فكرتنا ومشروعنا، هو دعوة الى الخير، ودعوة الى التصحيح، على كافة المستويات، الباب مفتوح امام الجميع، دون استثناء، ودون تمييز أو عنصرية أو مناطقية، لان عمل من هذا النوع يأتي في هذا الوضع المهم والمناسب، هو ضرورة وطنية وانسانية قبل كل شي، يعتمد على الايمان بالفكرة والاهداف، ويعتمد على روح المبادرة والشجاعة..
نحن لسنا ملائكة نحن أيضا بشر لا ندعي الكمال؛ لان الكمال لله وحده سبحانه وتعالى، ولكننا بادرنا، ألقينا حجرًا في البحيرة الاسنة والراكدة، لعلها تحرك القلوب والنفوس الحية، وتفتح نوافذ وابواب الأمل امام الناس بإمكانية التصحيح، وتغيير الاوضاع، كلا من مكانه وموقعه وما تتيحه لهم الظروف، فالله لا يكلف نفسا الا وسعها.
التجارب السابقة المريرة والصعبة، علينا أن نستفيد منها جيدًا للانطلاق صوب عملنا ونشاطنا الجديد، دون تردد أو جبن أو خوف. التحديات كبيرة لكنها تزول مع الهمة العالية والمثابرة والاستمرارية.
من يقول انه مسيطر على الوضع ويتحكم بالأزمات، فهو يكذب، لقد قالت الانظمة والقيادات الدكتاتورية من قبل مثل هذا الكلام، ثم انفرط عليها العقد بالكامل، واصبحت في خبر كان، وصار بالأوطان والدول ما صار. لأنهم لم يخلصوا من اجل بناء دولة تحمي نفسها وشعبها، وإنما اقاموا سلطة وجيوش ضنا منهم انها ستحمي الفرد والعائلة والشلل المنتفعة والفاسدة، لكنها قطعًا لم توفر لهم الحماية المطلوبة، عندما حانت لحظة الجد والمواجهة مع الشعوب.
سيبارك الله خطواتنا، وسيدعمها الناس الطيبين والخيرين من الداخل والخارج، لأن انهيار الاوضاع لا سمح الله لن تمسنا لوحدنا وان كنا أكبر المتضررين، ولكنها أيضا ستمس الجوار والعالم وهم يعرفون هذه الحقيقة.
الفساد هو عدونا الأكبر لأنه السبب الرئيسي المنتج لكل الامراض الاخرى، فالجهل والفقر والإرهاب والتطرف والحروب والصراعات والاقصاء، ما هي الا نتيجة لهذا الغول الكبير المسمى "فسادا"، الذي لم يرحم كبيرًا ولا صغيرًا إلا نال منه.
علينا ان نخلص حق الاخلاص في هذه اللحظة التاريخية التي نواجه فيها تهديدًا وجوديًا على مستوى الدولة والمجتمع، وان نكون عند مستوى المسؤولية والشجاعة لنبادر لحماية وطنا المشترك، وحماية مستقبل أجيالنا القادمة من الضياع والتشرد، وركوب البحر والمخاطر، بحثًا عن أوطان أخرى، كما فعلت شعوب كثيرة في لحظات صعبة فقدت فيها الأمل بالحياة داخل أوطانها الأم.
بلدنا منقسم، وهذه حقيقة، ونذر الحرب ما تزال قائمة، وكل وعود السلام لم تتحقق حتى الآن، وأبناء البلد مشردون في الخارج، ويعانون في الداخل من حروب وأزمات كثيرة وطاحنة. لا أظن انها ستنتهي بدون تحرك وعمل وطني حقيقي وصادق وشجاع.
نعرف ان الطريق شائك وصعب، ولكن لا مناص أمامنا الا ان نبادر ونتحرك، من أجل بلدنا وشعبنا، فنحن المسؤولون أمام الله والتاريخ عن هذا البلد، وليس غيرنا من الخارج، الذين اظنهم سيقولون في يومٍ ما بعد انهيار كل شيء، ان اليمنيين أضاعوا بلدهم، من باب التشفي بنا.
نحن في التيار الوطني للتصحيح والبناء، لسنا وحدنا المسؤولون عن البلد، وعما يحدث في العاصمة عدن بدرجة رئيسية، فالجميع مسؤول بنفس القدر، ولكن نحن كشباب بادرنا وأطلقنا فكرة ومشروع، ومن يريد ان يلتحق بنا أهلًا وسهلًا، ومن يريد أن يعمل منفردًا فالوطن يسع الجميع، ولعل الجهود الصادقة والمخلصة تتكامل يومًا ما وتثمر، والله من وراء القصد.