وسط حديث أوربي عن مشروع لحظر الطائرات التي لا تتوافر فيها شروط السلامة الدولية،
قول مسؤول فرنسي أن الطائرة التي تحطمت في جزر القمر أمس لم تكن صالحة للطيران، أكدت شركة «الخطوط الجوية اليمنية» أن طائرة الـ«ايرباص 310» لم تكن محظورة في أوروبا أو فرنسا، وأنها أخضعت للفحص لدى الشركة المصنعة في مايو الماضي.
وقال الكابتن محمد السميري، نائب المدير العام لشؤون التشغيل، إن الطائرة أجريت لها صيانة كاملة بحسب المعايير الدولية، واجتازت فحصا شاملا تحت إشراف مندوب شركة «ايرباص» في اليمن، وتم الانتهاء من صيانتها بتاريخ 2/ 5/ 2009.
وأعقبه تأكيد خالد الوزير، وزير النقل، الذي قال إن من السابق لأوانه الحديث عن الأسباب التي أدت لتحطم الطائرة في هذه المرحلة. وقال إنه اطلع على تصريح وزير النقل الفرنسي الذي نفى أن يكون الحادث قد نجم عن عطل في الطائرة، مبينا أن الوزير الفرنسي قد ألمح إلى أنه قد يكون للأحوال الجوية دور في وقوع الحادثة.
واعتبر الوزير أن «هذه التصريحات تشير إلى أسباب الحادث، لكن من السابق لأوانه الحديث عن الأسباب في هذه المرحلة إلا بعد استكمال التحقيقات الخاصة بذلك»، موضحا أن إشارة الوزير الفرنسي إلى أن الطائرة المنكوبة كانت تعاني من مشاكل وأعطال حيث كان هناك بعض الملاحظات من سلطات الطيران الفرنسي على هذه الطائرة، وأن هذه الملاحظات كانت قبل عامين، وتتركز حول جوانب مقصورة الركاب فيما يخص جوانب الترفيه مثل الكراسي وشاشات التليفزيون والسماعات، وقد تم إصلاح ومعالجة تلك الملاحظات في حينه.
وأكد أن جميع الإجراءات الفنية وشهادات الطائرة وإجراءات السلامة فوق الممتازة، وتاريخ «اليمنية» طوال أكثر من أربعين عاماً شاهد على نواحي السلامة والإجراءات المطبقة فيها. كما أشار وزير النقل اليمني إلى أن آخر فحصا فنيا شاملا لهذه الطائرة بتاريخ 2/ 5/ 2009 تم بإشراف مندوب «ايرباص»، كما وحصلت الشركة على الشهادة الدولية للتشغيل والسلامة من الاتحاد الدولي للنقل الجوي.
وكان المتحدث باسم حكومة جزر القمر، عبدالرحيم سعيد بكر، قال إن السلطات المعنية في بلاده تلقت معلومات من شاهدة عيان قالت إنها شاهدت ألسنة اللهب تتصاعد من الطائرة قبل تحطمها في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، بعدما فشلت في الهبوط بمطار العاصمة موروني بسبب سوء الأحوال الجوية.
وأضاف المتحدث أن عمال الإنقاذ حددوا موقع سقوط الطائرة بأنه على بعد يتراوح بين 15 و20 كلم شمال الجزيرة الكبرى، لافتا إلى أن فرقة من الغطاسين توجهت إلى الموقع المذكور للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ.
من جهته قال وزير النقل، خالد الوزير، إن الطائرة لم ترسل أي إشارة استغاثة قبل سقوطها، مشيرا إلى توجه فريق تحقيق يمني إلى موروني وفرق بحث فرنسية إلى موقع سقوط الطائرة.
وكان نائب رئيس هيئة الطيران المدني، محمد عبدالرحمن عبدالقادر، أكد أن الطائرة سقطت قبل 15 دقيقة من وصولها إلى مطار موروني قادمة من صنعاء.
وقد أعلنت باريس عزمها إرسال سفينتين وطائرة للبحث عن حطام الطائرة. وطالب مفوض النقل في الاتحاد الأوروبي، أنطونيو تاجاني، بوضع قائمة سوداء عالمية تشمل جميع شركات الطيران التي لا تنطبق عليها معايير الأمن والسلامة.
