صنعاء 19C امطار خفيفة

جونتر أورت

2024-05-03
جونتر أورت
هذا اسم مستشرق ألماني، وأفضِّل كتابة حرف ج بدلًا عن حرف غ في كتابات بعض التراجم العربية لحرف G.
جمعتني به صداقة عابرة حين أقام عندنا في اليمن.. كان ذلك قبل عقدين من الزمن حين كان يحضر لدراسة الأدب اليمني، وأصدر عنها الكتاب الذي التقطت هنا صورته بجانب بطاقة بريدية بعثها لي وكتب عليها إهداء جميل بقلمه (في الصورة غلاف الكتاب الذي أهداني إياه، وصورته مع صورتين للبطاقة البريدية هنا).
كتاب مهداة من جونتر أورت للكاتب(الصورة من إرشيف الكاتب) كتاب مهداة من جونتر أورت للكاتب(الصورة من إرشيف الكاتب)
كان ذلك الأمر قد غاب عن ذهني حتى شاهدته في حوار على قناة "DW عربية".. في الكتاب المصور هنا، وهو بالألمانية التي لا أعرف منها شيئًا يذكر منذ فشلت عن تعلمها في بواكير عمري حين كنت متيمًا بأخبار ونتائج الحرب العالمية الثانية وأفلامها.. في الكتاب تناول أورت بالنقد والتحليل عددًا من الأعمال الأدبية اليمنية لمحمد عبدالولي، وأحمد محفوظ عمر، وعز الدين سعيد أحمد، ونبيلة الزبير.. وأفرد في آخر الكتاب فصلًا ترجم فيه روايتي "السمار الثلاثة" من ص66 وإلى ص 137.. في البرنامج الذي شاهدته فيه قدموه كمترجم للغة العربية مرموق، وكان قد ترجم لرؤساء وملوك ووزراء الخ.. منهم علي عبدالله صالح، والملك السعودي عبدالله وغيرهما.
في فترة تعارفنا خلال زيارته لعدن، كنت ألقاه في مكان سمري الأثير قدام فندق البحر الأحمر بكريتر، والذي يفضل الإقامة فيه.. ونتعشى معًا أيام عز البحر الأحمر، الدجاج المحمر مع المكرونة، بصحبة سلاطات العم علي المخصوص بالجبنة والبيتروت مع البنجر والفجل الأحمر!
قال جونتر إنه أحب عدن في كريتر طوال فترة تنقله بين عدن وصنعاء، وجمع أبحاثه ودراساته.. وحتى ذلك الحين لم يكن قد نشر بعد كتابه الظاهر في الصورة.. عندما يتحدث اللغة العربية بلهجة الشام السورية بالتحديد، لا تكاد تصدق أن هذا رجل من غير العرب السوريين، ولا غرابة في ذلك، فقد درس وعاش في دمشق، وتزوج أيضًا من هناك امرأة سورية فاضلة كانت خير عون ورفيق له.
وسافر.. وافتتح في برلين مركزًا للترجمة.. وهو في الأساس من أسرة بافارية كبيرة.. وعندما رجع إلينا في اليمن، ونزل إلى عدن بعد غيبة سنتين، اصطحب معه زوجته الدمشقية واثنين من أولاده، وأقاموا في فندق جولد مور التواهي (شيراتون بعد ذلك). اتصل بي من هناك عصر ذات يوم، وطلب أن يراني ليقدم لي هدية.. والتقينا.. قدم لي هذا الكتاب الذي بدأت الحديث عنه. كان الولدان يسبحان في بركة الفندق.. وصافحتني زوجته السورية وهي تقول: أنا التي اكتشفتك! قرأت روايتك قبل زوجي، وأعجبتني، فلفت نظره إليها.. وأعجبته بدوره، فقرر أن يتناولها بالبحث والتعليق، وترجمها في هذا الكتاب الذي أهداك إياه! بالطبع أسعدني كلامها وروحها الطيبة وودها الدمشقي الحبيب.
ما أكثر وأسرع مرور الأيام علينا يا خليج جولد مور.. وما أوفى عباراتك يا أورت وأنت تعبر عن حزنك النبيل على ما آلت إليه أحوال اليمن، كما أشرت في لقائك مع القناة الألمانية.. وحزنك الشامل على أحوال العرب في شرقهم الأوسط الذي تتناهشه أنياب الطامعين من كل حدب وصوب.. وتقبل مني أنت وأسرتك الكريمة وإخوتك الكثار أرق تحية وأجمل التمنيات.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً