* لا يوجد صقور أو حمائم بيننا واللجنة التي تدير شؤون المجلس شكلت بسبب انشغال ناصر النوبة في الهيئة التي شكلها
* سقف مطالبنا سيتحدد إذا اعترف النظام بالقضية الجنوبية
* نواب الجنوب في البرلمان فاعلون في الاحتجاجات، وما يتحدث به محمد الشدادي إيجابي
* كل جنوبي حتى ولو كان في السلطة يشعر بالإقصاء والتهميش
حوار: سامي غالب
Hide Mail
في الأزمات الداخلية يسهل ترويض القوة وإلزامهاالحياد، لكن من الجنون التفكير بتحييد الزمن.
منذ بدأت الاحتجاجات في الجنوب وهي تأخذ منحى تصاعدياً متسارعاً قبل نحو عام، اعتمدت السلطات في المركز والمحافظات سياسة الإنكار إزاءها في أغلب الأوقات، راكنةً إلى ورقتي القوة والزمن. وقد أمكن للمحتجين ترويض القوة العارية، أما الزمن فقد بات العامل الحاكم لمجريات الأمور في الركن الجنوبي.
لا توجد سياسة جنوبية في المركز، بل سياسة إنكار، وإلا فسياسة مقامرة في مسائل تخص مصائر الأوطان، في مواجهة حركة احتجاج متنامية ذات طابع انتشاري داخل المحافظات الجنوبية والشرقية، عبوراً للحدود الوحدوية بلوغاً إلى تجمعات «يمنية» في المنافي القريبة والبعيدة.
الحالة الجنوبية بلغت اللحظة الحرجة، والاحتجاجات تتعاظم، يستحث أصحابها الغضب من الإقصاء والتجاهل والانكار، فإذا هم يخرجون إلى الشارع في مواجهة القوة العارية مدرعين باليقينيات والمطلقات.
وإلى اليقينيات والمطلقات والمظالم تطوِّر حركة الاحتجاجات ذات المكونات المتمايزة، وأحياناً المتباينة، آليات تنظيمية من شأنها أن تضع حداً لسياسات الإنكار والمقامرة، حتى وإن دفعت بالأزمة باتجاه الحافة.
العميد علي محمد السعدي، أحد أبرز قيادات الحركة الاحتجاجية وعضو مجلس التنسيق الأعلى لجمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين، يتحدث هنا لـ«النداء» عن أولويات الحركة وبرنامجها في المرحلة المقبلة.
> احييتم قبل أسبوعين يوم الشهيد في عديد من المحافظات الجنوبية. والسؤال الذي يفرض نفسه عقب كل فعالية على أنصاركم ومؤيديكم، كما على المراقبين والمحللين، هو ماذا بعد؟
- الاحتجاجات بدأت من أجل ألاَّ تتوقف. نحن مصرون على استمرار هذه الاحتجاجات إلى أن يتحقق الهدف الذي قامت من أجله. ستتواصل الاحتجاجات وستتصاعد.
> تتحدث عن الهدف، ماهو هذا الهدف؟
- الاحتجاجات قامت لأسباب سياسية بحتة. في 94 قضت الحرب على الوحدة التي تمت في 90 بين الشمال والجنوب، وتحولت الوحدة إلى إلغاء للشراكة الجنوبية، الحرب حولت الجنوب إلى مناطق للفيد والغنيمة والنهب.
> وهدفكم إزالة هذه النتائج؟
- كان ذلك هدفنا. تعرف أن السلطة كان ينبغي أن تزيل هذه الآثار بعد الحرب، ولكنها تمادت في الإقصاء والإلغاء، حتى ترسخت المشاعر لدى الشارع الجنوبي بأن ماهو قائم هو وضعية احتلال، وأن الموجود هو نظام الجمهورية العربية اليمنية (الشمال)، المجتمع في الجنوب صار خارج معادلة الوحدة. الوحدة فقدت مصداقيتها لدى الشارع الجنوبي اليوم، هناك شرخ عميق في النفوس سببه ممارسات نظام 7 يوليو.
> ما فهمته منك أن الهدف لم يعد إزالة نتائج وآثار حرب 94، وإعادة الجنوب إلى المعادلة الوطنية كشريك حقيقي في إدارة شؤون البلاد، وإنما أبعد من ذلك.
- طبعاً، فالأمور استفحلت، وأدت إلى وجود مشاعر كراهية عميقة لما يسمى «وحدة». المجتمع في الجنوب يطالب النظام (الحكم) بالاعتراف بالقضية الجنوبية. في السنوات التي اعقبت حرب 94، كان من السهل على السلطة أن تعمل على اصلاح مسار الوحدة وترمم ما خربته الحرب، لكن تماديها أدى إلى تعقيد الأمور ومراكمة المشاكل، وصار الحال أعقد من مجرد الترميم.
> إذا اعترفت السلطة، وهذا أمر مستبعد، صراحة بالقضية الجنوبية، ووضعت برنامجاً عاجلاً لمعالجة المظالم وإلغاء آثار الحرب، هل سيتغير موقفكم؟
- إذا اعترف النظام بالقضية الجنوبية عبر قرار سياسي، سيظهر حينها من يعبر عن هذه القضية أو يحاور حولها.
> تعتمدون كما أرى أسلوب الغموض البناء، لا تريدون الكشف عن أهدافكم من الآن، وتتركون الأمور إلى حين يتحقق هذا الاعتراف؟
- عندما يعترف النظام بالقضية الجنوبية، ستتضح الأمور وسيتحدد السقف.