وأضاف تاجاني، الذي كان يتحدث في بروكسل معلقا على حادثة تحطم الطائرة اليمنية، أن من الأفضل وضع لائحة عالمية شبيهة بلائحة الاتحاد من أجل تطبيق أفضل لمعايير السلامة في شركات الطيران.
وكان سكرتير الدولة الفرنسي للنقل، دومينيك بوسرو، أعلن، الثلاثاء، أنه «تم رصد نقاط خلل كثيرة جداً» في الطائرة اليمنية التي تحطمت قبالة سواحل جزر القمر، وأن السلطات الفرنسية كانت تمارس «مراقبة شديدة" على «الخطوط الجوية اليمنية»، وفق ما نقلت شبكة «أي. تيلي» الفرنسية.
وقال بوسرو، عارضا المعلومات التي في حوزته، إن الشركة اليمنية «كانت تخضع لمراقبة شديدة»، وأن الطائرة التي تحطمت كانت محظورة في المجال الجوي الفرنسي بسبب «نقاط خلل كثيرة رصدت عليها»، وهو ما نفته السلطات اليمنية، التي قالت إن الطائرة التي يبلغ عمرها 18 عاما كانت في حالة جيدة، وأن هذه الحادثة تعتبر أول حادثة تسجل في تاريخ «الخطوط الجوية اليمنية» منذ إنشائها رسمياً عام 1962.
وطاقم الطائرة المنكوبة التابعة للشركة، والتي تعرضت لحادث تحطم في ساعة مبكرة من صباح أمس قبالة سواحل جزر القمر، يضم 11 شخصا، هم: ستة يمنيين: خالد حاجب (كابتن الطائرة), علي عاطف (مساعد كابتن الطائرة), محمد روشان, وسام وارث, حمدي وازع، والمهندس علي سالم, وخمس مضيفات: مغربيتان: خديجة سراج، وزينب بشير، وأثيوبيتان: رتشي ماري مارجريت، والمستيهاي جبر، واندونيسية واحدة: تاميل كاميل.
***
قلق وتخوف على وجوه الأهالي في مطار صنعاء بعد الكارثة
* حميد دبوان
في ردهة الصالة الخارجية للمطار كان ناصر القارني يعيش لحظات ذعر وقلق على مصير نسيبه القادم من روسيا مرورا بعدد من مطارات العالم نهاية بمطار دبي كما يقول.
أشار بأصبعه إلى جموع الأهالي المنتظرين لأقربائهم خارج الصالة، ثم أكد أنه مؤمن بالقضاء والقدر.
القارني، 30 سنة، من محافظة عمران، قال إنه عندما سمع خبر سقوط الطائرة أصابته نوبة قلق على نسبه, العائد من الدراسة من روسيا عبر دبي، متسائلاً عن كيفية عمل طائرة منذ 18سنة في الخدمة, محملاً الهيئة العامة للطيران المدني مسؤولية الملاحة الجوية, متهماً الخطوط الجوية اليمنية بالتهاون في إجراء صيانة جدية للطائرات، وقال إنها مهملة شأنها في ذلك شأن سلطات الدولة.
في صالة الإعلام كان وفد من السفارة الفرنسية برئاسة سكرتيرة السفير الفرنسي يحمل أسماء نحو 60 فرنسيا. وهي توقعت أن يكون بعضهم غير رحلته إلى موعد آخر أو ضمن رحلة أخرى, لكن الجزء المفقود من المعلومة التي تبحث عنها هي أسماء من كانوا على متن هذه الرحلة, التي انطلقت من مطار صنعاء بعد حملة ترانزيت من عدة مطارات حول العالم أبرزها بحسب الهيئة 52 راكبا من مطار باريس و59 من مرسيليا و11 راكب من القاهرة و3 من جدة و11 من دبي، و1 من دمشق، و1 من عمان.
