عن طفل بلا قبيلة وطبيب في العناية المركزة
هل صارت البلطجة دستور اليمنيين؟
هدى العطاس
لا يملك عيوناً خضراء وشعراً أصفراً وليس ابن شيخ تقف خلفه قبيلة مهابة ولا ابن مسؤول أو ابن رجل اعمال، ولا يحمل جنسية أجنبية أو ينتمي إلى بلد خليجي شقيق. لا يملك سوى أم رؤوم لم يكل رجاؤها رغم الأبواب الصدئة التي طرقتها والضمائر الصلدة التي ناشدتها والمسؤوليات المتكلسة على كراسي السلطة والقرار.
علي العديني طفل موسوم بعلامة فارقة هي أنه يعيش في بلد ليست عليه دولة يستظل بقانونها ونظامها. طفل تحاصره وأهله قلة الحيلة وقصر ذات اليد، لذا يتطاول عليه قانون العنجهية والانفلات الذي يتحزم به الخاطفون.
علي العديني ليس سوى مواطن صغير سنا ومكانة وقليل مواطنة في نظر دولته قبل خاطفيه.
حوادث الاختطاف المتكررة التي لا تكف تقض مضاجع أمن البلاد واستقرارها، تشير إلى فوضى السلوك القبلي، وخروج المنتمين إليه على القانون والنظام. فهي بالنتيجة تؤكد ضعف مؤسسات الضبط وهزالة أدواتها، وبالتالي تسفيه النظام والقانون. ما سلف يؤسس لتشريع مؤسسات نظيرة تنفلت من عقال الدولة لحساب تدويل القبيلة والفئة والانتماء، المناطقي أو الفئوي أو الطبقي. كل ذلك يصب في تأكيد تفسخ الدولة وسقوط هيبتها، متلازما مع انتهاك ما سنته من أنظمة وقوانين، والاستخفاف بمؤسسات ضبطها. وأي نعت يحتمله اقتحام ثمانية عشر مسلحا لحرم أحد المستشفيات، كمثل آخر كارثي لما آلت إليه أحوال الأمن والأمان في البلاد، ثمانية عشرةمجرما يرتكبون فعلاً لا يجارى في بشاعته، ضربا وطعنا لطبيب لا جريرة له سوى تأديته رسالته كطبيب مناوب في العناية المركزة أبلغ عن وفاة مريض، حينما ظل ساهرا على خدمته، شاب خلوق بشهادة من عرفوه ملء عيونه اليمن، حينما بلدان اخرى يمكن أن تملؤها طموحاً فتحت ابوابها له تراوده فرفضها، ها هو على شفا نحْبه، محفوفا بالبلطجة الغاشمة تسندها دولة ضعيفة، هكذا تفسر مجريات الحال، وكيف تجرأ هؤلاء الجناة إن لم يكونوا مدفوعين بسطوة الهمجية متطامنين إلى الانفلات والفوضى التي تعم البلاد وتسم دولتها في ظل قانون الغاب وتأكيد مقولة "تبلطج ما فيش قانون يحاسبك ولا نظام يردعكـ".
****
مصادر أمنية تنتقد عدم جدية وزارة الداخلية
والدة الطفل المختطف علي العديني تناشد الأمهات في بني ضبيان مساعدتها
* هلال الجمرة
أعربت أفراح محمد سعيد أم الطفل علي محمد العديني، الذي اختطفه مسلحون من وسط العاصمة مطلع ديسمبر الجاري، عن يأسها من وعود المسؤولين بتحرير طفلها.
وقالت لـ«النداء» إن كل وعود المسؤولين في الدولة والأجهزة الأمنية لم تتحقق.
وتم اختطاف علي، 9 سنوات، صباح الأول من ديسمبر بينما كان ذاهباً إلى مدرسة «عذبان» بالعاصمة صنعاء. ويقول الخاطفون وهم من قبيلة بني ضبيان إن علي هو أحد أقارب رجل الأعمال توفيق الخامري الذي يزعمون أن لهم مستحقات مالية عليه.
وإذ عبرت أفراح عن قلقها على مصير ابنها، لفتت إلى الآثار النفسية والصحية التي لحقت بها وبأبنائها الآخرين.
وإذ قالت إن آمالها في رجال الدولة والقبائل قد خابت، ناشدت الأمهات في قبائل بني ضبيان وخولان مساعدتها من أجل استرداد طفلها.
الى ذلك قالت مصادر أمنية رفيعة لـ«النداء» إن خطة أمنية لتحرير الطفل علي العديني اقترحت على كبار المسؤولين الأمنيين في الدولة.
وأضافت أن نجاح الخطة يقتضي تعاون 4 محافظات، هي أمانة العاصمة وصنعاء والبيضاء ومأرب، لمحاصرة الخاطفين وتحرير الطفل.
وانتقدت وزارة الداخلية، التي لم تصدر حتى الآن توجيهات إلى القيادات الأمنية في محافظات صنعاء، والبيضاء، ومأرب، للقيام بخطوات جدية وعملية لتحرير الطفل.
***
ناشدت الأمهات في بني ضبيان مساعدتها على استرجاع طفلها
أفراح.. في بيت الأحزان
بعد دقائق من خطف علي، طرقت الجارة باب البيت. فتحت أفراح محمد سعيد (أم علي) الباب أمام السؤال الكبير الذي طرحته الجارة: فين ابنك علي؟ أضافت الجارة المستطلعة: «في ناس خطفوا ولد من الشارع، روحي شوفي ابنك». كان نجلها الأكبر عبدالرحمن قد غادر قبلها إلى المدرسة. لحقت به، وهناك سَمعَ الجميع صراخها: «ابني خُطِف». أسندت جسدها إلى جدار كي لا تهوي، وسارعت إحدى النساء إلى مساعدتها في العودة إلى «بيت الأحزان».
ليس في وسع أم علي سوى الاستناد إلى جدار من «الوعود»، هي ربة البيت البسيطة التي فقدت زوجها في حادث مروري قبل 7 سنوات، وتكدح من أجل إرسال أبنائها وبناتها إلى المدرسة!
ذهب «علي» إلى «مدرسة بني ضبيان»، حيث تخترق كافة الأعراف القبلية في سبيل فرض مطالب بعض شيوخ القبيلة ورجالها على الدولة، الدولة التي تتجسد بفعل الإقصاء والاستحواذ كقبيلة أخرى في عيونهم.
تلقت «أفراح» ساعة بعد ساعة، ويوماً بعد يوم، الوعد تلو الآخر باسترجاع طفلها. وصباح الثلاثاء 23 ديسمبر قالت لـ«النداء»: ابني قد له 22 يوم، وهم كل ساعة يقولوا شايرجع».
في اليوم الأول للواقعة، أبلغها حميد (عم علي) أنه تلقى تطمينات من السلطات الأمنية مفادها أن الخاطفين غلطوا (!) لأن «علي» ليس الطفل المقصود، وانهم سيحررون في اليوم الثاني.
لم يعد «علي» في اليوم التالي. في اليوم السادس اضطرت أفراح إلى حمل أحزانها إلى حضرة محافظ صنعاء. ذهبت رفقة عمة علي، وهناك تلقت وعداً صريحاً من المحافظ الذي قال: ولا عليك إلا يكون عندك في البيت بكرة، هم (الخاطفون) غلطوا، وكانوا يشتوا ابن الخامري».
لم يعُد ابنها في اليوم السابع. ولكن الناس قالوا لها «ابنك شايرجع لك، وبني ضبيان قبائل ومحترمين، ولا تخافي».
بعد 22 يوماً (الثلاثاء 23 ديسمبر) لاحت «أفراح» واقفة عند حافة الهاوية. «أني شاجنن»، باحت لـ«النداء» بما فعلته 22 يوماً بها. «خلاص، والله ما أقدر أرقد إلا بحبوب ومهدئات». لم تكن في حاجة إلى تقديم عرض تفصيلي بأحوال بيتها بعد النكبة.
وقد اكتفت ببيان السجل الصحي لأبنائها وبناتها، فإلى عبدالرحمن الذي لم يعُد يتذوق النوم، لفتت إلى عدم قدرة أبنائها على المذاكرة، وإلى عقدة المدرسة التي باتت عنواناً للخطر، وإلى ياسمين (7 سنة) وأسماء (16 سنة) المريضتين منذ عدة أيام.
تلوذ الأسرة بالصيام والدعاء. فاطمة، 12 سنة، استغلت وقفة والدتها لاستجماع أنفاسها، وقالت: «صمنا 3 أيام.. نشتي أخي يرجع». وأضافت أنها واخوانها لم يعودوا يذهبون إلى المدرسة. تختتم إفادتها القصيرة قائلة: «ما شادرسش إلا لما يرجع أخي».
خلاف فاطمة بدت وفاء، 13 سنة، صريحة، إذ قالت: «أخاف أخرج إلى الشارع في الصباح».
استحضرت أفراح طفلها علي. كانت قد استعادت بعضاً من يقينها، قالت فيما يشبه الترتيل: «كان الكل يحبه، المدرسين والجيران وأصحابه.. ما شاء الله عليه، هادئ ولا يؤذي أحد». تنتظر الفرح في بيت من غرفتين متواضعتين داخل حوش (هنجر)، يلاصق حوش فيلا رجل الأعمال توفيق الخامري. وفي محاولة يائسة لإجلاء الفروق بين أسرة العديني وأسرة الخامري، اقتلعت الأولى شجرة «جهنمية» ضخمة تمتد على جدران الحوشين. أرادت أسرة علي أن تبيِّن أن بيتها ليس جزءاً من بيت الخامري. لكن أي فرق بين اختطاف طفل من هذه الأسرة أو تلك؟
الوعود لم تتحقق، وأجهزة الدولة التي ساومت القبيلة من أجل إطلاق سراح 3 ألمان، ليست على عجلة من أمرها في حالة طفل من أسرة عادية. وأخوة علي يتداعون بالسهر والحمى، و«أفراح» تتعلل ببعض من أمل في ما تبقى من نخوة القبيلة، وإلا فبالأمهات من نساء بني ضبيان. فقبل أن أغادرها استوقفتني قائلة لم يعد أمامي إلا مناشدة الأمهات في بني ضبيان وخولان من أجل انقاذ ابني، فالأمهات وحدهن يعرفن كيف تشعر الأم عندما يكون ابنها في خطر.
***
أعباء الأخ الأكبر
عبدالرحمن، وهو الشقيق الأكبر لعلي، لم يعد ينام جيداً منذ واقعة الاختطاف. في ذلك الصباح البغيض كان مايزال في فراشه. لكنه استيقظ فزعاً جراء الجلبة داخل البيت وفي الشارع. وقد ركض مسرعاً إلى ساحة المدرسة بحثاً عن شقيقه الأصغر. فتش عنه في طابور الصباح. لم يكن لحظتها قد سلَّم بأن المختطف هو علي. وكذلك كان حال شباب آخرين هرعوا إلى المدرسة للتأكد من وجود أشقائهم.
لم يكن عبدالرحمن، 17 عاماً، ليسلِّم سريعاً بالخسران. إذ انتقل من الطابور الصباحي إلى قاعات المدرسة بحثاً عن الشقيق. لم يجده هناك، فعاد مجدداً إلى الطابور الصباحي، وصعد إلى المنصة، وأمسك بالميكرفون، ونادى: «علي... علي... علي». لكن علي لم يطل براسه، فقد كان ساعتها في العتمة، مخفياً تحت أقدام الجناة في رحلة إلى «جحيم المقايضات» بين العسكر والقبائل.
سلَّم الأخ الأكبر بالخسارة في معركة عارية من الشرف والأعراف. اتجه رفقة آخرين إلى مركز الشرطة المجاور للمدرسة، وقيدوا بلاغاً بالواقعة. «بلغتهم بالواقعة، وبلَّغ الشهود كذلك، وطلبنا من العمليات والمرور التحرك لضبط سيارة الخاطفين»، غص عبدالرحمن، مستعيداً ما اعتبره تجاهلاً من الجهات المعنية لحماية الأبرياء. وحسب عبدالرحمن، فإن ضابط المرور الذي تلقى البلاغ أفاد لاحقاً بأنه فهم أن السيارة المبلغ عنها صدمت ولم تختطف طفلاً.
الأعباء تثقل كاهل الشباب المغصوص. فإلى هواجسه حيال الحالة الصحية والنفسية للشقيق المقيم في «بني ضبيان»، تقلقه حالة والدته التي يشاهدها تذوي مع انقضاء كل يوم منذ انتزاع طفلها من حضنها.
«البيت كله ملخبط، ونحنا تعبانين، وأمي مريضة»، لخص الشقيق الأكبر حالة الأسرة التي فقدت الصغير المدلَّل.
منذ فزَّ من فراشه صباح الأول من ديسمبر لم يعد عبدالرحمن يهنأ في منامه: «ما أرقدش إلا ساعة أو ساعتين».
وفي ساعة صحوه المريرة يتساءل عن السبب الذي يدفع الجناة إلى التشبث بشقيقه كرهينة، خصوصاً وقد عرفوا أنه ليس نجل رجل الاعمال.
***
هجم شخصان على تلميذ في الصف الثالث الابتدائي ولفوه في غمارة شاص
قصة اختطاف معلن في العاصمة
تم اختطاف الطفل علي محمد العديني (9 سنوات) في قلب العاصمة في الأول من ديسمبر الجاري.
4 اشخاص بملابس شعبية اعترضوا «علي» بينما كان يهرول صوب مدرسته، التي تبعد نحو 200 متراً في البيت.
كان قد ابتعد مسافة 100 متر عن البيت. وما إن بلغ أول انعطافت باتجاه المدرسة انقض عليه اثنان منهم ولفّاه في غمارة سيارة من نوع شاص قديم وسارعوا بالمغادرة بعدما سمعوا صوتاً من سطح البيت المجاور لمكان الحادثة، كان ذلك صوت عبدالباقي كليب (والد عيسى).
تعالت أصوات الحاضرين في المكان واجتهد كل واحد منهم وأبلغوا الشرطة والمرور والعمليات لكن لم يحدث شيء.
قريباً من موقع الاختطاف، كان شخص غريب يسير بجانب أحد الدكاكين، فتشكك أبناء الحي في أمره، امسكوا به واقتادوه إلى مركز الشرطة.
وهناك تأكدوا من انتمائه إلى المنطقة ذاتها التي ينتمي إليها الخاطفون (بني ضبيان).
***
يجلس منقبضاً في الصف الأمامي في انتظار صديقه الحميم
الطفل عيسى كليب: أخاف لو يرجعوا يخطفوني
كان عبدالباقي كليب في سطح منزله عندما تناهت إليه صرخات علي، وقد شاهد الغرباء يخطفونه بسيارة بيضاء.
هرع الأب إلى داخل البيت باحثاً عن ابنه عيسى الذي كان يعد شنطته استعداداً للذهاب إلى المدرسة. قال الأب الملهوف لابنه: «لا تسيرش المدرسة الآن، فقد خطفوا علي».