> هل تشعرون أن الوقت في صالحكم خصوصاً وأن الحكومة، كما أعرف، تراهن على عامل الوقت، أملاً في أن يطرأ عامل جديد يشوش على نضالكم وعلى تصوراتكم لإدارة الأزمة معها.؟
- الوقت ليس في صالحنا منذ الحرب. نحن مغلوبون على أمرنا بقوة السلاح. المسألة ليست في أشخاصنا، الشارع الجنوبي سيواصل نضاله إلى أن يتحقق الهدف المنشود.
> بدأتم انطلاقتكم قبل نحو عام، وواضح أن مسار نشاطكم في تصاعد. بدأتم كمجموعة محدودة جداً، ومنذ ذلك الوقت تزداد شعبيتكم وتنضج حركتكم، ولكن مع مضي الوقت قد لا يكون الزمن في صالحكم، في حال طرأت عوامل جديدة؟
- من نحن كي نخشى هذا المحذور؟ نحن جزء من المجتمع الجنوبي، والمعاناة تشمل أبناء الجنوب. السلطة ليس في حسبانها تحسين ظروف الجنوبيين حتى نخشى من ظهور عوامل جديدة. كل ما في حساباتها هو شراء بعض الذمم، وذلك كما تعرف لم يؤثر بأي شكل على «الحراك الجنوبي».
> بدأتم برفع مطالب حقوقية، وبدأ الملمح السياسي يظهر أكثر فأكثر في خطابكم لاحقاً. ألا تخشون مما قد يكون حرب استنزاف تعتمدها السلطة معكم لإفقادكم القدرة على التركيز؟
- لا نخشى شيئاً من هذا. عزيمتنا قوية وقناعاتنا الراسخة لا تخص شخصاً أو مجموعة أشخاص ولكنها ملك أبناء الجنوب بشكل عام.
> الشهر الماضي تم الاعلان عن الهيئة الوطنية العليا لقيادة الحراك في الجنوب، ذلك الاعلان المنفرد من النوبة وباعوم، من شأنه أن يبعث رسالة محددة إلى السلطة تفيد بنجاعة أسلوبها، وصار في وسع أي مسؤول في الحكم أن يقول: ها إن مخططنا نجح، وهاهم قد شرعوا يتشرذمون؟
- الهيئة كوَّنها أخوه مناضلون، ولم تخرج عن التوجه العام للحراك الجنوبي، ونحن مع أي شخص أو أي مجموعة تبادر وفق وجهة نظرها لنصرة القضية الجنوبية. في نهاية المطاف نحن نكمل بعض، ونعمل من أجل هذه القضية.
> قل لي توصيفك لهذا الإعلان، أليس خطوة انفرادية من اثنين من زعماء الاحتجاجات، وهي خطوة لا تشوِّش فقط على المتعاطفين معكم، وإنما أيضاً على المنخرطين في الاحتجاجات وتشعرهم بوجود سباق على الزعامة، وخطر تشرذم؟
- الأخ المناضل حسن باعوم والأخ المناضل ناصر النوبة، هما من قيادات الحراك الجنوبي، ولا أحد قادر أن ينكر دورهما. هما انطلقا من رؤية (يعتقدون أنها) تخدم القضية الجنوبية، ولنترك ذلك للزمن. أما الرهان على إمكانية قيام خلاف بيننا، فهو رهان خاطئ. قد نختلف في أرائنا، ولكننا نلتقي على القضية التي نعمل من أجلها.
> لا نتحدث عن تباين في الآراء، ولكن عن خطوة انفرادية، وكنا في «النداء» أستطلعنا آراء عديد من قيادات الاحتجاجات في محافظات عديدة، وجميعهم أفادوا بأنهم فوجئوا بها، وهذا موضوعياً خطر على الاحتجاجات؟
- نحن في ظل وضع سياسي معقد، ونعمل في ظروف شاقة، ومن حق أي أشخاص يلتقون على رؤية معينة أن يعبروا عنها.
> بعد الاعلان عن هذه الهيئة، هل جرت اتصالات مؤخراً بحيث يتم احتواء أية تداعيات أو مترتبات سلبية على هذا الاعلان؟
- لم يتم تقييم السلبي والايجابي. نحن الآن في مرحلة اجتهادات. ولا أحد يملك الحق في انتقاد أي شكل من الأشكال النضالية في الجنوب. كل الأشكال النضالية، التي ظهرت أو ستظهر، تخدم في الأخير القضية الجنوبية.
> ألا تخشون التشرذم؟
- نتشرذم من أجل ماذا؟
> بوسع السلطة أن تقول إن هؤلاء حفنة من الاشخاص الذين يتصارعون على الزعامة، وكلُّ يدعي تمثيل الناس، وليس لأي منهم أي صفة أو حق في تمثيل الجنوب؟
- قلت في مقابلات سابقة بأن القضية الجنوبية ليس لأي أحد الحق في اختزالها في شخصه، وهي قضية تخص أبناء الجنوب بدون استثناء، ولا أرى أن هذه الاجتهادات دافعها الزعامة. أنا شخصياً لا أدعي لنفسي الوصاية أو الزعامة على أحد، أنا جزء من هذا الحراك. التباين في الآراء أمر حتمي وليس صراعاً على الزعامة أو خلافات وقطيعة كما تشيع بعض الصحف.
> العميد ناصر النوبة هو رئيس مجلس التنسيق الأعلى لجمعيات المتقاعدين، وهو تشاور واتفق مع شخص من خارج المجلس هو حسن باعوم. كصحفي أتابع من خارج المجلس، يبدو لي وكأن النوبة اتفق باعتباره ممثلاً لمجلس التنسيق مع باعوم.