ورغم مرور نحو 7 ساعات من سقوط الطائرة في ال3 من صباح الثلاثاء بتوقيت صنعاء فإن الفريق الفني اليمني والذي تم تشكيله برئاسة مستشار الهيئة العامة للطيران حسن زعتر، تعثر في الذهاب إلى مطار موروني في جزر القمر حتى العاشرة صباحا للمشاركة في التحقيقات التي تجريها جزر القمر مع الشركة المصنعة للطائرة (إيرباص) وشركة التامين بحسب وكيل الهيئة.
كما كان من المتوقع أن يسافر وزير النقل مع بعض الصحفيين، لكن الأخير فضل المتابعة من صنعاء مكتفيا بإرسال طاقم التلفزيون اليمني 4 أشخاص إلى جانب 2 من مؤسسات صحفية حكومية.
المتحدث الرسمي باسم الخطوط الجوية اليمنية لم يخف هو الآخر عدم استطاعته الكشف عما أسماه السبب الرئيسي المحتمل لسقوط الطائرة التي تقل بحسبه 26 فرنسيا و54 من جزر القمر و6 يمنيين إضافة لطاقم الطائرة وهم 11فرداً.
أحمد البعداني، كان عائداً على متن إحدى رحلات «اليمنية» من دبي، قال إنه عندما سمع بالخبر وهو في دبي تخوف قليلاً من السفر لكنه أعاد النظر، وقرر السفر على متن «اليمنية» متمسكاً بقضاء الله وقدره.
***
القمريون غاضبون جراء تغيير الطائرة في صنعاء
تواجه «اليمنية» اختباراً عسيراً حول درجة التزامها بمعايير السلامة. وبعد ساعات من تصريحات
مثيرة لمسؤولين فرنسيين وأوروبيين، قال القنصل القمري في مدينة مرسيليا، سيتنص سالورل، إنه تلقى شكاوى عديدة من قمريين في فرنسا حول رحلات «اليمنية»، التي توصف بأنها طويلة جداً وغالية جداً وخطرة جداً.
وانتقد أعضاء في الجماعة القمرية في فرنسا في تصريحات لوكالات الأنباء تدني معايير السلامة في رحلات «اليمنية» منذ سنوات.
وقال فريد صويلحي، رئيس مجموعة مهاجرين قمريين في فرنسا، إنه بعث برسالة إلى وزراء الخارجية والداخلية والنقل الفرنسيين تلفت انتباههم إلى مخاوف المجموعة من تدني معايير السلامة في الرحلة. لكن فيصل عمران، مدير «اليمنية» في باريس، أكد أن الطائرة في حالة طبيعية ورجح فرضية سوء الطقس كسبب لسقوط الطائرة.
وتستخدم «اليمنية» طائرة A330 لنقل الركاب من باريس ومرسيليا، لكنها تقوم بتحويلهم في مطار صنعاء إلى طائرة إيرباص أخرى هي A310.
وقال صويلحي لوكالة «رويترز» إن الجالية القمرية في فرنسا تشعر بالغضب جراء الكارثة. وزاد: «كوننا من بلد نامٍ لا يفي بالضرورة أن نكون ضحية شركة لا تحترم المعايير الدولية في السلامة الجوية»
***
عدن أول مدن الطيران في الجزيرة لكن «اليمنية» لا تعترف إلا بالمملكة المتوكلية
في مصادرها الرئيسية تكتفي شركة الخطوط الجوية اليمنية بالحديث عن تاريخها كتطور لشركة تم
تأسيسها إبان المملكة المتوكلية اليمنية.
ومع أنها تقول إنها اندمجت مع طيران «اليمدا» (الطيران الرسمي لليمن الجنوبي قبل الوحدة) فإنها لا تعتبر تاريخ «اليمدا» جزءا من تاريخها، ولذا تغفله نهائيا.
فيما يلي تاريخ الطيران في اليمن من بدايته الأولى على أرض عدن التي استقبلت أول طائرة في الجزيرة، وأسست أول مطار وأول شركة خاصة به، قبل أن يفسد الاستغلال السياسي تلك الأجواء ابتداء بتأميم الشركة مرورا بتعريضها لأحداث سياسية جراء ربطها بمصالح سياسية.
أولاً: اليمدا:
1919: هبطت أول طائرة في الجزيرة والخليج في مدينة عدن.
1927: أنشئ مطار خورمكسر كمطار عسكري، وبعد الحرب العالمية الثانية 1945 قامت بريطانيا بتحديث عمراني واسع وشيدت بجانب المطار العسكري مطار عدن الدولي المعروف حالياً.
1941: أنشئت أول شركة طيران مدنية.
1943: انطلقت أول طائرة إلى خارج الحدود وكانت متجهة إلى أديس أبابا.
1952: أنشأ آل باهارون وشركاؤهم أول شركة طيران خاصة على مستوى الجزيرة العربية وأفريقيا، برأسمال محلي وأجنبي باسم «باسكو»، ومالكوها هم: محمد عبده حسن باهارون، عيدروس حسن باهارون، زين باهارون، علوي باهارون، حسن باهارون، وإبراهيم حسن المهدي... وآخرون.
1961: اشترت شركة «باسكو» أسهم شركة طيران عدن وأصبحت المشغل الرسمي لطيران الجنوب.
1979: تم تأميم شركة «باسكو» وتحويلها إلى شركة حكومية وسجلت باسم خطوط اليمن الديمقراطية (اليمدا) شركة وطنية %100 وملكية عامة %100.
وابتداء من السبعينيات تم شراء عدد من الطائرات الحديثة، منها طائرة «بوينج 737»، طائرة «توبلوف 154»، طائرة «بوينج 707»، طائرتان «بوينج 727».
شهدت طائرات «اليمدا» عددا من الحوادث ذات الخلفية السياسية، شملت اختطافات وتفجيرات.
1978: احتجزت الجمهورية العربية اليمنية طائرة أقلت قاتل الرئيس حسين الغشمي، ولم تعدها إلا في 1983.
1994: ألغي اسم «اليمدا» مع الإبقاء على طيران اليمن.
1996: تم دمج شركتي «اليمدا» و«اليمنية» لصالح الأخيرة.
1998: تعيين الكابتن عبدالخالق صالح القاضي رئيساً لمجلس إدارة «اليمنية».
ثانياً: اليمنية:
1949: حكومة المملكة المتوكلية اشترت طائرتي «داكوتا دي سي 3» لنقل مسؤولي الحكومة، والبريد.
4 أغسطس 1961: تم إنشاء شركة الخطوط الجوية اليمنية.
1978: إنشاء «الخطوط الجوية اليمنية»، بشراكة تساهمية بين اليمن وحكومة المملكة العربية السعودية، نصيب اليمن %51 مقابل %49 للسعودية.
15 مايو 1996: تم دمج «اليمنية» و«اليمدا». وقد استكملت عملية الاندماج بطريقة كفؤة. لتحقيق أكبر قدر من الاستقلالية في مجال الطيران من خلال خفض التدخل السياسي.
1998: تعيين الكابتن عبدالخالق صالح القاضي (قائد مرخص لقيادة طائرات «بوينج 747») رئيساً جديداً لمجلس الإدارة.
تغطي خدمات «اليمنية» ما يقرب من 23 محطة دولية وذلك ضمن 3 قارات: آسيا، أفريقيا، وأوروبا، وقد نالت شهادة عضوية مؤسسة «أمان» للطيران للعامين 1988 و1989. كما أنها أصبحت عضواً في: أياتا، أكو، وايكاو. وباستثناء العام 1982 فقط، فإن النسبة الأدنى من بيانات الدخل كانت دائماً في الجانب الإيجابي.
1997: التحقت طائرتان حديثتان من طراز «أيرباص إيه 310-300» بأسطول «اليمنية» خلال الربع الثاني من عام.
1998 – 1999: انضمام طائرتين أخريين «أيرباص إيه 310-300» إلى أسطول «اليمنية».
مايو، اغسطس، وسبتمبر 2002: تم تسليم اليمنية ثلاث طائرات حديثة من طراز «بوينج 800-737».
1999: تحسين مرفق الصيانة الحالي لطائرات بوينج 200-727 لموائمة D-Check الذي تقوم به اليمنية لأول مرة.
2001: مرفق الصيانة الجديد بتقنية عالية للطائرات الكبيرة من «بوينج 747».
مبنى جديد للتزود بالوجبات الغذائية بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال تحت إشراف خبراء دوليين.
