حضرموت والمحليات - محسن العمودي
لم يكن مفاجئا النتيجة التي تمخضت عنها انتخابات المجالس المحلية بمحافظة حضرموت وتحديدا في معظم مدنها الرئيسية، فسوء اختيار فرع الحاكم وتسرعه في انتقاء العناصر الجديرة بتمثيله كانت نتيجته واضحة ومرئية للعيان، فالبعض من أبناء المحافظة، وقد نصب نفسه ممثلا شرعيا ووحيدا لها، قد صور الأمر للمعنيين بأن الطريق معبدة له ولمن زكاه أو تبناه، وبأنه أي المزكي جدير بالحظوة التي حازها وان كانت بتقارير الخداع والتدليس وبلاغة اللسان وإن حاد عن الصواب، فكانت النتيجة محصلة طبيعية لاستياء المواطن الحضرمي من أمثال هؤلاء ونتيجة طبيعية لتردي الخدمات وأهمها الانطفاء المتواصل للكهرباء في موسم انتخابي هام بشقيه الرئاسي والمحلي، عدا عن انتهازية البعض واستغلال ما تبقى من فترته الزمنية في المحلية أو البرلمانية بالنهب السريع ومحاولات الإثراء حتى وان تحققت على حساب المديرية أو الدائرة ككل فما بالنا بالمحافظة والوطن.
وعلى الفائزين أن يدركوا أن نجاحهم وإن قد تحقق فهو أولا نتاج الاستياء من الآخر وليس حبا أو ولاء لهم، وان مهمتهم بالتالي أضحت أكثر صعوبة وتعقيداً نتيجة الموروث الكبير من السلبيات التي خلفها ذلك الآخر.
تبقى نقاط ايجابية كمحصلة للعملية الانتخابية برمتها، تمثلت بفوز كثير من مرشحي الحاكم رغم محاولات الإقصاء والتهميش التي مورست بحقهم، إلا أن فوزهم كان أولا نتيجة لسمعتهم الشخصية كأفراد أو لمكانتهم الأسرية والقبلية في مناطقهم.
وختاما يبقى البرنامج الانتخابي للرئيس والذي وعد بتحقيقه قبيل انتخابه وكرر التذكير به عقب فوزه وفي أكثر من لقاء وأمسية رمضانية محل انتظار الناس وحجر آمالهم وطموحاتهم مدركين بفطرتهم أن إمكانات اليمن في الوقت الراهن، وإن كانت محدودة وموارده ضعيفة وتحدياته كبيرة تبقى آفاق تطوره محكومة بالاستخدام الأمثل والرشيد لتلك الموارد والتوظيف المتوازن في مشروع نهضوي متكامل لجميع طاقات وأفراد المجتمع وقواه السياسية والمجتمعية من خلال الآتي:
تبني برنامج وطني شامل يؤهل اليمن بكل مكوناته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية ليكون شريكا قادرا على تحمل مسؤولياته تجاه احتياجات العصر ومتطلبات عالم لا يحترم إلا القادرين على إنتاج قيم الحضارة العصرية. وهذا يتطلب تغييرا شاملا في كل مناحي حياتنا، والعمل من أجل أن يكون اليمن شريكا فاعلا مع جيرانه ومع محيطه الإقليمي والدولي ووفيا لكل التزاماته وفي صدارتها الالتزام الصارم بحقوق الإنسان.
وتبقى المحليات بشكلها الحالي القابل للتطور والتوسع محل إقبال المواطن ومصدر أمله بالمشاركة الفاعلة في إحداث ما ينشده من تغيير.
angalhMail
حضرموت والمحليات
2006-10-06