- الهيئة العليا ليست وليدة إعلان المناضلين باعوم والنوبة. كلنا نجتهد للوصول إلى هذه الهيئة. ما حصل أن الإعلان فاجأنا. وكما أشرت فإن الظروف قد تكون أعاقت التنسيق لهذه الهيئة. أنت تتابع وتعرف أن الاعداد جار على قدم وساق لاستكمال هذه الهيئات على مستوى المحافظات الجنوبية، وسيتم في الختام الاعلان عن الهيئة العليا لقيادة الحراك الجنوبي، وسيتم اختيار قيادة لهذه الهيئة. وأرى أن هناك عوامل قد تكون دفعت إلى استعجال هذا الأمر (اعلان الهيئة من باعوم والنوبة)، ولا أستبعد (تأثير) الضغوط السلطوية التي تعيق الكثير من التواصل.
> انتم الآن تعدون من أجل هيئة وطنية عليا بالشكل الطبيعي، بدءاً من المديريات فالمحافظات، أين بلغتم؟ هل انتهيتم من المديريات؟
- جزء كبير أنجز على مستوى المديريات والمحافظات، وما تبقى سينجز في ظرف أسابيع. ولا يوجد خلاف مطلقاً على هدف تشكيل هيئة عليا.
> هل سيكون هناك مكان لحسن باعوم وناصر النوبة في الهيئة العليا، وفي حال أصرا على الاستمرار في الهيئة التي أعلناها، كيف ستتعاملون معهما؟
- من نحن ومن هم؟ نحن مكملون لبعض، وكلنا شركاء في هذا الحراك، ولا أحد له حق الوصاية أو الحق في شطب أو إلغاء أي شخص. نحن خبرنا مسألة الالغاء والتهميش في الماضي، وهي كانت العامل الرئيسي في إيصالنا إلى هذه الوضعية السيئة التي نعيشها اليوم. أبناء الجنوب اليوم هم أصحاب الحق في تقرير من يكون في رئاسة الهيئة، وذلك خيار مفتوح لهم.
> كما تعلم، فقد أثير لغط بعد إعلان الهيئة حول وجود خلاف بينك وبين النوبة، هل جرى تواصل شخصي من أي نوع بينكما مؤخراً؟
- أولاً لا يوجد خلاف، هذه زوبعة اعلامية وراءها النظام، وتواصلنا مستمر، ولا شيء يعكر (صفو) علاقتنا.
> متى اجتماعكم المقبل كمجلس تنسيق؟
- السبت المقبل 23 فبراير.
> هل سيحضره النوبة؟
- الاجتماع مفتوح. ومن لديه ظرف خاص فغيابه لايعني وجود إلغاء أو شطب.
> بعد الاعلان عن الهيئة، اجتمع المجلس وشكل لجنة مصغرة برئاستك، أنيط بها اعداد صيغ وتصورات، وتطوير اللائحة المنظمة لعملكم، هل انجزت اللجنة هذه المهمة؟
- اللجنة شكلت لإدارة شؤون المجلس، ولم أكلف برئاستها، بل كنت على راس الأسماء الستة التي اختيرت، ونحن نكمل بعضاً. بالنسبة للائحة، لدينا لائحة منذ إنشاء المجلس، ونحن في حاجة لتطويرها للتكيف مع الأمور التي طرأت خلال الفترة الماضية.
> أيمكن أن تحدثنا عن هذه الأمور التي طرأت، أو على الأقل بعضها؟
- لا نستطيع أن نتحدث عنها إلا بعد إقرارها.
> ذكرت أن من مهام اللجنة إدارة شؤون المجلس، ألا يعني ذلك تحييداً لموقع رئيس المجلس؟
- الاجتماع الذي عقد وشُكلت فيه اللجنة، جاء بعد اعلان الهيئة العليا التي يرأسها الأخ العميد ناصر النوبة. وحرصاً منا على تجنب أي قصور في أداء المجلس جراء انشغال الأخ النوبة بالهيئة الجديدة، عملنا على تشكيل هذه اللجنة، وذلك لا يعني أي نقد للأخ النوبة بقدر ما يعبر عن الحرص على توفير الفرصة له للنشاط في الاتجاه الذي اختاره حتى تتضح مع الوقت فعالية الهيئة التي شكلها.
> تعرف ما يُساق من تقييمات لمجلس التنسيق الأعلى للمتقاعدين العسكريين والأمنيين، حيث يجري الحديث عن حمائم وصقور، أو معتدلين ومتطرفين، وأنت تصنف باعتبارك معتدلاً أو من الحمائم أيوجد فعلاً في المجلس حمائم وصقور؟
- لا يوجد صقور أو حمائم في المجلس. الصقور الكاسرة هي سلطة 7 يوليو، هي التي تنهب كل شيء. أما نحن فليس في يدنا سوى الحراك السلمي الذي نواجه به هذا الطغيان الشامل. أما بخصوص التصنيف إلى متطرف ومعتدل، فجميعنا يعمل من أجل الجنوب.
> انتم في مجلس التنسيق تسعون لتطوير اللائحة لاستيعاب المتغيرات، وفي نفس الوقت يجري حالياً الترتيب لملتقيات المحافظات وصولاً إلى الهيئة العليا، أريد أن أعرف أين سيكون موقعكم كمجلس تنسيق للمتقاعدين داخل ملتقيات المحافظات والهيئة العليا؟
- سنكون جزءاً من هذا الإطار. وداخل هذا الإطار سيترك هامشاً لكل جمعية أو فعالية للحركة وحدها، كل بحسب نطاق اهتمامها. عملنا مشترك ومتكامل ومتناغم.
> من يتولى العملية الاجرائية في التحضير لانشاء ملتقيات المحافظات، وكيف يتم تمثيل مجلسكم والأطراف الأخرى في لجان التحضير؟
- نحن نرى أن تكون كل هيئة في مديرية ممثلة من جمعيات المتقاعدين وجمعيات الشباب العاطلين، والأحزاب السياسية وغيرها من الفعاليات.