***
الاتحاد الأوروبي: «اليمنية» ليست في قائمتنا السوداء لكننا سنسائلها..أم المضيفة المغربية «خديجة» تؤكد: لم نستطع التواصل مع «اليمنية»، وأؤمن بالقضاء والقدر
> «نيوزيمن»:
تلقى «نيوزيمن» اتصالات من أهالي مفقودين كانوا على متن طائرة «اليمنية» المنكوبة، وقالوا إنهم يحاولون الاتصال بالخطوط اليمنية لمعرفة أخبار أبنائهم، لكنهم لم يحصلوا على أي معلومات.
خالد الكينعي، مدير عام العلاقات العامة بـ«اليمنية»، قال لـ«نيوزيمن» إنهم «تعاقدوا مع شركة دولية في أعمال الإغاثة والعون ومن مهامها التواصل مع أسر الضحايا من الناحية النفسية وترتيب أي متعلقات بعد ذلك».
وتلقى «نيوزيمن» ثلاثة اتصالات من فرنسا واتصالا من المغرب، حيث أبلغت أم «خديجة» «نيوزيمن» أنها تحاول الاتصال بـ«اليمنية» دون جدوى.
وقالت إنها تلقت السبت آخر اتصال من ابنتها التي تعمل مضيفة مع «اليمنية» منذ خمسة أعوام، ولكنها لم تعرف من أي دولة كانت تتحدث.
وفقا لها فإن ابنتها، 24 عاما، خريجة مدرسة المضيفات بالمغرب، وتريد الاطمئنان إن كانت على قيد الحياة أم لا. وأضافت وسط بكاء حار: «نريد فقط أن نتأكد؛ فهذا قضاء الله وقدره».
إلى ذلك أكدت الخطوط الجوية اليمنية أن كل رحلاتها الداخلية والخارجية اليوم (الثلاثاء) تحركت وفقا لمواعيدها، نافية أن يكون هناك »تراجع في الحجوزات».
وقال مصدر في «اليمنية» لـ"نيوزيمن": "لم نلحظ أي تغيرات ذات أثر".
وتأمل الشركة ألا تؤثر الحادثة عليها، خاصة أنها الأولى منذ تأسيسها. غير أن الجدل بينها وبين وزير النقل الفرنسي يهدد ذلك.
وهذه ثاني طائرة ايرباص تسقط في الماء هذا الشهر. فقد سقطت طائرة ايرباص «ايه 330-200» تابعة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية «اير فرانس» في المحيط الأطلسي، مما أدى إلى مقتل 228 شخصا كانوا على متنها في الأول من يونيو.
وقال وزير النقل الفرنسي، دومينيك بوسيريو، إنه تم اكتشاف خلل خلال عمليات تفتيش جرت في فرنسا في 2007 في الطائرة «ايه 310» التابعة لطيران «اليمنية»، وأن الطائرة لم تتوجه إلى فرنسا منذ ذلك الوقت. وأقرت «اليمنية» بأن الركاب القادمين من 6 محطات بين باريس وصنعاء نقلوا بطائرة «ايرباص 330» لكن تم تبديلهم في الطائرة 310.
الوزير الفرنسي قال إن «الشركة لم تكن ضمن القائمة السوداء، ولكن تم إخضاعها لمراجعات أكثر دقة من جانبنا ومن المقرر أن تقابلها لجنة السلامة التابعة للاتحاد الأوروبي قريباً».
وأعلن سكرتير الدولة الفرنسي للنقل، دومينيك بوسيريو، أن الخطوط الجوية اليمنية «كانت تخضع لمراقبة شديدة»، وأن الطائرة التي تحطمت كانت محظورة في المجال الجوي الفرنسي بسبب «نقاط خلل كثيرة رصدت عليها».
وأردف قائلا لقناة «أي. تيلي» التلفزيونية أن «الطائرة ايه 310 محل التساؤل فحصت في 2007 من قبل سلطات النقل الفرنسية، وقد لاحظت وجود عدد من الأخطاء. ومنذ ذلك الوقت لم تعد الطائرة إلى فرنسا».
غير أن وزير النقل اليمني، خالد ابراهيم الوزير قال إن الطائرة اجتازت عملية فحص شامل في مايو تحت إشراف «ايرباص».
