صنعاء 19C امطار خفيفة

أقوال الحكيم ابن شملان

2009-03-08
أقوال الحكيم ابن شملان
أقوال الحكيم ابن شملان - سامي غالب
 في13 فبراير من العام الماضي نشرت «النداء» حواراً مطولاً مع المهندس فيصل بن شملان عرض خلاله لوجهة نظره حيال العديد من القضايا الساخنة في اليمن.
وفيه نصح بن شملان المشترك بمبارحة حذره والمسارعة إلى محاورة هيئات الحراك الجنوبي من أجل التوافق على رؤية لانقاذ البلد من الأزمات. وشدَّد على ضرورة وجود تصور مسبق لدور اليمن في محيطها الاقليمي، مشككاً في إمكان تبلور هوية «جنوبية» من دون كيان سياسي ناجز في الجنوب.
الرجل الذي يُستدعى الآن، من محبيه ومبغضيه، بسبب موقفه الفريد في 2001 عندما استقال من عضوية مجلس النواب احتجاجاً على تمديد دورة مجلس النواب السابق عامين إضافيين خلافاً للدستور، حث الرئيس علي عبدالله صالح على المسارعة إلى الدعوة إلى مؤتمر وطني يحضره كل الفاعلين السياسيين والاجتماعيين في الداخل والخارج من أجل وضع معالجات للأزمات الوطنية، وبخاصة الأزمة في الجنوب والحرب في صعدة، معبراً عن تشاؤمه حيال مستقبل اليمنيين، في الجنوب كما في الشمال، ومحذراً من الوضع الاقتصادي الذي قال إنه سيكون عامل انفجار لا يمكن السيطرة عليه. ناقداً النظام الذي بدَّد خلال عقد كامل (1995 - 2004) كل الفرص التي كانت طوع يديه لإصلاح الأوضاع الاقتصادية فباتت طاقته الآن في مواجهة الاحتجاجات محدودة جداً لأن موارده ضئيلة. وبكلمة فاصلة قال بن شملان لـ«النداء»: هذه (أي شحة الموارد) مسألة مقلقة، ومن شأنها أن تسرِّع في ظهور خيار تفكيكي لا أحد يستطيع السيطرة عليه.
في ذلك الحوار الذي أثار حفيظة كثيرين، في السلطة والمعارضة كما في تيارات الحراك الجنوبي، حَمَلَ صاحب الأدوار المهمة في الاقتصاد والسياسة، بشدة على تصورات بعض الغاضبين في الجنوب من الممارسات القمعية والمتخلفة للسلطة، وبخاصة تلك التي تنطوي على محمولات عنصرية ضد أبناء عدن المنحدرين من مناطق شمالية. معتبراً أن من شأن هذه التصورات البائسة أن تنهي معنى عدن كثقافة وخصوصية.
المياه الهادئة أكثر غوراً. وفي هذه الأيام الكالحة حيث الأزمة الاقتصادية تشتد منذرة بكوارث اجتماعية وسياسية، وحيث الضجيج يتردد في أرجاء اليمن، شمالها وجنوبها، وحيث المشهد السياسي يتسيده مقامرون من كل الألوان، ما أحوج اليمنيين إلى الإمعان في أقوال رجل نزيه متعال على الأهواء مبرأ من العقد، لم تقعده أمراضه الخطيرة (التي أدخلته المستشفى مجدداً الأسبوع الماضي) عن أداء واجبه حيال مواطنيه، لكأنه الرئيس الذي اختاره اليمنيون في 20 سبتمبر 2006!
Hide Mail

إقرأ أيضاً