> هل الأحزاب منخرطة فعلاً في هذه العملية؟
- طبعاً. أنا لا أنكر دور هذه الأحزاب في الجنوب، وهم لا يعملون وفق الرؤى التي يتبناها المركز (العاصمة). فروع الأحزاب في المديريات والمحافظات مشاركة بفعالية، وهم في الأخير جنوبيون ومن هذا المجتمع.
> ألا يوجد قلق لديكم مما يتردد من نزوع المشترك عبر فروعه للهيمنة على هذه الملتقيات؟
-لا. هؤلاء يحملون هذه القضية، سواءٌ بصفتهم جنوبيين أم بصفتهم السياسية. (قادة) الأحزاب في المركز لم يعترفوا بالقضية الجنوبية، لكن فروعهم في المحافظات لا يعترفون فحسب، بل ويشاركون في كل الفعاليات.
> وماذا عن الأحزاب الأخرى، كالرابطة، والتجمع الوحدوي اليمني، والمؤتمر الشعبي العام؟
- لا يوجد فرز بالمعنى الحزبي في الحراك الجنوبي. كل أبناء الجنوب شركاء بصرف النظر عن انتماءاتهم الحزبية.
> ولكن تصدر في فعالياتكم دعوات إلى أعضاء الأحزاب، والمقصود أحزاب المشترك تحديداً، بترك أحزابهم، كما حدث في الضالع الأسبوع الماضي، وقبل ذلك في ردفان؟
- لست مع هذه الدعوات. نحن نريد العمل في إطار أوسع، وما دمنا جنوبيين وأصحاب قضية واحدة، ومادامت الحزبية ليست عائقاً فلماذا نستعدي الأحزاب؟
> لعلك قرأت حوار فيصل بن شملان المنشور في «النداء» الأسبوع الماضي، ودعوته اللقاء المشترك إلى التحاور معكم لبلورة صيغة نضالية في إطار الوحدة، كما أن ياسين سعيد نعمان أمين عام الاشتراكي في حوار سابق مع الصحيفة حذر من مغبة استعجال قطف ثمار الاحتجاجات من قبل تعبيرات سياسية، ألا ترى أن هناك حاجة لحوار واسع مع مختلف الفعاليات كيلا يحدث عند الاستحقاق أية تباينات تعيق الهدف من هذه الملتقيات؟
- نحن نتعامل مع كل القوى السياسية في الجنوب، أو أية فعاليات سياسية أخرى. فيما يتعلق بالأحزاب في المركز، فإن لها أجندتها ورؤاها التي لا تتفق مع ما يناضل من أجله الشارع الجنوبي. نحن نعمل على إرساء قيم الحرية والتنوع في الرأي ونبذ الاقصاء والإلغاء، ولا أرى أن نثير خصومة مع الأخوة أعضاء الأحزاب، ونستعديهم، هم جزء من هذه القضية.
> تعرف أن لكل حزب برنامجاً سياسياً ونظاماً داخلياً يحدد الشروط والواجبات، ومستقبلاً قد يحصل تباين في حال طُلب من هؤلاء الحزبيين تبني مطالب أو خطاب يتناقض مع وثائق أحزابهم، فذلك قد يؤدي إلى حرج وربما انسحابهم من فعالياتكم، ما يعني ضرورة أن يكون للملتقيات برنامج محدد سلفاً قبل تشكيلها؟
- منذ بدأنا لم نشعر بأي مرحلة بوجود أي تباعد مع أخواننا في فروع هذه الأحزاب، بل عملنا، معاً، في تناغم. عملنا طوعي، وفي المستقبل أي شخص يرى أن برنامج عمل هذه الملتقيات المتفق عليه يتنافى مع اتجاهه الحزبي، فذلك شأنه وله الحرية في إتخاذ ما يراه.
> هل يوجد أي شكل من أشكال التواصل أو الحوار بينكم وبين اللقاء المشترك كهيئات مركزية؟
- في المحافظات الجنوبية نحن على أتصال مع إخواننا في هذه المحافظات، وهم جزء منا، ولا توجد بيننا تباينات.
> لستم كذلك مع القيادات المركزية؟
- هم يطرحون خارج ما يطالب به الشارع الجنوبي.
> هل بدرت أية إشارة أو رسالة من المجلس الاعلى للقاء المشترك (أمناء عموم الأحزاب) عن نيتهم التفاهم معكم أو النقاش حول طروحاتكم أو بحث وجهة الاحتجاجات؟
- شخصياً لم يحدث أي اتصال معي.
> في حال بادروا حسب نصيحة فيصل بن شملان، إلى طلب الحوار معكم لتكونون معاً؟
- من نحن حتى يتحاورون معنا؟
> يحاورونكم كمجلس تنسيق للمتقاعدين، كهيئات تصالح وتسامح، كجمعيات أخرى. هم أصحاب مصلحة ولديهم قواعد كبيرة في هذه المحافظات، ومن واجبهم كأحزاب سياسية الا يتجاهلون ما يجري في الجنوب.
- إذا أرادوا إرسال رسالة إلى «الحراك الجنوبي» فبإمكانهم إرسالها عبر فروعهم، وهي ستتولى طرحها على قيادات الحراك الجنوبي.
> أحزاب في المشترك، وبخاصة الاشتراكي، تتحسس من وجود تحريض ضدها من قبل بعض قيادات الاحتجاجات، هل ترى ذلك التحسس مبرراً؟
- الاشتراكي يشارك بفاعلية في الاحتجاجات، والأخ حسن باعوم عضو المكتب السياسي في الحزب الاشتراكي اليمني، وهو أحد رموز الحراك الجنوبي، ولم يشعر يوماً بأي حساسية. لا أجد مبرراً لهذه الحساسية.
> هو من تيار اصلاح مسار الوحدة، وبالتأكيد لن يشعر بحساسية، تماماً كما محمد حيدرة مسدوس، وهؤلاء كانوا أقلية داخل هيئات الحزب المركزية.
- خلافنا فقط مع من لا يقبل تطلعات الشارع الجنوبي.
> مع ذلك في حساسية لدى بعض قيادات الحركة الاحتجاجاية من حضور المشترك المتزايد في حركة الاحتجاجات؟
- أنا شخصياً لا أرى موجباً لأي حساسية، فأحزاب المشترك في الجنوب لم تطرح أي موضوع يتنافى مع مطالبنا.
> أيمكن عزو التحسس ضد الأحزاب، وأنا لا أقصدك، ولكن أقصد بعض زملائك في المجلس، إلى خلفيتكم العسكرية والأمنية؟
- نحن لسنا عسكريين في الوقت الحاضر، بل جزء من الحركة المدنية الموجودة في الجنوب. ثم اننا لم نزعم لأنفسنا بأننا الكل في الكل. تعرف أن العمل السياسي بدأ منذ انتهاء الحرب، سواء عبر أحزاب أو مستقلين، وهذا ما هيأ الأرضية لنا للخروج يوم 7 يوليو 2007. وفي ذلك اليوم لم يكن الموجودون في ساحة الحرية عسكريين فقط، بل خرج المجتمع الجنوبي بكل شرائحه.
> أحد الاصدقاء وهو صحفي كبير وصاحب تجربة ومؤيد لكم، عزا بعض التصريحات الحادة لبعض زملائك ضد الحزبية إلى الخلفية العسكرية التي جاءوا منها؟
- التفاوت موجود. ربما وجد أشخاص بيننا يعتبرون أن الحل هو بيدنا نحن العسكريين وليس بيد أي جهة أخرى. على أية حال هذه نظرة خاطئة.
> توجد انتخابات عامة دورية في اليمن. في 1997 كما تعلم حدثت مقاطعة واسعة للانتخابات النيابية، ولكن لاحقاً في 2003 و2006 انخرطت الأحزاب جميعها بما فيها الاشتراكي في الانتخابات النيابية والمحلية. يوجد ممثلون منتخبون عن دوائر ومديريات الجنوب في هذه المجالس، كما ويوجد جنوبيون في مجلس الشورى، أين تتصور موقع هؤلاء في حركة الاحتجاجات مستقبلاً؟
- أغلب هؤلاء موجودون في الحراك الجنوبي.
> تقصد أغلب أولئك المنتمين للاشتراكي والاصلاح؟
- نعم، واعطيك مثلاً بالمهندس محسن باصرة (إصلاح -حضرموت) والأخ العزيز إنصاف مايو (اصلاح -عدن)، ومن الاشتراكي علي صلاح الشنفرى، والخبجي وعيدروس النقيب.
> ولكن أغلبية المقاعد في مجلس النواب والمجالس المحلية هي مع المؤتمر الشعبي، ماذا عن هؤلاء؟
- كثير من الأخوة في المؤتمر الشعبي مع الحراك الجنوبي.
> دعنا نحدد الأمر. لنأخذ على سبيل المثال النائب محمد الشدادي، هو معروف بأنه يحمل وجهة نظر نقدية تجاه ممارسات الحكومة، أين موقعه؟
- الأخ محمد علي سالم الشدادي علاقتي به ليست عميقة، ولقاءاتي به نادرة، ولكن يُنقل لي ما يتحدث به، وهو يتحدث بشكل ايجابي. قناعتي أن لا أحد من أبناء الجنوب، سواء كان في السلطة أو خارجها، لا يشعر بأن الجنوب أقصي وهُمش، ويتم طمس هويته وتاريخه. وهؤلاء جزء منا.
> انتم، طبعاً، تتجنبون توجيه أي نقد لهم بخصوص مواقفهم، أو حتى استمرارهم في مجلس النواب، باعتبار أن مجلس النواب مؤسسة دستورية لليمن الواحد.
- سبق أن طُرح عليَّ هذا السؤال، وقلت إننا لا نكن العداء لأي جنوبي، حتى لمن هم في السلطة، ووجودهم هناك جزء من حرية الرأي.
> وأمر واقع أيضاً؟
- لا. هذه آراؤهم وقناعاتهم، وفي الأخير هم جنوبيون.
> الجنوبيون ليسوا جميعهم أخياراً؟
- قضيتنا مع نظام 7 يوليو، وليس معهم كأفراد.
> سأفترض انني في موقع الحاكم، وسأقول ببساطة: توجد انتخابات دورية تتوافر على الحد الأدنى من النزاهة والمصداقية، وهؤلاء النواب وأعضاء المجالس المحلية هم ممثلو سكان المحافظات الجنوبية، وهم فقط من لهم الحق في تمثيل الجنوب، إن كان لابد من الاقرار بتمثيل الجنوب؟
- هذا شأن النظام. لدينا هدف، وهؤلاء الموالون للسلطة لهم رأيهم وقناعاتهم، لكننا لانكن لهم العداء.
> تقولون بعدم شرعية ما ترتب على حرب 94، ومجلس النواب الحالي أو المجالس المحلية مخرج من مخرجات الأمر الواقع الذي تلا الحرب، هل طلبتم منهم بأي شكل من الأشكال الانسحاب من هذه المجالس؟
- لسنا أوصياء على أحد. لكل شخص من أبناء الجنوب خياره. الحراك في الجنوب معالمه واضحة، ومن أراد الالتحاق به لن يمنعه أحد، وأي شخص اتخذ موقف الحياد أو اضطره ظرفه لاتخاذ موقف آخر، لن نجبره على تغيير موقفه.
> ألا تفرضون أية شروط على الأشخاص؟
- لا. لا نمتلك الحق في ذلك.
> تتحدثون عن جنوب واحد. ولكن فيما أرى وهذا أمر طبيعي، توجد تمايزات داخل هذا الجنوب، هنالك أناس خلفيتهم عسكرية، وآخرون مدنيون، وتوجد منظمات حقوقية ومدنية ونقابية. كيف تقيم دور هذه المنظمات في الاحتجاجات؟
- كما تلاحظ فإن فعالياتنا تتنامى من حيث الحضور والمشاركة، ونشاطنا مفتوح.
> هل تساهم هذه المنظمات أو فروعها في فعالياتكم؟
- في المهرجانات تلاحظ وجود الأطباء والمحامين والمهندسين والمعلمين. هم موجودون ولكني لا أستطيع التأكيد بأنهم يشاركون كهيئات.
> أعرف أن أهم فعالياتكم تلك التي بدأت أو انتظمت في مدينة عدن، واللافت أن حضور عدن المدينة، في الاحتجاجات ضئيل، لا تظهر شخصيات حقوقية وفنية وأدبية وثقافية بارزة في الفعاليات التي أقيمت في عدن. لماذا برأيك؟ ألأنهم غير مطمئنين لنجاعة مساركم أم لأن رسالتكم لم تصلهم؟
- سأعطيك مثالاً قريباً، ما حدث في 13 يناير. شكلنا لجنة تحضيرية، وأبناء عدن كانوا مشاركين بفاعلية وهم مشاركون في اللجان التحضيرية، والقول بغياب عدن في الاحتجاجات هو وهم.
> تعرف أن عدن كانت على الدوام تستوعب كل اليمنيين داخلها، وكذا كانت تحتضن القادمين من الريف، أو أولئك القادمين من خارج اليمن وباتوا عدنيين يمنيين، ألا تخشى من مخاطر خطاب يعتمد على الفرز بين شمال وجنوب على المدينة؟
- عدن منذ القدم هي مجمع كل الناس ووضعيتها مختلفة عن محافظات الريف. وليس وارداً أن يتعرض سكان المدينة أياً كانت أصولهم لأي اعتداء، ولا مبرر لأية مخاوف.
> نتحدث عن عدن، وهي كانت تاريخياً نموذجاً للحركات النسوية والمطلبية والنقابية. توجد شخصيات مدنية بارزة مثل المحاميين بدر باسنيد وراقية حميدان، والفنان محمد مرشد ناجي وآخرين، أين هؤلاء مما يجري؟
- الأخ العزيز بدر باسنيد موجود ودوره لا ينكر، واتحدث عنه بحسب علاقتي الشخصية به. بالنسبة للفنان محمد مرشد ناجي وراقية حميدان فأنا لا أعرفهما شخصياً، واتصور أنهما موجودان في الحراك.
> لا نراهم، ولم تصدر عنهم أية إشارات أو تعبيرات مؤيدة لكم؟
- بالنسبة لبدر باسنيد فتعبيراته واضحة، هو يكتب ويعبر بكل وضوح عن القضية الجنوبية، بالنسبة للآخرين لا استطيع أن أجزم لأنه لا توجد صلة شخصية لي بهم.
> لنتحدث قليلاً عن الفرز إلى شمال وجنوب. أنا شخصياً كتبت ضد تحويل الوحدة إلى صنم يستدعي تقديم الأضاحي على مذبحه، ولكني أخشى الآن أن يتحول «الجنوب» إلى صنم، باسمه يتم تبرير أي تجاوز أو أي انتهاك؟
- شعب الجنوب مسالم ومدني، والصراعات التي حدثت في الماضي كانت بين أطراف في الحكم.
> السلطة تحول الوحدة أحياناً إلى مبرر لفعل أي شيء باسمها، وانتم الآن تتحدثون عن الجنوب كوطن وشعب...
- (مقاطعاً) من حقنا أن نتحدث بذلك. نحن دولة أصلاً، وكنا كذلك عبر التاريخ، والنظام ينطلق من نظرته إلينا باعتبارنا غنيمة، كأننا لم نكن يوماً شعباً له تاريخه وهويته وكيانه وأرضه. (...) خطابنا السياسي واضح، ولم يصدر منا أي بيان فيه تحريض على أبناء الشمال أو الفرز إلى جنوبي وشمالي. ولكن السلطات هي وراء أية سلوكيات، لأنها لم تترك للفعاليات أن تتم كما يرتب لها من اللجان التحضيرية.
> يوجه إليكم نقد آخر، وهو انكم لا تتفاعلون مع أية مظالم في المحافظات الشمالية؟
- صحيح لم نتطرق إليها، وذلك لا يعني أننا ننفي وجود مظالم في الشمال. توجد مظالم أزلية، منذ العهد الإمامي وحتى الآن. نحن نقول بأن لنا وضعية استثنائية، كنا دولة ودخلنا في وحدة عام 1990. الأخوة في المحافظات الشمالية يتحدثون عن غلاء المعيشة أو نقص في وزن الرغيف، ونحن نتحدث عن هوية طمست وأرض نهبت.
> توجد مطالب أخرى، في مأرب والجوف يطالبون بزيادة التمثيل وتخصيص حصة من موارد الدولة لمأرب...الخ.
- هذا شأن يخصهم في إطار الجمهورية العربية اليمنية (شمال اليمن).
> في حال خرجت مسيرات مؤيدة لكم في الشمال، هل ستعيدون النظر في العناوين التي ترفعونها؟
- إذا حدث ذلك، وخرجت المسيرات المؤيدة للقضية الجنوبية فبكل تأكيد سنباركها، وسنعتبرها رد جميل لشعب الجنوب الذي احتضن الكثير من الأخوة من أبناء هذه المحافظات، ووضعهم في أعلى مراكز القرار.
> الجميل متبادل سلفاً، وهناك الآلاف من المحافظات الجنوبية والشرقية احتضنهم الشمال في الماضي؟
- بالنسبة لنا لم نعتبرهم لاجئين بل جزء منا، ويعطى لهم التقدير. لكن ما يحصل في الشمال أن النازحين بسبب الصراعات لم يعط لهم نفس التقدير. وكانوا يحملون في بطاقاتهم الشخصية إشارة جنوبي مقيم. وهذا ما سمعته من كثيرين عاشوا في الشمال.
> هناك من تبوأ مواقع رفيعة من النازحين إلى الشمال، وبعضهم شغل مواقع حساسة في الدولة كالأصنج مثلاً الذي شغل موقع وزير الخارجية، ويتردد أنه أشرف على نشاط الأجهزة الأمنية في السبعينات؟
- هذه حالة نادرة ولكن عندنا الوضع مختلف، فالشماليون وصلوا إلى مراكز القرار.
> كيف تتعاملون مع محاولات اختراقكم أمنياً؟
- في مجلس التنسيق للمتقاعدين قسراً، لا نخشى مسألة الاختراق، لأنه لا يوجد ما نخفيه.
> أسأل عن معلومات تتردد عن اختراقكم؟
- ندرك أن السلطة تعمل على شق الصف، واصطناع خلافات، لكننا لا نخشى هذا، لأننا مقتنعون بأننا على المسار الصحيح، وأي أشخاص زرعوا لن يكون لهم تأثير.
> المؤكد أن أي اختراق سيؤثر على حركتكم؟
- إن حصل اختراق فلن يؤثر على الاطلاق.
> وماذا عن صرف أموال وامتيازات وتعيين شخصيات من أبناء الشهداء والرؤساء السابقين في مواقع تنفيذية؟
- السلطة جربت هذا كثيراً واخفقت. أي شخص ستغريه السلطة سيذهب إليها كفرد وذلك لن يوقف الحراك الجنوبي.
> نجل الرئيس الأسبق سالمين تم تعيينه في موقع وكيل بمحافظة عدن؟
- هذ وظيفة. الأخ أحمد سالمين لم يأت كي يوقف الحراك الجنوبي، وهذه الوظيفة من حقه أن يعمل بها.
> ما تقديرك لدرجة استجابة السلطة لمطالبكم؟
- الاساس هو اعتراف النظام بالقضية الجنوبية.
> الاجراءات اعتراف ضمني؟
- اجراءت فردية ولا تحل الأزمة على الاطلاق.
> وماذا عن لجنة معالجة الظواهر السلبية التي يرأسها سالم صالح محمد؟
- سمعت عن تشكيلها، وتوقعت من البدء أنها لن تُقدِّم شيئاً.
> هل سعوا إلى الالتقاء بكم كمتقاعدين؟
- لم اسمع بأي دعوة من قبلهم، وهم ليسوا الطرف المعني بالحوار مع هيئات الحراك الجنوبي.
> سمعت أن الرئيس ومقربين منه تفاوضوا مع أعضاء في مجلس التنسيق؟
- كل شيء جائز.
> أحد زملائكم وهو صالح الذرحاني من المجلس انسحب على إثر الاتصالات به؟
- الذرحاني الآن كما سمعت عُين مستشاراً لوزير الدفاع، وهذه قناعاته الشخصية.
> فيما يخص التعاطي الأمني، السلطة تقول إنها لم تقمع فعالياتكم، على الرغم مما يرافقها من هتافات ودعوات تتجاوز الدستور والقانون، وهي تظهر أمام الرأي العام المحلي والخارجي متسامحة معكم، والأحداث التي وقعت سببها تنظيمي أو أعمال شغب؟
- السلطة في كل الفعاليات تقمعنا، ولا يوجد لبس حول هذا. ما حصل في الضالع وفي عدن وفي حضرموت وفي ردفان هو خير دليل على عنجهية هذا النظام. وما حصل مؤخراً في ساحة الهاشمي شاهد على الأسلوب القمعي.
شهيد التصالح والتسامح صالح اليافعي لايزال جثمانه في ثلاجة مستشفى الجمهورية إلى يومنا هذا. ولم يتم تقديم الجناة الذين قاموا بكل هذه المذابح إلى العدالة.
> المذابح تعبير لا ينطبق على ما جرى، رغم أن سقوط شهيد في أي فعالية مأساة في حد ذاته؟
- مذبحة منصة الحبيلين (ردفان) وما نتج عنها من استشهاد 4، وجرح أعداد كبيرة. سقط الكثير من القتلى والجرحى في فعاليات أخرى، ألا تعتبر هذه في حد ذاتها مجازر?
> توجد فعاليات تنتظم في الخارج لأبناء المحافظات الجنوبية -الشرقية، تؤيد مطالبكم، كيف هي العلاقة مع هذه الفعاليات؟
- هم جزء من المجتمع الجنوبي.
> هل تتلقون تبرعات مالية منهم؟
- لم نتلقَ منهم أية تبرعات، ولم نطلب منهم ذلك.
> تثار تهمة العمالة للخارج، أو الاتصال بجهات في الخارج ضدكم كيف تتعاطون مع هذه الاتهامات؟
- هذه اتهامات لا تمتلك السلطة أي دليل عليها، واذا أتانا دعم لقضيتنا سنقبله.