تداعيات خطف علي لا تتوقف عند حدود أسرته، بل تمتد إلى جيرانه وأصدقائه ومعلميه. ومنذ اختطافه كفّ صديقه الحميم عيسى عن الذهاب إلى المدرسة وحيداً. لقد اختطف الجناة البراءة من محيط علي.
في وقت لاحق من ساعة الشؤم التي حلت بسكان حارة علي في قلب العاصمة صنعاء، غادر عيسى رفقة أخيه علي (الذي يكبره) إلى المدرسة.
وفي الصف الأول من قاعة المدرسة جلس عيسى وحيداً على طاولة الدراسة، فقد كان شريك الطاولة في طريقه إلى «بني ضبيان» كرهينة لمقايضة السلطات به.
«كنا نجلس في الطاولة الأولى جنباً لجنب» قال عيسى لـ«النداء». والآن، وبعد أسابيع من خطف علي العديني، فإن تلميذاً آخر يحتل مقعده، وهو أمر لا يُريح عيسى.
«ما هلوش»، أضاف عيسى بمرارة قبل أن يستعيد أيام المرح رفقة علي: «كنا دائماً سوا، في الفصل وفي الحارة، ولما يجي عندنا (البيت) كنا نلعب سوا».
زاد: «هو صاحبي وجاري». وبحسب أسرة عيسى، فإنه لا يكف عن تذكر علي. وأكثر من ذلك فإن واقعة الاختطاف زعزعت سلامه، إذ غالباً ما يُشاهد باكياً، كما ينتابه الهلع من أن يعود الجناة إلى الحارة لاختطافه.
يجلس عيسى منقبضاً في الصف الأمامي في مدرسة عذبان، في انتظار وعود الحكومة بتحرير صديقه. وفي الاثناء يتسلح هو بوعده الخاص: «لما يرجع علي باقول له أيش درسنا، وبانحل الواجب سوا».
***
فقد والده عندما كان في الثانية ويحظى بمعاملة جيدة في بني ضبيان!
في 7 أغسطس 2001، فارق محمد عبدالله عبدالباقي العديني (والد علي) الحياة جراء حادث مروري.
كان علي في الثانية من عمره. وهو الشقيق الأصغر ل 8 أبناء وبنات، أكبرهم زهور، 22 سنة، التي كانت وقت فقد الوالد في ال15. يليها عبدالرحمن، 17 سنة، وياسمين، 16 سنة، وأسماء، 15 سنة، وعبدالمجيد، 14 سنة، ووفاء، 13 سنة، وفاطمة، 12سنة.
بعد مقتل الأب في حادث مروري تولى الجد الولاية على الأبناء القصر، واستأنفت الأسرة العيش في مسكن متواضع تعود ملكيته إلى أحد أقاربهم.
إلى الجد، يتابع أحوال الأسرة حميد العديني (عم علي) الذي يقيم في عدن. وكان قد تلقى اتصالاً من صنعاء بعد الاختطاف. وهو قال لـ«النداء» إنه صُدِم عند علمه بالخبر، خصوصاً وأن الابن (الذكر) الأكبر لشقيقه محمد هو عبدالرحمن الذي لم يتعد ال17.
بادر حميد إلى الاتصال بأصدقائه في العاصمة (التي لم تعد تعصم الأطفال من الخطف والتهريب والقتل). وقد أبلغه أصدقاؤه في وقت لاحق من اليوم نفسه بأن السلطات الأمنية أكدت أن واقعة الاختطاف حدثت بسبب التباس لدى الخاطفين، وأن «علي» سيطلق في اليوم التالي.
لم يُطلق علي. وفي اليوم التالي قدم عمه حميد إلى صنعاء لمتابعة الأجهزة المختصة.
السكينة لم تعد تطرق مسكن علي. ومعاناة أمه واخوته بلا ضفاف. لكن ذلك لم يمنع أحد الخاطفين من التأكيد في تصريحات صحفية أن «علي» يتمتع بكامل الصحة ويحظى بمعاملة جيدة في بني ضبيان!
