كأنني رأيت هذا الحلم - عناية جابر*
أوقعتْ "فلافي"
زجاجة بيرة.
تحت الطاولة
تختبر الآن
شعوراً
مزعجا
يا قطتي الصغيرة
يا حبيبة قلبي
تعالي تذوّقي معي
الرغوة عن البلاط
فليس في نيّتي أن أطاردك
ولا أقوى حتى
على إشعال الضوء
على الحائط قبالة البيكادللي
" بوستر " عن فيلم لبا تشينو
بوسترات الأفلام الأخرى
ممزقة
زهور فاسدة، كاتو
وعلب سجائر مبعوجة
واقٍ ذكري كبصقة عملاقة
سهرة الأمس الرومانسية
في حاوية القمامة
فتحتُ التلفزيون وسألت المذيعة
عن أحد، ربما
سأل عنّي.
أتمدّد على الأرض
لكي يلحظني المّارة
في إنعكاس جسدي الذهبي
تحت الشمس.
مسرعين، لايلتفتون
يبتعدون دائما
برفقة كلابهم
كأنني رأيت هذا الحلم من قبل:
طفلةٌ بردانة
تدخل باص المدرسة
لم يوقظني قصف الرعد
بل خبطةُ الباب القوية
للباص نفسه
الذي إنطلق للتوّ.
في غرفة ما
فندق ما
أقلِب سقطتي
على
ظهرها
الحب بدويٍّ هائل!
وطيلة الليل
مغطّى بالريش
ماذا إذن؟
حينما تقف الروح وحيدةً
صلعاءَ كشبح
أو يطرق " التشيللو "
برأسه عميقا
آلاف الأعصاب الحسّاسة
قِردة تقفز على الأشجار
مع ذلك على يدي
أن تبدأ بطريقة ما
كلمات كبيرة، كلمات مثيرة
طعمها الطيّب، مرقها الحلو
لكنّ الخمر تساعد
لكن مليار حلم عنك
يساعد
وتساعد النار الهادئة
والسريّة
التي تتنفّس نفسها
سعال الشجر في الخارج
والأشباح التي
لاتحدث صوتا
يدك ممدودة الآن
الظهور العجائبّي
ولا
يُصّدق
أبداً لن أراك
بجسدي المُذنب
تطير عاليا
أزرقَ فاتحاً
تملأ السماء
الألم جيداً.
عيون كبيرة
في وجه وحيد
مع فارق الوقت
بين أميركا وبيروت
الأرجح
أنت نائم الآن
مع انك تنتصب في غرفتي
كملاك
لاأحركّ رأسي
أنتظر
الى أن يختفي المشهد
نوبة قلبية
تحدث.
* شاعرة من لبنان
كأنني رأيت هذا الحلم
2006-07-19