صنعاء 19C امطار خفيفة

"اليمنية" تعبث بالأمن من بابه الأول

2008-03-06
"اليمنية" تعبث بالأمن من بابه الأول
"اليمنية" تعبث بالأمن من بابه الأول
- أمين محمد الشعيبي
يبدأ أمان الطائرة من المهندسين والفنيين في كل المطارات، غير أنهم يواجهون عسفا مستمرا من إدارة شركة طيران اليمنية.
 المعاناة ظهرت ليس على المهندسين فحسب، بل إن جميع موظفي اليمنية - منطقة عدن، بأقسامها المختلفة، في المبيعات والشحن والتفريغ والاستقبال والمغادرة، يعانون منذ أعوام من التفرقة العنصرية في الرواتب. حيث وجدنا أن رواتب الموظفين في منطقة عدن ضئيلة جداً بالمقارنة بموظفي اليمنية بمنطقة صنعاء.
 الموظفون ونقابتهم لم يسكتوا عن حقهم. فنقابة العاملين في الخطوط الجوية اليمنية - فرع عدن، أصدرت بيانها الأول الأربعاء الماضي، ووجهته إلى كافة العاملين في شركة طيران اليمنية - منطقة عدن. وذكر البيان أنه نظراً لعدم تجاوب رئيس مجلس إدارة "اليمنية" في صنعاء، الذي "سبق وأن وجهنا له خطابا سابقا قبل أسبوعين، أوضحنا له فيه أن مطالبنا بسيطة وهي المساواة في استراتيجية الأجور مع زملائنا في منطقة صنعاء". وأوضح أنه من غير المعقول أن يعمل الموظف مع الشركة قرابة 25 عاما ويستلم نصف راتب موظف جديد تم تعيينه من سنتين في مكاتب الشركة بصنعاء. وأضاف متسائلاً: "هل يعقل أن رئيس قسم في عدن يستلم أقل من موظف جديد هناك، رغم فارق الخبرة والمنصب؟ وأحياناً الشهادة الجامعية تكون هنا أكبر ممن يعملون برواتب مغرية هناكـ".
وتطرق البيان إلى أن الدستور والقانون كفل المطالبة المشروعة لكل موظف، و"نحن من حقنا أن نطالب بحقوقنا ابتداء من اليوم (27/ 2/ 2008) برفع الشارات الحمراء". مطالباً جميع الموظفين والموظفات بأن يكونوا يداً واحدة وجنباً إلى جنب حتى إحقاق الحق ودحر الباطل والمعاناة الأمر الذي لن يُسكت عليه. مشيراً إلى أن الشارات الحمراء ستستمر لمدة أسبوع بعدها سيكون لهم قرار تصعيدي آخر. ودعا البيان كافة الموظفين إلى الالتزام بما سبق. راجياً كبار مسؤولي الشركة في عدن أن يكفوا عن التهديد والكذب على الموظفين، "فهم يعلمون بمعاناتنا أكثر منا نحن".
المعاناة كما لمسناها كبيرة جداً والمعروف أن أغلب الموظفين المتواجدين في مكاتب فرع "اليمنية" بعدن هم من النساء والرجال كبار السن الذين قد تجاوزت خدمتهم في الشركة العشرين سنة. لكن الحكاية كما يرويها أحد الموظفين هي إن قام رئيس مجلس إدارة الشركة بعد حرب عام 1994 بالاجتماع بموظفي الشركة القدامى، وبعد أن امتدح خبراتهم الكبيرة في كل الأقسام طلب منهم أن يتحولوا جميعاً إلى صنعاء. وأوضح أن قرار التحويل حينها لم يكن رسميا. وعندما شكا إليه الموظفون عدم مقدرتهم على ترك أولادهم في المدارس والجامعات والتغرب آخر زمانهم وكذا توضيح الموظفات اللاتي لديهن أزواج وأولاد بمختلف المستويات الدراسية، مما يعني صعوبة الانتقال إلى صنعاء، حينها قال لهم: "أنتم أحرار، من أراد أن يتحسن وضعه فليطلع صنعاء ومن يقبل أن يظل كما هو فليظلـ".
 الجميع اعتبروا ذلك إغراءً لهم كي يذهبوا من عدن للاستفادة منهم في الأقسام الحديثة هناك، وبعد ذلك سيكون الوضع طبيعيا والكل في شركة واحدة، ولو أضافوا مبالغ معينة كبدلات بعد أي شي فالله يفتح على إخواننا الذين سيطلعون للعمل بصنعاء.
 بعدها، سنة وراء سنة ورواتب الموظفين في عدن تحبو حبو السلحفاة، بينما رواتب الموظفين في صنعاء طارت وأصبحت تفوق رواتب موظفي عدن أضعافا مضاعفة، وهذا خارج العلاوات.
 بدأت المطالبات الآن تشتد، خصوصاً بعد غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار بعد أن كانت إدارة الشركة تهدد من يفكر في أي إضراب بأنه سيجد نفسه مفصولا ومرميا في الشارع. لكنهم قرروا إخراج مشكلتهم إلى الإعلام، داعين الصحف إلى التوجه إليهم للتعرف على معاناتهم، مشيرين إلى استعدادهم للحديث "بدون خوف، فالحق أقوى من الباطل، وما ضاع حق وراءه مطالبـ".

إقرأ أيضاً