صنعاء 19C امطار خفيفة

أول بيت!

أول بيت سكنه المساح، صنعاء (الصورة من ارشيف الكاتب) أول بيت سكنه المساح، صنعاء (الصورة من ارشيف الكاتب)

قادني وذهب بي الشجن إلى أيام الأيام..
عند العاشرة امتطيت خيلي، وذهبت إلى حيث البداية الأولى..
هناك كنا..
هناك أول بيت للمساح
هناك أمامه مطعم العزعزي الذي أصبح الآن بابًا مغلقًا وذكريات تسكن أرواحنا
وبيت صغير على جدرانه بقايا شخبطات تحكي الحلم الذي كان يكبر كل يوم بوطن آخر، وطن يكون واحة إليها نحج كلما لاح خيال المستقبل...
من ذلك الزقاق الطويل كنا نمر... وإلى ذلك الديوان ننتهي، إليه جاءت اليمن كلها:
هيثم الحضراني بابتسامته التي لا تنتهي، أتى من الكويت..

مطعم العزعزي،صنعاء(الصورة من إرشيف الكاتب) مطعم العزعزي،صنعاء(الصورة من إرشيف الكاتب)

محسن الرداعي بألمه، يحضر كل لحظة، إذا داهمه ألم "القرحة" وجدته يصرخ:
يا ابن الكلب..
فأفهم أنني المقصود
أهب واقفًا ويده على بطنه..
هيا، وإلى الشارع ننزل..
يركب على خيله الناري كما يسميه هوندا 90 CC، أعطته إياه الجمعية الاستهلاكية لموظفي الدولة...
ننطلق نحو عَصِر التي كانت يومها بعيدة عن صنعاء.. وطوال الطريق وأنا أغني له "وطريقك مسدود يا ولدي"...
عبده العزعزي كان هنا، وكلما يغضب من علي الحمادي، ألتقيه، أساله:
أين علي الحمادي؟

الزقاق الذي كان يوجد فيه سلم نصعد من خلاله الى الطابق الثاني(من إرشيف الكاتب) الزقاق الذي كان يوجد فيه سلم نصعد من خلاله الى الطابق الثاني(من إرشيف الكاتب)

يشيح بوجهه ويده توحي بما يقول ويردد:
"الحمادي في قصر مرصود"!
نعود، لينسى ما تبقى من ألم، يلجأ الرداعي إلى ريشته، فيرسم حتى يغيب عنا..
الصائدي، خرج من القلعة، هو هنا في البيت
علي حسن أتى قادمًا أو هاربًا من عدن، هو هنا..
عبدالله فتيني مر من هنا
سعيد وعلي عبدالفتاح
وكم وكم
تركنا آثارنا في ذلك البيت
وإذا أتينا طفارى جائعين، العزعزي موجود يسجل على حساب المساح حتى آخر الشهر...
ومن ذلك البيت ذهبنا إلى الثاني الذي يمتلكه أحد

بيت علي عبد الله صالح وشقيقه محمد القديم(الصورة من إرشيف الكاتب) بيت علي عبد الله صالح وشقيقه محمد القديم(الصورة من إرشيف الكاتب)

الجنود المصريين، من تزوج هنا وبقي، وله مع المساح حكايات وحكايات، وفيه كاد المساح أن يفقد حياته في ليلة دهماء، بسبب الحريق، فقد كانت الكهرباء مقطوعة، ووضعوا الشمعة فوق المسجلة، خرج الوهاس، وترك الباب مفتوحًا، وذلك ما أنقذ المساح، إذ وصلت رائحة البلاستيك إلى الجيران... وإلى بيت خال الوهاس انتقلنا، وفي جعبتي ذكريات حميمة كثيرة، ثم إلى بيت بيت الشائف، وكنت قد تزوجت، فلم تختزن الذاكرة شيئًا...
هذا الصباح تجولت في تلك الشوارع في الصافية، واستعدت جزءًا كبيرًا من نفسي..
"""""""""""""""
صورة رقم 1: الزقاق الذي في منتصفه نصعد إلى الطابق الثاني، لم يعد السلم موجودًا..
صورة رقم 2: مطعم العزعزي
صورة رقم 3: أول بيت في الصافية
صورة رقم 4: بيت علي عبدالله صالح ومحمد عبدالله صالح القديم

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً