صنعاء 19C امطار خفيفة

ديمقراطية بالتجزئة

2008-05-15
ديمقراطية بالتجزئة
ديمقراطية بالتجزئة - منصور هائل
ستظل معظم المعارضة اليمنية غير ديمقراطية إلى أن تبرهن، بالافعال وليس بالاقوال فقط، على انها ديمقراطية خطاباً وممارسة، ومن غيرما تقسيط أو تجزئة.
 وينطبق المأثور القائل بإن «الظل لا يستقيم والعود أعوج» على حالة معظم هذه المعارضة التي كانت، ومازالت أشبه بمن يطلق الرصاص على قدميه.
ذلك بالضبط ما حدث حينما كانت ترفع شعارات مكافحة الاستبداد والديكتاتورية في صنعاء وخرجت إلى الشوارع في الوقت ذاته واليوم تهتف بأمجاد ديكتاتور بغداد عشية غزوه لدولة الكويت، ولغيره من الديكتاتوريين الجاثمين على أنفاس «الجملكيات» المشرقة.
والمحنة أنها لم تتزحزح عن مواقفها، ولم تتقدم خطوة واحدة جادة في منحى نقد الهزل الاسود الذي أمعنت فيه وأدمنت تعاطيه، حيث تبدو كمن يخشى أن ينكسر عنقه اذا ما التفت إلى الخلف وتفحص في مخلفاته وخيباته.
فهي بواقة بشكل لا نظير له في مستوى ما ترفع من شعارات الدفاع عن حقوق الانسان والحريات العامة وحرية التعبير بخاصة وتتعامى عن ارتكابات الديكتاتوريات الشقيقة والفاشيات الطليقة.
وهي تطالب بسيادة دولة النظام والقانون وترفض المظاهر المسلحة والميليشات الخارجة على سيادة القانون والدولة في اليمن، وتؤيدها تلك المظاهر الميليشية في البلدان الأخرى مثل لبنان وغيرها.
وفي حين تناهض شتى مظاهر استهداف وسائل الاعلام في الداخل فإنها تسكت، إن لم تؤيد، استهداف الكتاب والمثقفين والناشطين المعارضين في العواصم الشقيقة والرفيقة المصنفة في إطار «الخط القومي».
وكما تبدو هذا المعارضة عصية على التعريف والتوصيف فإن قياس المسافة التي تفصل بينها والديمقراطية سيغدو ضرباً من تربيع الدائرة.
ذلك أن الذي يرفض أن يلجم أو يكتم ويقف مع كتم وإلغاء «الآخر» وكسر الاقلام ومع سيادة اللون الواحد في الاقطار والامصار العربية الأخرى يدخل في قوام «كتائب الإعدام» والضالعين في الانتهاكات الصارخة بحق الحريات والاحرار، ولا خطر على الديمقراطية أكبر من ممارستها بالتجزئة او الادعاء بها وفعل ما ينقضها ويقوضها ويجعل منها أكذوبة هزلية ومسخرة.
mansoorhaelMail

إقرأ أيضاً