***
خاطف الطفل العديني:
من أحالتهم الأجهزة الأمنية للنيابة ليست لهم علاقة بالاختطاف والطفل بصحة جيدة
خاص - «نيوز يمن»:
فيما قالت الأجهزة الأمنية إنها ألقت القبض على المتهم الرئيسي باختطاف الطفل علي العديني وأحالته إلى النيابة الجزائية المتخصصة، نفى الشيخ مقبل المشوح أحد خاطفي الطفل علي العديني منذ 12 من ديسمبر الجاري أن يكون الشيخ جبر الله بن عامر الشعبي الذي تم إحالته إلى النيابة مدبر عملية الاختطاف.
وقال الشيخ المشوح لـ«نيوزيمن»: إن الشيخ جبر الله ليس له علاقة بالاختطاف، وإنما وقف ضدهم، موضحا أن القضية بين بيت المشوح الذي ينتمي إليه وبين بيت الخامري، لا أكثر، وليس لبيت عامر أي دخل بالموضوع، كما أكد أن ما قامت به الأجهزة الأمنية مجرد ضغوطات تمارس عليهم.
كما أكد عدم الإفراج عن الطفل الذي يصر أنه ينتمي إلى بيت الخامري ، إلا بعد أن يمنحوا حقوقهم البالغة 300 مليون ريال ، والاحتكام لكتاب الله بقضية مقتل الشيخ محمد عبدالله نجران من قبل بيت الخامري، وإصابة الشيخ صالح المشوح بخمس طلقات نارية أدت إلى إصابته بالعقم.
وفيما يخص معاملة الطفل علي، قال المشوح إنه ليست من خصائص القبائل وبني ضبيان والعرب أن تسيء للمختطف، مؤكداً تمتعه بكامل الصحة والتغذية اللازمة والمعاملة الجيدة.
وأكد مصدر أن الأجهزة الأمنية تفرض طوقاً أمنياً على القرية التي يتحفظ فيها الخاطفون على الطفل الضحية في مديرية بني ظبيان, موضحا أن وزير الداخلية اللواء الركن مطهر رشاد المصري وجه الأجهزة الأمنية باتخاذ كافة التدابير والإجراءات للتسريع بعملية الإفراج عن الطفل "علي العديني" وتعقب وضبط بقية العناصر الخارجة على القانون المتورطة في عملية اختطافه لتقديمهم إلى العدالة.
ولفت إلى أن تلك التوجيهات قضت بتشديد الخناق على القرية التي يحتجز فيهاالخاطفون الطفل , واستخدام القوة إذا ما استدعى الأمر ذلك, وبما يكفل عدم تكرار مثل هذه الجرائم في مديرية بني ظبيان.
وأشار المصدر إلى أن أجهزة الأمن أحالت أيضا المتهمين من بني ظبيان في قضية اختطاف عدد من المهندسين بوزارة الأشغال العامة إلى النيابة الجزائية المتخصصة للتحقيق معهم تمهيدا لإحالتهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل والرادع لمثل هذا الأعمال الإجرامية المشينة التي يحرمها الشرع ويجرمها القانون وتتنافى مع أخلاقيات شعبنا اليمني.
وأكد المصدر إن القضاء على جريمة الاختطاف من أولويات وزارة الداخلية بغض النظر عما إذا كان ضحاياها من الأجانب أو اليمنيين نظراً لما تمثله من ضرر على سمعة اليمن الدولية وعلى الأمن والاستقرار في البلاد.
وكشف المصدر أن قيادة وزارة الداخلية أصدرت توجيها لكافة الأجهزة الأمنية التعامل بحزم وقوة مع جريمة الاختطاف وعدم التهاون في ملاحقة مرتكبيها وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل مهما كانوا ومهما كانت دوافعهم من وراء هذه الجريمة.
عن طفل بلا قبيلة وطبيب في العناية المركزة
2009-01-03