واثق شاذلي أول يمني يتبوأ مركزًا مرموقًا في الاتحاد العام للصحفيين العرب. فقد كان رئيسًا لأول لجنة تحضيرية في عدن عام 1972، ومَثَّلَ الصحفيين في اجتماع اتحاد الصحفيين العرب في بغداد.

كان سامي المنيس -نقيب الصحفيين الكويتيين، ونائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب- كلما نلتقي -وكثيرًا ما نلتقي- يسألني عن واثق شاذلي.

في المؤتمر العام الأول لمنظمة الصحفيين الديمقراطيين في مايو 1976؛ أي بعد بضعة أيام من مؤتمر جمعية الصحفيين اليمنيين في صنعاء، حضرنا كممثلين للجمعية الصحفية: النقيب عبدالله الوصابي، وحسن العلفي، وأنا.

في قاعة المؤتمر جلسنا في المؤخرة كضيوف. رفض النقيب الحضور لهذا الوضع، وتضامنًا مع عمر الجاوي، وسعيد الجناحي اللذين رفضا الحضور، أو منعا منه.

عندما انتخب واثق شاذلي ورضية شمشير، كان الجاوي مبتهجًا بالنتيجة، وفرحًا بانتخاب واثق ورضية باعتبارهما مستقلين، ومهنيين حقيقيين.

انتخب واثق في مؤتمرات المنظمة، وتبوأ موقع مسؤول الثقافة والإعلام. كان الطابع الحزبي صارمًا في انتخاب قيادة المنظمة؛ فالحزب (التنظيم السياسي) حينها يعتبر النقابة ذرًاعا من أذرع الحزب، والاحتياطي النشط، والمدرسة الحزبية.

واثق أحمد شاذلي من مؤسسي وقادة صحافة ثورة الرابع من أكتوبر؛ فهو من مؤسسي صحيفة "14 أكتوبر"؛ الصحيفة اليومية الحكومية، والصادرة بعد الاستقلال مباشرة 19/1/1968، وقد تولى مسؤولية نائب رئيس المؤسسة.

عمل ونشاط هذا الكفء والنزيه الدؤوب والمثابر موزع على العديد من المواقع الصحفية؛ فقد كان مديرًا لقسم الأخبار في إذاعة عدن، ونائبًا لمدير عام أنباء عدن. على مدى ما يقرب من نصف قرن، كان واثق في قلب معركة الصحافة؛ فإضافةً إلى تبوئه مواقع عديدة في الصحافة: الإذاعة، صحيفة "14 أكتوبر"، ووكالة أنباء عدن، كان في رأس التأسيس للعمل النقابي الصحافي؛ فهو أول ممثل للصحافة اليمنية شمالًا وجنوبًا في الاتحاد العام للصحفيين العرب.

في المؤتمر العام التوحيدي في صنعاء، 7 يونيو 1990، انتخب واثق شاذلي عضو لجنة تنفيذية ليكون مسؤولًا ماليًا في الأمانة العامة للنقابة الموحدة، وقبلها أيضًا كان واثق في اللجنة التحضيرية للمؤتمر التوحيدي، وعمليًا في النقابة الواحدة كان واثق مسؤول المقر، ومسؤول العمل اليومي المداوم في النقابة كمتفرغ، وقد مثل النقابة إلى جانب الأمين العام ياسين المسعودي، ومحبوب علي، مسؤول العلاقات الخارجية، في مؤتمر منظمة الصحفيين العالمية في موزنبيق.

سيرة حياة هذا الصحفي الكفء والقدير سيرة بذل وعطاء وكفاح، وقد حافظ على الاستقلالية، واحترام المهنة، والوفاء لها، وقد دافع عن النقابة بشرف وإخلاص واستقامة.

لم يكن من المحبين للتباهي أو الظهور، ولم يرهن قلمه أو موقفه للحكم في الجنوب والشمال.

كثيرًا ما يطلب منه تدوين سيرته، ولكنه يرفض، وقد اعتمدت -إلى جانب معرفتي بالزميل العزيز، والذي تعلمت منه الكثير- واستفدت مما كتبته الصحفية المرموقة ضياء السروري.

عقب حرب 1994 ضد الجنوب والحزب الاشتراكي، كان نظام علي عبدالله صالح يضغط على النقابة لفصل الزملاء الصحفيين الذين نجوا بحياتهم خارج اليمن؛ لفصلهم؛ باعتبارهم انفصاليين، ولكن قيادة النقابة، ومنهم الزميل واثق أحمد شاذلي، رفضوا فصل زملائهم أعضاء المجلس التنفيذي والأمانة العامة، ومنهم الزملاء: محمد قاسم نعمان، رئيس تحرير "صوت العمال"، وعبدالباسط السروري، وعمر باوزير، ومحمود ثابت، وآخرون.

في مؤتمر منظمة الصحفيين العالمية انتخبت النقابة اليمنية، وللمرة الأولى، نائبًا لرئيس منظمة الصحفيين العالمية.

دافع واثق -ولايزال- عن مقر النقابة الصحفية في عدن. يرقد واثق شاذلي الزميل الصحفي المؤسس والقيادي في صحافة الثورة اليمنية، والقيادي المؤسس للعمل النقابي الصحافي، يرقد معانيًا من متاعب صحية، ولكنه ممسك بجمرة متاعب المهنة الصحفية التي أخلص لها، ووهبها ريعان شبابه، وأزهى سنوات عمره.

التحية والإكبار والإعزاز لرمز من رموز الصحافة والتأسيس النقابي واثق أحمد شاذلي، وله الصحة والمجد.