وقالت «ايرباص» إنها أرسلت فريق محققين إلى جزر القمر. وأضافت أن الطائرة بنيت في 1990 وتستخدمها شركة طيران اليمنية منذ 1999، وقامت بحوالي 59 ألفا ومائة ساعة طيران في 17 ألفا و300 رحلة.
وأعلنت حكومة جزر القمر أن الرياح كانت قوية والبحر هائجا، كما سجلت سرعة الرياح برا عند المطار 61 كيلومترا في الساعة.
من جهة ثانية قال مفوض النقل بالاتحاد الأوروبي، أنطونيو تاجاني، إن التكتل الذي يضم 27 دولة سيقترح وضع قائمة سوداء عالمية لشركات الطيران التي لا تفي بمعايير السلامة.
يذكر أن «إيكاو» التي تضم 190 دولة منظمة تابعة للأمم المتحدة مقرها كندا وهي مسؤولة عن سلامة الطيران.
ويضع الاتحاد الأوروبي قائمة سوداء خاصة به تشمل أكثر من 160 شركة طيران تصنف على أنها غير مؤهلة للعمل في أوروبا. لكن هذه القائمة لا تشمل حالياً الخطوط الجوية اليمنية التي تحطمت طائرتها من طراز "إيه 310-300" وعلى متنها 153 شخصا في المحيط الهندي اليوم.
لكن تاجاني قال إن المسؤولين في بروكسل سيوجهون استفسارات وأسئلة إلى شركة الخطوط الجوية اليمنية بهدف احتمال إدراجها في نسخة القائمة السوداء المقبلة التي سيصدرها الاتحاد الأوروبي خلال الأسابيع المقبلة.
أسطول الخطوط الجوية اليمنية يضم تسع طائرات، بينها أربع طائرات «إيه 300-310» وطائرتان «إيه 200-320»، بالإضافة إلى ثلاث طائرات «بوينج 800-737». وتمتلك الحكومة اليمنية %51 من الخطوط اليمنية، بينما تمتلك السعودية النسبة الباقية.
وكانت «اليمنية» أعلنت أنها ستتسلم طائرة جديدة من طراز «بوينج 800-787»، وأنها اشترت من «إيرباص» الأوروبية ست طائرات.
وفي منتصف 2007 أعلنت شركة «ألافكو» لتمويل شراء وتأجير الطائرات الكويتية أنها باعت طائرة «ايرباص» من طراز «إيه 310» للخطوط الجوية اليمنية.
***
سجله رفيع وسبق أن نجا من الموت..غموض حول مصير قائد طائرة "اليمنية"
تضاربت الانباء حول مصير الكابتن خالد حاجب، قائد طائرة «أيرباص» اليمنية التي سقطت قبالة جزر القمر في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء.
وكانت مصادر خاصة أفادت «نيوز يمن» بأن فرق الانقاذ القمرية عثرت على خالد حاجب حيا، لكن هذا الخبر لم يتأكد لاحقاً.
وسبق للكابتن خالد أن نجا من الموت في نوفمبر الماضي، عندما احتجز كرهينة من قبل متطرفين في فندق تاج بومباي بالهند. وكان المتطرفون شنوا سلسلة هجمات في قلب مدينة بومباي. لكن السلطات الهندية تمكنت لاحقاً من تحرير خالد وعشرات آخرين.
الكابتن «خالد حاجب» من مواليد مدينة عدن عام 1964، وأب لبنتين وولد، ويسكن في العاصمة صنعاء. ويُعد من أفضل طياري «اليمنية».
درس خالد محمد حاجب التعليم الموحد ثماني سنوات في مدرسة عبدالله هاشم والثانوية في ثانوية الجلاء بخورمكسر، والتحق بالدراسة في الجامعة الأمريكية وانظم إلى طيران «اليمدا» عقب تخرجه عام 1989، وعند إدماج «اليمدا» مع «اليمنية» تدرب على طائرة الايرباص وكان من أبرز الطيارين في قيادة الطائرة الحديثة، وكانت آخر زيارة للكابتن طيار خالد حاجب إلى عدن منتصف شهر يونيو الجاري.
