الجديدة وزيراً رياضياً جديداً قادماً من حقيبة الأوقاف التي شغرها لأكثر من عام، وهو الذي سبق وأن تولى وكيلاً أولاً للوزارة الشبابية والتي نصبت لهذا الموقع الرئيس السابق للقطاع الشبابي في المؤتمر الشعبي العام.
عموماً ما نود قوله هنا، إنه وما إذا أراد الوزير الجديد (حمود عباد) النظر إلى غدٍ أفضل لابد وأن تكون الرياضة في قلبه قبل عينيه، وبالأخص إنه اعتلى هرم قطاع الشباب، بل ولأن الرياضة هي الوسيلة المقبولة اجتماعياً لدى عامة الناس، وبخاصة أنها –أي الرياضة- تعمل على تفريغ الكبت عند الشباب، وإلى جانب مشاعر المعاناة والتوتر الذي ينجم عن ضغط الحياة الإجتماعية والتي بدورها تسبب البؤس لحياة اليمنيين، ما يجعل غالبيتهم لا يهتم بالشأن الرياضي..
ومن المهم النظر بجدية إلى أن الوزير الجديد يواجه عدة قضايا هامة وحساسة، وعليه معاينتها عن قرب، ففي قضية الإدارة مطلوب من السيد (عباد) رسم إستراتيجية وخطة عمل للمدى الطويل، على أن يتدارسها من هم مقربون من فهم الواقع الرياضي، وأن تتضمن خطة العمل مناقشة الإشكالات الإدارية للأندية وكذا الوقوف عند تراجع عمل الاتحادات وبخاصة بعض الاتحادات (المشخصنة) والمهم من ذلك كله ألا يقع الوزير ومعاونوه في خطأ التدخل في اختصاصات الاتحادات، وبخاصة بعد إسناد المهام، فقط مطلوب المتابعة ومراقبة الإجراءات ومحاسبة من يتلبسون بالخطأ، على أن تنصب الاهتمامات في إيجاد حلول ناجعة لتطوير عمل مكاتب الشباب والرياضة بالمحافظات، مع مراجعة تفويت (الديمومة) لمكاتب الفروع التي لا تخدم الوسط الرياضي، طالما وأن الزمن الفائت غاب فيه كثير من خدمات كان يفترض بأن تقدمها مكاتب الوزارة في المحافظات للقطاع الشبابي، والتي تأتي على قمتها أنشطة الناشئين والبراعم، التي تكاد تكون غائبة في أغلب المحافظات.
- أولويات رياضية يجب مراعاتها منها مثلاً: الإهتمام الجاد، الذي يجب أن يكون على الواقع لا على الورق، بالبنى التحتية، والتي تشكل أهم مرتكز لقوام الرياضة، وبخاصة أننا لا نمتلك الأكاديميات الرياضية، ومدارس تأهيل وصقل مواهب الصغار.
- التركيز على مصالحة الضمير الحي الشخصي عند مسؤولي وعقال الرياضة، ومنهم كذلك قادة الرأي (الإعلاميين) الذين يجب تأهيلهم مهنياً، دون محاباة أو فرض شخوص مقربة من مركز القرار، إلى جانب أهمية إعادة النظر في الخلل الذي أصاب كيان الإعلام الرياضي.
- تصحيح خرجيات صندوق النشء بما يخدم الشباب والنشء المستهدف الفعلي من تمويل هذا الصندوق.
- الاهتمام بالواقع الحقيقي لإعداد الأبطال الأولمبيين فالكوادر الفردية تكاد تكون ملئا في مدننا وأهمها عروس البحر الأحمر التي تحتفظ تحت رمالها بأبطال أولمبيين في معظم ألعاب الظل، والتي تجسدها مهرجانات الحسينية، التي أبقت مدينة "الحديدة" كمنجم بشري لا ينضب بعد أن فرَّخ أبطالاً هم بحاجة فقط إلى من يتبناهم ويلتقطهم لصقل مواهبهم، وإعدادهم بما يمتلكون من قدرات عالية المهارة.
- أما عن أهم عمل مستقبلي للوزارة ولجنة خليجي (20) أتمنى على سيادة الوزير الجديد قراءة ملحق الثورة الرياضي وبتمعن في كل ما خطه قلم الأستاذ/ شوقي اليوسفي، ولا تعليق أكثر.
نحو خلق بيئة رياضية.. تحديات مستقبلية على رأس هرم الوزارة
2007-04-26