> تقصد دعماً مالياً؟
- نعم.
> يقال ولكن بشكل غير رسمي إن هناك جهات خارجية وحكومات في المنطقة وفي الخليج. تدعمكم؟
- طالما هذا يُثار بشكل غير رسمي، فإنه لا يستحق الإجابة.
> اسمك ورد في الهيئات التي أعلنت جمعيات المهجرين والمهاجرين في الكويت والخليج عن تشكيلها، وهذه الاجتماعات التي عقدت هناك يتردد أنها تحظى برعاية كويتية؟
- قرأت هذا الموضوع في صحيفة «البلاغ»، وهذه اجتهادت لم تكن مقرة في أجندة الحراك الجنوبي الداخلي.
> لنتحدث عن القيادات السياسية في الخارج، هؤلاء يعلنون تأييدهم لكم، لكنهم يحملون وجهة نظر أخرى تؤكد على تصفية آثار الحرب ومعالجة الأمور في إطار الوحدة؟
- مثل من؟
> حيدر ابو بكر العطاس، علي ناصر محمد؟
- الأخ حيدر ابو بكر العطاس رئيس الوزراء الأسبق تابعت له مقابلة في قناة الحرة، وهو يقول بشكل واضح وصريح إن الاشتراكي دخل في الوحدة مع المؤتمر الشعبي العام، وقوام عضويته حوالي 35 ألف عضواً، وهؤلاء لا يمتلكون الحق في الوصاية على الجنوب، هذا كلام جميل من أحد قيادات الاشتراكي اليمني.
الأخ الرئيس علي ناصر محمد تحدث عن التصالح والتسامح الذي أقيم في الجنوب، وبارك هذه الخطوة، وجميعهم رموز قيادية وتاريخية جنوبية، نعتز بهم ونحترمهم و لا نستغني عنهم في هذا الظرف السياسي المعقد.
> على الرغم من التباين، وتمسك بعضهم بالوحدة؟
- نحترم الأراء، ولكل رؤيته وطريقته في التعامل مع الوضع الراهن.
> هل هناك وجاهة للاتهامات الموجهة لعلي ناصر بأنه وراء الكثير مما يحدث في الجنوب؟
- الأخ الرئيس علي ناصر شخصية سياسية معترف بها، ومن حقه أن يطرح آراءه بالشكل الذي يريده.
> السؤال عن حقيقة دوره وحجم هذا الدور فيما يخص الحراك الجنوبي؟
- هو زعيم جنوبي، فلماذا يُغتاظ منه إذا عبًّر عن وجهة نظره.
> هل له دور فعلاً؟
- لا أمتلك الحق في تقييم هامة سياسية وطنية في مستوى الأخ الرئيس علي ناصر محمد.
> المجتمعان الإقليمي والدولي لا يُظهران أي اهتمام بحركتكم، حتى الآن على الأقل، ألا تعتقد أن المسار الذي اتخذتموه قد يكون بلا أفق، ويستدعي منكم مراجعة خياراتكم؟
- نحن ننطلق من واقعنا المعاش في الجنوب ونعلِّق آمالنا على القناعات التي وصلنا إليها، الشعوب هي التي تحقق مصائرها.
> أليس من الأجدر بعد أن تمكنتم من وضع القضية الجنوبية في صدارة الاهتمام الوطني في اليمن، البحث عن صيغة تمكنكم من الضغط على السلطة عبر اصطفاف وطني واسع يشارك فيه المشترك والأحزاب المعارضة الأخرى كالرابطة والتجمع الوحدوي، وصولاً إلى حل القضية الجنوبية في إطار اصلاح النظام السياسي عموماً؟
- لم نمنع أحداً من المشاركة أو طرح الحلول، والأمر في الأخير يعود للشارع الجنوبي.
> استاذ علي ألا تشعر بمسؤولية تجاه معاناة أو تطلعات المواطنين المظلومين في المحافظات الشمالية، وهؤلاء ليسوا بالضرورة مؤيدين لممارسات الحكم في المحافظات الجنوبية؟
- نحن لم نكن في مراكز القرار لكي نتحمل مسؤولية هذه المعاناة.
> حركتكم تحظى بتعاطف قطاعات كبيرة من المواطنين في تلك المحافظات، وهؤلاء يعولون على إصلاح الأوضاع جراء تنامي تأثيركم؟
- كما قلت لا ننكر أن هناك ظلماً، لكننا لسنا من يحل هذه المشكلة، الأجدر أن يخرج الشارع في الشمال لرفع المظالم عنه، وألاَّ يبقوا ساكنين، وسقف الظالم يرتفع يوماً تلو يوم.
> في حال تحرك الشارع في الشمال، هل ستجدون أن تحرك هذا الشارع في نهاية المطاف يصب في صالح القضية الجنوبية؟
- يعتمد على الخطاب السياسي الموجه لهذا التحرك، ومدى استيعاب القهر والظلم الذي يمارسان على الجنوب.
> هل صحيح أن متضررين من حقبة حكم الاشتراكي اليمني في الجنوب، هم وراء التحريض والتشويش على علاقتكم بالاشتراكي حالياً؟
- ملتقيات التصالح والتسامح في الجنوب، طمست كل الأخطاء التي ارتكبت في عهد الاشتراكي، وعرف الجميع أن ما حصل في ذلك العهد كان يُدار بمخططات دولية وأقليمية، أثناء الحرب الباردة، و أن أبناء الجنوب كانوا يدفعون جميعاً ثمن تلك المخططات.
العميد علي محمد السعدي لـ«النداء»: فروع المشترك في الجنوب معنا ولا نخشى الاختراق الأمني
2008-02-28