غادرت زوجته برفقة أولادها صباح أمس إلى صنعاء فور سماعهم سقوط الطائرة في جزر القمر بناءً على دعوة من مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية.
***
الأحوال الجوية والرياح الشديدة توقف عملية الإنقاذ..هيئة الطيران: الصندوق الأسود سيكشف أسباب الحادثة
قالت مصادر في اللجنة العليا لحوادث الطيران إن فرق الإنقاذ توقفت مساء أمس عن البحث عن ضحايا، نتيجة سوء الأحوال الجوية والرياح الشديدة.
وأضافت أن الناجي الوحيد من الركاب حتى مساء أمس فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً.
وأكدت عدم العثور على الصندوق الأسود للطائرة.
ومن ضمن 153 راكباً هم جميع ركاب الطائرة أشار محمد عبدالقادر وكيل هيئة الطيران المدني والأرصاد إلى جنسيات 92 راكبا فقط، فيما لم يشر إلى جنسيات الركاب الآخرين.
وقال إن الركاب هم: 26 فرنسيا و54 من جزر القمر، و6 يمنيين (هم طاقم الطائرة)، وكندي، وفلبيني، واندونيسي، ومغربيتان، وإثيوبي. واعتبر أن سوء الأحوال الجوية أعاق البحث عن المفقودين.
ولفت إلى وجود تعاون وتنسيق بين اليمن وفرنسا وجزر القمر لتشكيل فرق بحث عن ضحايا الحادثة والمفقودين.
وأكد أن الجهات المعنية تبحث احتمالات سقوط الطائرة؛ لكنه شدد على «صعوبة معرفة الأسباب إلا بعد العثور على الصندوق الأسود الخاص بالطائرة والذي سيساعد في الكشف عن المعلومات والبيانات المرتبطة بالجوانب الفنية الخاصة بالطائرة».
***
قريبة أحد المفقودين خارج مستشفى المعروف في جزر القمر..الناجية الوحيدة فتاة قُمرية من مرسيليا
حتى مساء أمس لم تعثر فرق الإنقاذ سوى على ناجية وحيدة، هي بايا باكاري، 14 عاماً، وكانت
استقلت الطائرة من مرسيليا رفقة والدتها.
وأسعفت بايا إلى مستشفى كومورس هو سيتال في جزر القمر. وقال الاطباء إن وضعها مستقر وتستطيع التحدث، لكنها ما تزال باردة جراء بقائها في المياه الباردة لفترة طويلة.
وقال رجل إنقاذ ساهم في انتشال الفتاة إنها شوهدت تسبح بالقرب من أجزاء الطائرة المتناثرة. وأضاف أنه اضطر إلى القفز في المياه لانتشالها بعد أن عجزت عن التشبث بطوق النجاة.
***
وزير النقل لم يغادر إلى جزر القمر ويرأس غرفة العمليات بمطار صنعاء
قال مراسل «نيوزيمن» في مطار صنعاء إن الصحفيين شاهدوا وزير النقل، خالد الوزير، في المطار خلاف ما أعلن سابقاً عن سفره إلى جزر القمر رئيساً للجنة اليمنية لمتابعة حادث سقوط طائرة اليمنية.
وقال مصدر في المطار إن اللجنة اليمنية التي سافرت رأسها رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد ورئيس شركة الخطوط الجوية اليمنية، وأن الوزير بقي في صنعاء في غرفة العمليات التي شكلت بمطار صنعاء.
وكان وزير اتصالات جزر القمر قد أشرف بنفسه على البحث عن الطائرة بعد الإبلاغ عن فقدانها، حيث استقل طائرة تم استئجارها لذات الغرض.
وقال أمين عام حكومة جزر القمر، نور الدين برهان، إن طائرة استأجرتها سلطات جزر القمر وأقلت وزير الاتصالات احمد عبدو رصدت حطام طائرة «ايرباص ايه 310» التي تحطمت على بعد كيلومترات من سواحل بلاده.
الغموض يكتنف أسباب تحطم «اليمنية» والناجية الوحيدة فتاة قُمرية.. حديث فرنسي عن عدم جاهزيتها للطيران وشهود أكدوا احتراقها قبل سقوطها
2009-07-02