صنعاء 19C امطار خفيفة

بسبب الإهمال الطبي في مستشفى الثورة.. ضمور دماغي يحتل 90 ٪ من جسد شيماء

2008-07-11
بسبب الإهمال الطبي في مستشفى الثورة.. ضمور دماغي يحتل 90 ٪ من جسد شيماء
بسبب الإهمال الطبي في مستشفى الثورة.. ضمور دماغي يحتل 90 ٪ من جسد شيماء - هلال الجمرة
بقدر من الحظ توفَّقت شيماء، ابنة العشرة أشهر، بجراح ايطالي أنقذ حياتها، لكن خبراء القلب في مستشفى الثورة بصنعاء وقفوا لها بالمرصاد.. لقد قرروا في لحظة معتوهة تعطيل90٪ من أعضاء جسمها.
 منذ ولدت الطفلة شيماء كمال الشامي عام 2002، وهي تعاني من تشوَّه خلقي في القلب: «وجود فتحة في الحاجز البطيني للقلب». يتحتم لعلاجه إجراء عملية خطيرة، إلا أن والدها لم يكن مطمئناً على المجازفة بإجرائها داخل اليمن بسبب الأخطاء المتكررة التي يقع فيها الأطباء، والوضع الصحي المتردي إلى جانب عمرها الذي كان لا يسمح بذلك.

لقد ظلَّت الأمور تجري بشكل جيد، حتى شهرها الخامس عندها أصيبت بوعكة فنقلت إلى مستشفى الثورة ليكشف الأطباء عن تشوه في قلبها وأن عمله ليس طبيعياً.

 انتظر الشامي إلى أن بلغت ابنته شهرها العاشر وأخذ يفكر في تسفيرها إلى خارج الوطن للعلاج، لولا ظروفه المادية المتواضعة والصعبة. في الوقت الذي تضاعفت فيه هموم الأب وقلقه على حياة طفلته المريضة، زار وفد إيطالي مركز القلب بصنعاء، وعرضت عليهم الطفلة، فقرروا -الوفد- لها عملية جراحية نفذَّها الدكتور «برونوا» رئيس الوفد، بمساعدة عدد من الأطباء اليمنيين، مع العلم أنها لم تكن تعاني أكثر من أنها تشوه وكانت «حواسها سليمة»، أشار كمال الشامي.

«نجحت العملية»، قال رئيس الوفد مطمئناً والد شيماء، وغادر اليمن بعد ساعتين تاركاً العناية والمتابعة للمركز.

 بعد يومين من إجراء العملية بدأت مرحلة الإهمال، ففيما كانت الطفلة تحت تأثير المخدِّر العام وكافة الأجهزة الطبية في غرفة العناية المركزة مركبة عليها، استدعى الأطباء المشرفون على الحالة والدتها لإرضاعها، مما جعل حالتها الصحية تتدهور، وفقاً لوالدها.

«24 اكتوبر 2004»، هو اليوم المشؤوم في حياة أسرة شيماء التي ما إن تماثلت للشفاء حتى صدر قرار مدير المركز «بتعطيله جسدها» لقد وجَّه مدير المركز بنقل الرقود في غرفة العناية المركزة إلى الدور الرابع من مبنى مركز القلب بصورة سريعة.

وخلال عملية النقل المأساوية لم يراع هؤلاء أيّاً من شروط السلامة؛ فهم لم يتأكدوا من وجود الأكسجين، وضعوا الانبوبة الفارغة على فم شيماء وحملوها إلى الدور الرابع وعند منتصف المسافة، يقول والدها الذي كان يرافقها: «بدأت حالتها في الاضطراب والتشنجات وتغير لون وجهها وابيضت عيناها وحينها شعر المشرفون أن دبة الاكسجين فارغة تماما، فقام أحدهم بعملية النفخ اليدوي لكن دون جدوى وفات الآوان». في هذه الاثناء عرضت على طبيب هندي مختص بالدماغ فأخبرهم بلغة متطقعة: «ما لها إلا الله».

هنا انتهى دور المستشفى الكارثي، ليطرق كمال الشامي باب القضاء الذي أنصفه وأدان مركز القلب وحكم على المركز «بتدبير منحة علاجية مستعجلة»، بيد أن قرارات محكمة جنوب شرق الأمانة، لم تلق أي تجاوب أو اهتمام من «وزارة الصحة ومستشفى الثورة».

ويصف الشامي هذا التصرف بأنه: «مماطلة وتسويف مواعدة دون تنفيذ لقرارات المحكمة، وتحجج بذرائع واهية بأن المنحة تستغرق وقتاً طويلاً واجراءات معقدة متناسين أن الأطباء هم السبب في المأساة الإنسانية التي حدثت لشيماء».

لقد انحصرت كل آمال سائق الباص في شفاء ابنته، فيما المتهمون - أطباء القلب في متستشفى الثورة- يمرحون دون أدنى شعور بالذنب الذي اقترفوه جراء إهمالهم الطبي الفادح الذي أصاب شيماء بضمور دماغي وشلل تشنجي، عطل دماغي. 90٪ من الاجزاء الحركية والذهنية للطفلة شيماء.

لقد قُدر لشيماء أن تدخل مستشفى الثورة في شهرها العاشر لكن التقارير الطبية الثلاثة تؤكد أنه لم يقدر لها أن تغادر المستشفى «بلا حراك»، لولا تقصير أطباء مركز القلب في المستشفى.

فتقرير الوفد الايطالي عند زيارته الثانية لليمن بعد أشهر من اجرائه للعملية أكد أن سبب تردي حالة الطفلة وفقدانها لجميع حواسها هو تعرضها لنقص في الأكسجين بعد إجراء العملية ببضعة أيام وهو ما أدى إلى ضمور في الدماغ»، كما شخص تقرير المستشفى الجمهوري بصنعاء تدهور الحالة الصحية بذات الاسباب، كذلك تقرير الطبيب الشرعي بمكتب النائب العام، الذي شدَّد على ضرورة إلزام مستشفى الثورة بتوفير منحة علاجية وتوفير كافة الأدوية بصفة مستمرة ومستقبلية.

الآن وبعد 7 سنوات من الانتهاك الفاضح لحياة الطفلة و التراضي من قبل الجهات المسؤولة، تموت الطفلة ببطء شديد وكأنها تواجه عقاباً بالغ القسوة. فيما والدها لا يتوقف عن البحث عن منصف و مشاعر إنسانية تردع كل من لا يشعر بقيمة البشر.

 والد الطفلة الذي بات لا يعي تماماً ما يدور حوله، لم ييأس من علاج ابنته ومن معاقبة المجرمين ويشكو قائلاً: «رئيس الجمهورية وجه في رمضان بعلاج شيماء على حساب الدولة إلا أن وزير الصحة وجه مستشفى الثورة بذلك» فيما تنصل الأخير عن مسؤوليته في علاج إحدى ضحايا إهمال ممرضي مركز القلب.

ووجه الرجل بواسطة الصحيفة نداءً إلى نقابة المحامين يناشدهم فيه تشكيل لجنة للدفاع عن الطفلة «ضحية الإهمال الطبي الفادح» شيماء، والوقوف إلى جانبها ومساندتها.

halajamrhMail

إقرأ أيضاً